ماذا يقول الشعراء العرب للشعر وعنه في يومه العالمي؟

ماذا يقول الشعراء العرب للشعر وعنه في يومه العالمي؟
TT

ماذا يقول الشعراء العرب للشعر وعنه في يومه العالمي؟

ماذا يقول الشعراء العرب للشعر وعنه في يومه العالمي؟

«الشعر هو أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما ما يعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ إنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام. ولذا، تم تخصيص يوم 21 مارس (آذار) من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر».
هذا ما جاء في بيان لمنظمة اليونيسكو خلال دورتها الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999، التي اعتمدت، ولأول مرة، هذا اليوم كيوم عالمي للشعر، بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصاً أكثر لاستخدامها في التعبير.
فماذا يقول الشعراء العرب للشعر في يومه العالمي هذا، وماذا يقولون عنه أيضاً؟

- بهية طلب (مصر): إنه إرادة الحلم والحياة
قلت في قصيدة لي: «في قاعات الشعر لا يشبهنا إلا الشعر». هو هذا الذي يضيء داخلنا ويعرفنا أكثر منا، ولكنى كثيرا ما تمردت عليه وحاولت الخروج من عباءته، أخبرته أنني حين أخرج عليه لن أعمل كتاجر عبيد كما فعل رامبو.
وقلت إنني سأرعى البنفسج وأفتح طاقات للشمس لتمر بها للأرواح، ولكنى لم أعد أحتمل كل هذا الألم الذي يتلبسني حين أرى بؤس هذا العالم: القتال والمجاعات والأوبئة والثورات الفاشلة؛ كل هذا القبح لا تحتمله نفس شاعرة. لقد أردت أن أتحول لامرأة عادية، تنظر إلى الانفجارات على شاشة التلفزيون، ثم تدير وجهها ببساطة لتطفئ شعلة موقدها حتى لا يفسد الطعام، ولا تنسى مثلي. هكذا لا يترك الشعر شيئا إلا ويناقشه. إنه إرادة الحلم والحياة وسأظل أتشبث بهما.

- لولوة آل خليفة (البحرين): المعادل الحقيقي للحياة
قلبي يسكن في مكان واحد، الشعر والبحرين، ثنائية تترادف وتتكامل أمام ناظري، لوحة شعرية تتزين كل يوم، لذلك لن أتوقف وأقول للشعر والشعراء ما قاله رسول حمزاتوف يومًا «علينا اليوم أن نقول لأمنا الأرض، نحن شعراؤك، نقوم بدور الطبيب، فلتكن أغانينا دواءً لك». الشعر اختارنا، وسنظل نكتب معاناة الناس ومعايشاتهم، ونجعل لآلامهم صوتا، فالشعر تعبير عن الآخر قبل أن يكون تعبيرا عن النفس وخلجاته أيها الشعر، لولاك ما كتب تاريخنا، لولاك ما نبضت قلوب العاشقين، الشعر يكتبنا قبل أن نكتبه، يكوننا قبل أن نكونه، هو المعادل الحقيقي للحياة. الشاعر الحقيقي من يكتب بدمعه، من يبكي قصيدته قبل أن تبكيه.

- فتحي عبد السميع (مصر): هو الحلم الإنساني
الشعر أهم هدية حصل عليها الإنسان. نحن مخلوقات محظوظة جدا وبائسة جدا، ننتمي إلى الطبيعة، فهو الشعر هو الحبل السري الذي يربطنا بها، هو الطفولة التي تظل حاضرةً على الدوام، هو الحلم الإنساني الذي يذكرنا بحقائقنا كلما تحكم في وجودنا النعاس. كما يحلم الجسد أثناء النوم يحلم الشاعر أثناء اليقظة، مشكلتنا في عجزنا عن إدراك حالة النوم التي نغرق فيها أثناء النهار، أو الركض وراء متطلبات الحيوان الذي يسكننا، مشكلتنا في الجهل بحالة البؤس التي تخفيها المظاهر الخادعة، إنها حالة من حالات الموت، والشعر ينقذنا من هذا الموت، يمنحنا اليقظة والسكينة والغبطة، يمنحنا خلودا في اللحظة التي نعيشها الآن، لأنه يكشف عن أجنحة مختبئة في جسد الإنسان، ويحررها.

