صالح المطلك أمام البرلمان قريبًا بطلب من نائب في كتلته.. بتهم «فساد»

مشعان الجبوري لـ («الشرق الأوسط»): قررت أن أخرق التخندق الطائفي والمذهبي

صالح المطلك ومشعان الجبوري
صالح المطلك ومشعان الجبوري
TT

صالح المطلك أمام البرلمان قريبًا بطلب من نائب في كتلته.. بتهم «فساد»

صالح المطلك ومشعان الجبوري
صالح المطلك ومشعان الجبوري

بعد فترة طويلة من الخلافات والمساومات السياسية أعلنت رئاسة البرلمان العراقي الموافقة على استجواب نائب رئيس الوزراء وزعيم كتلة العربية البرلمانية صالح المطلك داخل البرلمان بتهم فساد تتعلق بملف النازحين بصفته رئيس اللجنة العليا للنازحين التي تضم عدة وزارات.
وقال مشعان الجبوري، عضو البرلمان العراقي عن كتلة المطلك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللافت للأمر أن كلا من المستجوب (بفتح الواو) وهو الدكتور المطلك والمستجوب (بكسر الواو) الذي هو المتكلم ينتميان ليس إلى طيف عرقي أو مذهبي واحد فحسب، بل ينتميان إلى كتلة واحدة وهي (العربية) التي يرأسها المطلك وأنا عضو فيها، وهو ما يعني أنني استجوب زعيم كتلتي».
وأضاف الجبوري، أن «هذه سابقة لم تحصل في كل برلمانات العالم». وردا على الدوافع التي جعلته يتولى هذا الأمر، قال الجبوري إن «الهدف من هذا الاستجواب المبني على معطيات ووثائق وأدلة هو أنني قررت أن أخرق التخندق الطائفي والحزبي المعمول به للأسف في كل الكتل والقوى والأحزاب، وبالتالي فإنه في حال عملت كل كتلة أو حزب أو جماعة على حماية مفسديها فإن الفساد سيتجذر»، مشيرا إلى أن «الأمر لا يخلو من خطورة بالنسبة لي مع أنني واثق تماما لأننا نستجوب زعيم كتلة ونائب رئيس وزراء وهو ما يحصل للمرة الأولى في العراق منذ عام 2003، وبالتالي فإنه في حال فشلت في هذا الاستجواب لن أتمكن من جلب أي فاسد بعد ذلك إلى البرلمان».
وأوضح الجبوري، أن «المتضرر الأكبر من ملف النازحين هو جمهورنا الانتخابي في المحافظات الغربية المتضررة من (داعش) والفساد والإرهاب».
وردا على سؤال بشأن عدم تحريك ملف استجواب المطلك من قبل برلمانيين من كتل أخرى منافسة، قال الجبوري إنه «بصرف النظر عن قضية المساومات السياسية والمحاصصة وغيرها فإن جمهوري الانتخابي هو المتضرر الأول وليس جمهور القوى والكتل الأخرى في المناطق والمحافظات الأخرى، وهو أمر لا يمكنني في كل الأحوال السكوت عليه علما بأنه لم يقف إلى جانبي أحد من أعضاء كتلتي ولم يوقع أي منهم على طلب الاستجواب رغم أنهم يعرفون الحقائق، وأستطيع أن أقول إن كل الفاسدين مشمولون بالحماية من كتلهم وأحزابهم وقواهم وهو ما جعلنا ندفع كل هذه الفواتير».
وعما إذا كان الاستجواب سيؤدي إلى التصويت على إعفاء المطلك من رئاسة اللجنة أم من منصبه كنائب لرئيس الوزراء، قال الجبوري إنه «في حال نجحت عملية الاستجواب التي من التوقع أن تجري في الحادي والعشرين من هذا الشهر فإن ذلك سيؤدي إلى إعفاء المطلك من منصبه كنائب لرئيس وزراء».
وسبق لمشعان الجبوري أن كشف في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، عن أنه قدم طلبًا لرئاسة مجلس النواب لاستجواب المطلك، مبينا أن رئاسة البرلمان رفضت الطلب. من جانبها، عزت لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب، تأخر استجواب المطلك إلى «وجود اتفاقات سياسية تحت الطاولة».
وكانت مفوضية حقوق الإنسان، أعلنت في 19 يوليو (تموز) 2014 عن تسجيلها نحو مليون و250 ألف نازح داخل العراق يعانون أوضاعا متردية، مرجّحة زيادة عددهم.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.