الحكومة السودانية تشكل لجنة طارئة لحل أزمة الكهرباء

من 4 وزارات والمالية تتكفل بشراء الوقود وقطع الغيار

TT

الحكومة السودانية تشكل لجنة طارئة لحل أزمة الكهرباء

كونت الحكومة السودانية لجنة طارئة من وزارة الطاقة والنفط والمالية والري والموارد المائية، وعدد من الجهات الفنية ذات الصلة، لوضع معالجات عاجلة لأزمة ضعف الإمداد الكهربائي بالبلاد التي تسببت في حالة من السخط والاستياء وسط المواطنين جراء القطوعات المتكررة التي تصل إلى أكثر من 10 ساعات يومياً، واستمرارها لأشهر، متعهدة بحل الأزمة بمعالجات فورية خلال الأيام المقبلة.
وعزا وزير الطاقة والنفط السوداني، جادين علي عبيد، انقطاع الكهرباء إلى عمليات الصيانة السنوية الدورية التي تجرى في فصل الشتاء، الأمر الذي استدعي إجراء برمجة للقطوعات. وأشار إلى أن عمليات الصيانة أخذت فترة طويلة نتيجة تهالك وقدم الآليات التي تتطلب موارد أكثر لإكمالها.
وقال عبيد، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، إن جائحة كورونا، والحظر الاقتصادي الذي كان مفروضاً على البلاد، وعدم الانتظام في شراء قطع الغيار، أدى إلى تأخر عمليات الصيانة، ما فاقم من معاناة المواطنين.
وأضاف أن التغيرات المناخية، وتأثير السحب من خزانات التوليد المائي الذي بدأ في فترة مبكرة نتيجة لقصر فصل الشتاء، والإجراءات الاحترازية التي يضعها السودان ضمن السيناريوهات الأسوأ لتداعيات سد النهضة الإثيوبي، والضغط على التوليد المائي، أثر على إنتاج الكهرباء.
وكشف الوزير عن أن الطاقة التصميمية للإمداد الكهربائي بكل البلاد تبلغ 4 آلاف ميغاواط، فيما يبلغ الإنتاج الفعلي في الوقت الحالي نحو 1820 ميغاواط، بنسبة عجز تصل إلى 45 في المائة. وأشار الوزير إلى أن الإجراءات المتوقعة ستؤدي إلى رفع الإنتاج الكهربائي في سد مروي (شمال البلاد) الذي تبلغ طاقته التصميمة 1250 ميغاواط إلى 800 ميغاواط، وزيادة التوليد الكهرباء في سد الرصيري إلى 180 ميغاواط.
وأوضح عبيد أن وزارة المالية التزمت بدفع 25 مليون دولار شهرياً لشراء الوقود لتوليد الكهرباء من المحطات بالبلاد، و10 ملايين دولار أخرى لشراء قطع الغيار والوفاء بالالتزامات المالية لشركات الصيانة.
وقال إن وزارته وضعت ترتيبات مع وزارة الري والموارد المائية لرفع الإنتاج الفعلي للطاقة الكهربائية خلال شهر مارس (آذار) الحالي إلى 2585 ميغاواط، بزيادة 42 في المائة ستنعكس إيجاباً في الإمداد الكهربائي، مشيراً إلى الاستمرار في إكمال إجراءات شراء قطع الغيار لتحسين كفاءة التوليد الكهربائي من الخزانات والمحطات.
وأوضح وزير الطاقة والنفط أن من المشكلات المزمنة ضعف الاستثمارات في السودان في مجال قطاع الكهرباء، حيث إن المنتج أقل بكثير من حجم احتياجات البلاد. وأرجع عبيد تدهور قطاع الكهرباء في السودان إلى السياسات الرعناء للنظام المعزول الذي تسبب في المقاطعة الأميركية التي عانت منها البلاد كلها، وتأثر بها على وجه الخصوص قطاع الكهرباء، بعدم حصوله على قطع الغيار والدعم الفني الذي توفره الشركات الأجنبية.
وأشار إلى وجود مشكلات وعيوب في تخطيط الشبكات، تسببت في هدر الطاقة الكهربائية بنسبة 25 في المائة، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية، وعدم قدرة الدولة على توفير الوقود وقطع الغيار والوفاء بحقوق المقاولين الأجانب.
ومن جانبها، التزمت وزارة المالية بتوفير الأموال التي تم الاتفاق عليها لإكمال إجراءات شراء قطع الغيار وتوفير الوقود. وتغطي شبكة الكهرباء 40 في المائة من مساحة البلاد، حيث تنعدم الكهرباء في كثير من المناطق بولايات البلاد.
وكانت شركة «GCMS» الأميركية قد تعهدت بتوفير الإسبيرات وقطع الغيار العاجلة الخاصة بتوليد الكهرباء في السودان، وذلك في إطار التعاون بين السودان وأميركا في قطاع الكهرباء. وتعد الشركة من أوائل الشركات الأميركية التي بدأت التعامل مع السودان بعد فك حظر التحويلات البنكية، وقد توقفت عن العمل لأشهر، إلا أنها عادت والتزمت باستئناف توريد قطع الغيار العاجلة في أقرب وقت.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.