- رشا عمران (سورية): كل يوم انتظرك
ضعي يديك في حمأة النار التي اسمها الحياة، ضعيهما في طين الحياة، في مائها، قلبي تلك التربة الرطبة الحارة المحمومة، قلبيها أكثر، شكلي منها أصابعك، لست خزافة... لكنك في لحظة ما جنية مغوية تقتفي أثر معشوقها في التحام النار والطين حيث تتشكل الحياة، حيث يتشكل قلبك الشغوف، حيث تحفرين وتسألين وتصنعين من سؤالك تمثالا سرعان ما تحطمينه كي ينشع قلبك من الفقد مرة إثر مرة، بينما معشوقك اللامرئي يراوغك ويلاعبك ويغويك ويسحب أصابعك من طين الحياة يعرضها للشمس فتجف، يعيدها إلى الماء فتخضر، ويسري بللها إلى قلبك فيصبح شجرة.
الشجرة تنجب أخرى وهكذا تجدين العالم غابة تنمو في قلبك، وأنت تقتفين أثر معشوقك الأبدي، معشوقك الوحيد، أيها الشعر، أيها الجني الساحر، حياتنا جافة. وأنا أعري أصابعي كل يوم وأنتظرك.

- أمجد ريان (مصر): فيه يمتزج الحلمي واليومي
اليوم يدخل إلى هذا منظور الشعر عنصر رابع في التلقي هو الكومبيوتر، مما يستلزم متابعة حية للعوالم الافتراضية على الإنترنت بشكل عام. لقد تراجعت مفاهيم الحداثة والحرية والعقلنة والعلموية، بكل ما فيها من أفكار وثنائيات صارت عديمة النفع. وأصبح الإنسان هو مركز التفكير. وأدرك أن الحقيقة تتجدد في كل لحظة ولا معنى لثباتها أو ثبات أي شيء في وجود مطرد الحركة والنمو.
الكتابة اليوم تنقل حالة الشاعر الذي يجابه عالما يتسع ويتوالد في كل لحظة، لتتجاور فيه معطيات لا نهاية لها، يحدث التفاعل العارم بين التفاصيل الواقعية المعيشة الغزيرة من ناحية والتفاصيل الافتراضية التي غزت الحياة من ناحية أخرى. ليفاجأ القارئ بهذه الحالة من الرفض والاكتئاب والقلق والكوابيس والتحطيم والسخرية والهروب والديستوبيا وفضح مآسي العالم.
بهذه الروح أصبح الشعر يمتزج فيه الحلمي واليومي مع الآتي من الذاكرة أو من الجنون.

- عامر الطيب (العراق): كن رفيقي في الشدة
بمقدورنا أن نحب الشعر أو ننفر منه، نبجله أو نجده تعبيراً عادياً، نثق به أو نخسره، نطمئن له أو نحسبه عابرا. مع دانتي أو المعري، رامبو أو ويتمان، بودلير أو ريتسوس ومع أسماء عديدة لشعراء أحياء رائعين لا يسع المجال لحصرها لا نسأل عما يعنيه الشعر بالضبط لأنه يبدو مثل الحب أو الألم مثل الغبطة أو السعادة شيء لا يعرف. إن كل نص شعري يدهشنا يقدم لنا مفهوماً خاصاً عن الشعر. لقد مر العالم بالكثير من التغيرات، لكن مما يحسب للشعر هو إنه ظل وفياً لطبيعته الأولى. الاستمتاع بالنص الشعري لا ينبع من شرحه وتفسيره فحسب إنما من تحسسه ولمسه أيضاً... أخيراً أقول للشعر في يومه العالمي: كن رفيقي دائماً في الشدة، كن رفيقي عندما أكتب وعندما لا أكتب.

