زلزال بحري يثير هلع سكان الساحل الجزائري

مندوب «المخاطر الكبرى» استبعد حدوث تسونامي

جزائري يصطاد السمك في العاصمة الجزائر (أرشيفية - أ.ف.ب)
جزائري يصطاد السمك في العاصمة الجزائر (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

زلزال بحري يثير هلع سكان الساحل الجزائري

جزائري يصطاد السمك في العاصمة الجزائر (أرشيفية - أ.ف.ب)
جزائري يصطاد السمك في العاصمة الجزائر (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقع أمس زلزال بلغت قوته ست درجات على مقياس «ريشتر»، قبالة سواحل شرق الجزائر، وفق ما أفاد به المعهد الأميركي للجيوفيزياء، مسبباً حالة من الهلع، رغم أنه لم يؤدّ إلى سقوط ضحايا، حسب الدفاع المدني الجزائري.
وقالت إدارة «الحماية المدنية الجزائرية» في بيان إنها «تطمئن المواطنين بأنه لا خسائر في الأرواح ولا أضرار مادية مهمة». فيما ذكر المعهد الأميركي أن الزلزال وقع على بُعد 20 كيلومتراً، شمال شرقي مدينة بجاية، على عمق عشرة كيلومترات. وحدد مركز الزلزال على بعد 28 كيلومتراً، شمال شرقي رأس كاربون في بجاية، كما ذكر المركز الجزائري لأبحاث الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء في بيان، موضحاً أن هزّة أرضية أولى بلغت شدتها أربع درجات على مقياس «ريشتر» سُجلت، ليلة أول من أمس، في الولاية نفسها.
وتبعت الزلزال «سبع هزات ارتدادية، بلغت شدتها بين 3 و5.1 درجة» في المركز نفسه. لكن مندوب المخاطر الكبرى بوزارة الداخلية، عبد الحميد عفرة، استبعد «حدوث تسونامي نظراً للطبيعة الجيولوجية للساحل الجزائري». وقال للتلفزيون الجزائري إنه «حتى في حال ارتفاع كبير للأمواج فسيكون اتجاهها نحو شمال البحر المتوسط»، أي نحو أوروبا.
وهرع السكان إلى الشوارع، ومنهم مَن قضى الليل خارج البيت، حسب شهادات وُضعت على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت الطبيبة ليلى، التي تقيم وتعمل في هذه المدينة الساحلية الواقعة بمنطقة القبائل: «المنزل اهتز فعلاً، وحدث ضجيج. والجيران الآن خائفون جداً في الخارج».
وأضافت السيدة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الأرض كانت تهتز، وطيور النورس تحلق فوق رؤوسنا وهي تطلق صيحات شديدة (...). كنا خائفين للغاية».
وظهرت في صور تناقلها مواقع التواصل الاجتماعي جدران داخلية متداعية. كما تحدثت الحماية المدنية عن «انهيار جزئي لثلاثة مبان قديمة غير مأهولة» في بجاية.
أما في جيجل، التي تبعد نحو 50 كلم شرق بجاية، فقد أُصيب خمسة أشخاص بكسور أو التواءات بسبب حالة الهلع»، حسب الحماية المدنية التي ذكرت أن «أحدهم قفز من الطابق الأول، وتم نقله إلى المستشفى».
وشعر بالزلزال سكان العاصمة الجزائرية، التي تبعد 250 كلم غرب بجاية، وكذلك سكان مدينة عنابة، الواقعة، على بُعد 350 كلم شرقاً قرب الحدود التونسية. وكتبت نبيلة على صفحتها على «فيسبوك»: «أنا في الجزائر العاصمة. لكنني شعرت بهزة أرضية قوية». فيما كتب شوقي مشاكرو، مدير صحيفة «لو بروفينسال»: «في هذه المدينة الصناعية الواقعة في شرق الجزائر... الأرض تتحرك في عنابة».
وكما يحدث عند وقوع كل زلزال، تضاعفت الدعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب أزواو في تغريدة على «تويتر»: «اللهم انصر الجزائر. يا رجال اتقوا ربكم. الزلزال... أمر رهيب». فيما كتب الصحافي زهير أبركان: «الصبر، الصبر... سينتهي بنا المطاف في أوروبا... الصفائح التكتونية»، مشيراً إلى هجرة الشباب الجزائريين الذين يعبرون أحياناً البحر المتوسط بشكل غير قانوني على متن قوارب هشة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.