- صلاح اللقاني (مصر): سيستمر ما بقي الإنسان
الشعر هو الفن الذي بدأ مع الإنسان، وسوف يستمر ما بقي الإنسان. في البدايات كانت الأشكال الغنائية أو الدرامية تصاغ شعرا، ولم تستقل إلا بظهور المجتمع الحدي. كان المسرح شعرا، وكانت الملاحم شعرا، حتى العلوم كانت تنظم شعرا. في زمن الميديا الحديثة، وانتشار أدوات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، ظهر شكل جديد هو المدونة. وهي نمط كتابي يعتمد على التكثيف والتركيز مما يظهر ميلا عاما في هذا الاتجاه. وهو الميل الذي يجعل الشعر سيد الفنون بقوة تكثيفه وتركيزه واستجابته لهذا التحول العميق، وسيبقى الشعر الفن القادر على التوغل داخل النفس الإنسانية، وسبر أغوارها، ونورها الداخلي من دون وسائط أو حواجز.

- هلال الحجري (سلطنة عمان): كأنه سقط على قارعة الطريق
الشعر عندي، كما وصفه البحتري: والشعر لمح تكفي إشارته * وليس بالهذر طولت خطبه. هذه رؤية فنية تعضدها تجارب مشاهير الشعراء في العالم، وتؤكدها الدراسات النقدية الحديثة. ولو استعرضنا خارطة الشعر العالمي، يتبين صدق ما ذهب إليه البحتري؛ فديوان المتنبي، رغم تفرغه للشعر، صغير الحجم.
وكذلك الشاعر الأميركي تي إس إليوت، لم يترك إلا قصائد معدودة رغم شهرته. وقد استمرأ كثير من الكتاب اليوم للأسف استسهال الشعر، حتى أصبح كأنه سقط على قارعة الطريق.
والأمر ليس بهذه السهولة؛ فالشعر مكابدة واجتراح للحياة. وخير للشاعر أن يترك للناس عملا أو عملين، وقد ضخ فيهما عصارة تجربته وحياته، من أن يترك لهم دواوين كثيرة يغلفها التكرار.

- محمود خير الله (مصر): دمت للإنسانية
يقول الشاعر للشعر «دمت للإنسانية». لأنه لولا الشعر، ما كان ثمة إمكانية لمواجهة شرور هذا العالم ومآسيه، ولولا القصيدة التي نبهت العالم إلى خرابه العظيم، ربما كنا شهدنا خراباً أكبر، ولولا ذلك النشيد القديم الذي حذر الإنسان من بؤسه ومن عبوديته، ربما كنا شاهدنا بؤساً أكبر وعبودية أبشع وأطول عمراً، فلولا تلك القصيدة التي علمت الإنسان لأول مرة أن يتغزل في محبوبته وأن يغني لها مثل العصفور، لولا ذلك لتعثرت الملايين من قصص الحب التي انبنت عليها «الإنسانية»، وضاعت عشرات الأجيال محرومة من الوجود.
يقول الشاعر للشعر دمت للإنسانية، من غيرك يستطيع أن يشفيها من مرارة التنميط وقبح التكرار وعبودية النموذج، من غيرك علم الإنسان التنوع الإيقاعي والدلالي بل انحراف المعنى، والتكيف مع هذا الانحراف، فأنت وحدك أيها الشعر من يستطيع ترتيب العالم على هواه، تخيط جراح أرملة بجملة، وتجعل الشمس تنتصر ـ
- علية الإدريسي البوزيدي (المغرب): زرع للأرض الكالحة
الشعر لأنه تلك العوالم العميقة، عمق قطرة ماء في قعر يم. صار الشعر ملاذا من لحظات عطش، ومعه صارت أصوات الشعراء والشاعرات تتعالى وتقفز. في محاولة لركوب الموج قبل أن يجف الماء ما معنى أن تكون شاعرا؟ إنه مجرد ثقب تسيل منه الأخطاء، والكثير من الإطلالات على حوافي هذا العمر.
ما معنى أن تكتب الشعر؟ إنها فرصة لزرع تلك الأرض القاحلة، بمزيد من الرغبة في قول إن الموت ما هو إلا لحظة فارهة من الشعر... ما معنى أن يحتفل العالم باليوم العالمي للشعر؟ حين تخور قوى العالم يبحثون في أرشيف الأيام عن يوم صالح لإلقاء التحية على الشعر، يوم صالح للحب، كمحاولة لطرد هذا التثاؤب بأقراص منعشة.

- أحمد الشهاوي (مصر): حتى يعود الشعر من غربته
الشعر أصبح في غربة ويتم، صرنا نهمله على حساب أجناس أدبية أخرى خصوصًا في النشر والجوائز والمهرجانات والمؤتمرات، وصار الشعر مادة نادرة على موائد الناشرين، وأصبح على الشاعر أن ينشر على نفقته الخاصة إذا استطاع، وغالبا لا يستطيع لضيق ذات اليد. لن يعود الشعر من غربته، إلا إذا رأينا الشعراء يقرؤون أشعارهم في المدارس والجامعات ومراكز الشباب، وتفتح الإذاعات والتلفزيونات برامجها لهم، كما هو موجود في كثير من بلدان العالم.
نعم، نعاني في عالمنا العربي على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية تحديدا، فلماذا لا يكون الجانب الشعري لديهم مضيئا وملهما، حتى يعم التسامح، وتتجاور الجماليات الشعرية، وتتعانق الأشكال بعيدا عن الحروب والدمار.



مصر لتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» وفق مواصفات عالمية

جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
TT

مصر لتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» وفق مواصفات عالمية

جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)

تواصل مصر خطتها لإحياء وتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وفق أحدث المعايير العالمية والدولية، مع العمل على وصلهما ببعضهما البعض وافتتاحهما قريباً بإدارة من القطاع الخاص.

وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة تتابع باهتمام تنفيذ مشروع تطوير الحديقتين، انطلاقاً من أهميته في ظل الطابع التاريخي المميز لهما، وتتطلع لإعادة إحيائهما، والانتهاء من عملية التطوير وفق الخطة الزمنية المقررة، وإدارتهما وتشغيلهما على النحو الأمثل.

وقال مدبولي في بيان عقب اجتماع، الأحد، مع عدد من الوزراء والمسؤولين المعنيين بالمشروع: «هذا المشروع بمثابة حلم للحكومة نعمل جميعاً على تحقيقه، وهدفنا أن يرى النور قريباً، بإدارة محترفة من القطاع الخاص، تحافظ على ما يتم ضخه من استثمارات».

وشهد الاجتماع استعراض مراحل مشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان، حيث تمت الإشارة إلى اعتماد التصميمات وأعمال الترميم والتطوير من جانب المنظمات العالمية المُتخصصة، ونيل شهادات ثقة عالمية من جانبها، مع التعامل مع البيئة النباتية بأسلوب معالجة علمي، إلى جانب تدريب الكوادر العاملة بالحديقتين وفق أعلى المعايير العالمية، بما يواكب رؤية التطوير، ويضمن توافق التشغيل مع المعايير الدولية»، وفق تصريحات المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني.

ويتضمن مشروع تطوير «حديقة الحيوان بالجيزة» مساحة إجمالية تبلغ 86.43 فدان، ويبلغ إجمالي مساحة مشروع «حديقة الأورمان» 26.7 فدان، بمساحة إجمالية للحديقتين تصل إلى 112 فداناً، واستعرض الاجتماع عناصر ربط المشروعين معاً عبر إنشاء نفق يربط الحديقتين ضمن المنطقة الثالثة، بما يعزز سهولة الحركة، ويوفر تجربة زيارة متكاملة، وفق البيان.

وتضمنت مراحل التطوير فتح المجال لبدء أعمال تطوير السافانا الأفريقية والمنطقة الآسيوية، إلى جانب الانتهاء من أعمال ترميم الأماكن الأثرية والقيام بتجربة تشغيلية ليلية للمناطق الأثرية بعد تطويرها بواقع 8 أماكن أثرية.

التشغيل التجريبي للمناطق الأثرية ليلاً بعد تطويرها (حديقة الحيوان بالجيزة)

وأشار البيان إلى أن مستشاري مشروع الإحياء والتطوير؛ وممثلي الشركة المُشغلة للحديقتين، عرضوا خلال الاجتماع مقترحاً للعودة للتسمية الأصلية لتكونا «جنينة الحيوان»، و«جنينة الأورمان»؛ حرصاً على التمسك بهويتهما لدى جموع المواطنين من روادهما منذ عقود، كما أكدوا أن إدارة الحديقتين وتشغيلهما سيكون وفق خطة تضمن اتباع أحدث النظم والأساليب المُطبقة في ضوء المعايير العالمية.

وتم تأكيد ارتفاع نسب الإنجاز في الجوانب التراثية والهندسية والفنية بمشروع تطوير الحديقتين، حيث شملت أعمال الترميم عدداً من المنشآت التاريخية، أبرزها القصر الملكي والبوابة القديمة والكشك الياباني.

وحقق المشروع تقدماً في الاعتمادات الدولية من جهات مثل الاتحاد الأوروبي لحدائق الحيوان (EAZA) والاتحاد العالمي (WAZA) والاتحاد الأفريقي (PAAZA)، وفق بيان مجلس الوزراء المصري.

وترى الدكتور فاتن صلاح سليمان المتخصصة في التراث والعمارة أن «حديقة الحيوان بالجيزة من أكبر حدائق الحيوان في الشرق الأوسط وأعرق حدائق الحيوان على مستوى العالم، حيث تأسست في عهد الخديو إسماعيل، وافتُتحت في عصر الخديو محمد توفيق، وكان بها في بداية افتتاحها أكثر من 175 نوعاً من الحيوانات النادرة من بيئات مختلفة حول العالم، كما كان تصميمها من أجمل التصميمات في العالم وقتها، وكانت متصلة بحديقة الأورمان وقت إنشائها».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «حديقة الأورمان من أهم الحدائق النباتية في العالم، وكانت جزءاً من القصر الخاص بالخديو إسماعيل، وكانت مخصصة لمد القصر بالفواكه والخضراوات، وصممها مهندسون فرنسيون»، وأشارت إلى أن كلمة أورمان بالأساس هي كلمة تركية تعني الغابة أو الأحراش، وعدت مشروع تطوير الحديقتين «من أهم المشروعات القائمة حالياً والتي من شأنها أن تعيد لهما طابعهما التراثي القديم، وهو من المشروعات الواعدة التي من شأنها أن تغير كثيراً في شكل الحدائق المصرية» وأشادت بفكرة العودة إلى الاسمين القديمين للحديقتين وهما «جنينة الحيوان» و«جنينة الأورمان»، لافتة إلى تغيير الصورة الاستثمارية للحديقتين بعد التطوير لوجود مناطق ترفيهية وكافيهات ومناطق لأنشطة متنوعة.


نادين لبكي: السينما هاجس داخلي… وأفلامي تولد من أسئلة لا تهدأ

نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
TT

نادين لبكي: السينما هاجس داخلي… وأفلامي تولد من أسئلة لا تهدأ

نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

قالت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي إن العمل الفني لا يولد مصادفة، بل يأتي من تلك الرجفة الداخلية التي يخلّفها هاجس ما، أو من أسئلة لا تتوقف عن الإلحاح حتى تتحوّل إلى قصة.

وبدت نادين في جلستها الحوارية بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، الأحد، التي أدارها أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي والكلاسيكي بالمهرجان، كأنها تفتح كتاباً شخصياً، تقلب صفحاته بهدوء وثقة، وتعيد ترتيب ذكرياتها وتجاربها لتشرح كيف تُصنع الأفلام. فمنذ اللحظة الأولى لحديثها، شددت على أن الصدق هو ما يميّز الفيلم؛ ليس صدق رؤيتها وحدها، بل صدق كل مَن يقف خلف الكاميرا وأمامها.

وأكدت أن الشغف والهوس هما ما يسبقان الولادة الفعلية لأي فكرة؛ فقبل أن تصوغ أولى كلمات السيناريو، تكون قد أمضت زمناً في مواجهة فكرة لا تريد مغادرة ذهنها. شيئاً فشيئاً يبدأ هذا الهاجس بالتشكّل والتحول إلى موضوع محدد يصبح البوصلة التي تضبط كل التفاصيل الأخرى. قد تتغير القصة، وقد يتبدّل مسار الفيلم، لكن الفكرة الجوهرية، ذلك السؤال الملحّ، تبقى العنصر الثابت الذي يجب بلوغه في النهاية.

وتسترجع نادين لحظة ولادة فيلم «هلّأ لوين؟»، فتعود إلى حرب 2008، حين كانت مع طفلها في شوارع بدت كأنها على وشك الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة. وتروي كيف تسلّل إليها الخوف عندما تخيّلت ابنها شاباً يحمل السلاح، وكيف تحوّلت تلك اللحظة إلى بذرة فيلم كامل.

نادين لبكي خلال «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

وفي «كفرناحوم» حدث شيء مشابه، إذ تقول إنها كانت ترى الأطفال في الشوارع، وتنصت إلى قصصهم، وتراقب نظرتهم إلى العالم وإلى الناس الذين يمرّون أمامهم كأنهم عابرون بلا أثر. من هنا بدأت الفكرة، ثم امتدّ المشروع إلى 5 سنوات من البحث الميداني، أمضت خلالها ساعات طويلة في محاولة فهم القوانين، والحياة اليومية، والدوافع الإنسانية التي تحكم هذه البقع المهمَّشة.

وتؤكد نادين أن مرحلة الكتابة ليست مجرد صياغة نص، بل لحظة مشاركة وتجربة مشتركة، فالعلاقة بين فريق الكتابة بالنسبة إليها أساسية. وتشير إلى أنها تحب العمل مع أشخاص يتقاسمون معها الرؤية والمبادئ نفسها. أحياناً يكتبون أسبوعين متواصلين، ثم يتوقفون شهوراً قبل أن يعودوا للعمل من جديد، بلا مواعيد نهائية صارمة، لأن القصة، كما تقول، هي التي تحدد إيقاعها وزمنها، لا العكس.

وعندما تنتقل إلى الحديث عن اختيار الممثلين، تكشف أن العملية تستغرق وقتاً طويلاً، لأن أغلب أبطال أفلامها ليسوا محترفين. ففي «كفرناحوم» مثلاً، كان من المستحيل بالنسبة إليها أن تطلب من ممثل محترف أن ينقل ذلك القدر من الألم الحقيقي، لذلك اتجهت إلى أشخاص عاشوا التجارب نفسها أو عايشوا مَن مرّ بها. وتؤكد أنها مفتونة بالطبيعة الإنسانية، وأن فهم الناس ودوافعهم هو بوابة الإبداع لديها؛ فهي لا تفكر في النتيجة في أثناء التصوير، بل في التجربة نفسها، وفي اللحظة التي يُصنع فيها المشهد.

نادين لبكي عقب الجلسة الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

وتتوقف نادين أيضاً عند تجربتها التمثيلية في فيلم «وحشتيني»، كاشفة أنه من أكثر الأعمال التي أثّرت فيها على مستوى شخصي، وأنها سعدت بالعمل مع النجمة الفرنسية فاني أردان. وترى أن التمثيل هذه المرة جعلها تعيش السينما من زاوية مختلفة، فهي تؤمن ـ كما تقول ـ بنُبل السينما وقدرتها على تغيير الإنسان وطريقة تفكيره ونظرته إلى الأشياء، وهو ما يشجعها على الاستمرار في خوض تجارب سينمائية تركّز على السلوك الإنساني، مع سعي دائم لفهم الدوافع غير المتوقعة للأفراد أحياناً.

وتشير إلى أن المدرسة الإيرانية في إدارة الممثلين كانت ذات تأثير كبير في تكوينها الفني. ورغم غياب صناعة سينمائية حقيقية في لبنان عندما بدأت مسيرتها الإخراجية، فإنها تعلّمت عبر الإعلانات والفيديو كليبات، وصنعت طريقها بنفسها من عمل إلى آخر، لعدم وجود فرصة الوقوف إلى جانب مخرجين كبار. وقد عدت ذلك واحداً من أصعب التحديات التي واجهتها.

وأكدت أن فيلمها الجديد، الذي تعمل عليه حالياً، مرتبط بفكرة مركزية، وسيُصوَّر في أكثر من بلد، ويأتي ضمن هاجسها الأكبر، قصة المرأة وتجاربها. ولأن أفكارها تولد غالباً من معايشة ممتدة لقضايا تحيط بها يومياً، تقول: «نعيش زمناً تختلط فيه المفاهيم بين الصواب والخطأ، ولا نجد مرجعاً سوى مبادئنا الشخصية»، مؤكدة أنها تستند في اختياراتها الفنية إلى ما تؤمن به فقط.

وفي ختام حديثها، تتوقف عند شراكتها مع زوجها الموسيقي خالد مزنَّر، وتصفها بأنها واحدة من أهم ركائز تجربتها، موضحة أن رحلتهما في العمل على الموسيقى تبدأ منذ لحظة ولادة الفكرة. وأحياناً يختلفان بشدة، ويتجادلان حول الموسيقى أو الإيقاع أو الإحساس المطلوب، لكنهما يصلان في النهاية إلى صيغة فنية تجمع رؤيتهما، وترى نفسها محظوظة بأنها ترافق شخصاً موهوباً فنياً وإنسانياً.


تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف كتباً بقسم الآثار المصرية

سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)
سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)
TT

تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف كتباً بقسم الآثار المصرية

سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)
سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)

أدّى تسرب مياه الشهر الماضي إلى إتلاف مئات الكتب في قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر، ما يسلط الضوء على الحالة المتدهورة للمتحف الأكثر زيارة في العالم، بعد أسابيع فقط من عملية سطو جريئة لسرقة مجوهرات كشفت عن ثغرات أمنية.

وذكر موقع «لا تريبين دو لار» المتخصص في الفن التاريخي والتراث الغربي أن نحو 400 من الكتب النادرة لحقت بها أضرار ملقياً باللوم على سوء حالة الأنابيب. وأضاف أن الإدارة سعت منذ فترة طويلة للحصول على تمويل لحماية المجموعة من مثل هذه المخاطر، لكن دون جدوى.

وقال نائب مدير متحف اللوفر، فرانسيس شتاينبوك، لقناة «بي إف إم» التلفزيونية، اليوم (الأحد)، إن تسرب أنابيب المياه يتعلق بإحدى الغرف الثلاث في مكتبة قسم الآثار المصرية.

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز»: «حددنا ما بين 300 و400 عمل، والحصر مستمر»، وتابع أن الكتب المفقودة هي «تلك التي اطلع عليها علماء المصريات، لكن ليست الكتب القيمة».

وأقرّ بأن المشكلة معروفة منذ سنوات، وقال إن الإصلاحات كان من المزمع إجراؤها في سبتمبر (أيلول) 2026.

وسرق 4 لصوص في وضح النهار مجوهرات بقيمة 102 مليون دولار في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، ما كشف عن ثغرات أمنية واسعة في المتحف.

وأدّت الثغرات الهيكلية في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى إغلاق جزئي لقاعة عرض، تضم مزهريات يونانية ومكاتب.