غوندوغان: عودتي للعب كانت لحظة خاصة وكأني ولدت من جديد

نجم مانشستر سيتي يتحدث عن إصابات خطيرة تعرض لها وكيف فكّر في الاعتزال

TT

غوندوغان: عودتي للعب كانت لحظة خاصة وكأني ولدت من جديد

يعيش النجم الألماني إلكاي غوندوغان بمفرده في مدينة مانشستر، وخلال العام الماضي الغريب كانت هناك أوقات شعر فيها بالحنين إلى أشخاص آخرين. وباستثناء رحلة عابرة إلى تركيا في أغسطس (آب) الماضي لزيارة عائلته، لم ير غوندوغان الأشخاص الذين يحبهم لمدة أكثر من عام. بل لقد مضى وقت أطول من ذلك منذ أن تمكن من رؤية أقرب أصدقائه في ألمانيا. وهكذا، عندما لم يكن يتدرب أو يسافر من وإلى المباريات أو يستمتع بممارسة كرة القدم مع نادي مانشستر سيتي، فإن غوندوغان غالباً ما يكون وحيداً.
وفي الوقت نفسه، يقدم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 30 عاماً أفضل أداء في مسيرته الكروية على الإطلاق، حيث سجل 12 هدفاً في 23 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز. والأهم من ذلك، أنه قاد مانشستر سيتي لتحقيق رقم قياسي بالفوز المتتالي في 21 مباراة قبل الهزيمة أمام مانشستر يونايتد. وأظهر مانشستر سيتي أن هزيمته في قمة المدينة كانت مجرد عثرة بسيطة بعد فوزه على ساوثهامبتون 5 - 2 الأربعاء. وهي المباراة التي أحرز فيها غوندوغان الهدف الثالث، إضافة إلى هدفين لكل من كيفن دي بروين ورياض محرز.
يقول غوندوغان عن الرقم القياسي «إنه أمر رائع واستثنائي، خاصة في ظل الصعوبات التي يفرضها الموسم الحالي. ربما لم يكن هذا الأمر متوقعاً، بالنسبة لنا أيضاً؛ لأنني أتذكر أننا كنا نعاني في بداية الموسم». ويعلق غوندوغان على الخسارة أمام ليستر سيتي بخمسة أهداف مقابل هدفين، والخسارة أمام توتنهام بهدفين دون رد – واللتين كانتا الخسارتين الوحيدتين للفريق قبل الهزيمة أمام مانشستر يونايتد، قائلاً «لقد استفدنا وتعلمنا الدرس مما حدث في هاتين المباراتين.
لقد تعامل مديرنا الفني مع الأمر بطريقة صحيحة؛ لأنه غيّر طريقة اللعب بما يتناسب مع إمكاناتنا، ونسير الآن بشكل رائع. لا تتحقق هذه النتائج بشكل تلقائي، لكنها تتحقق بفضل التفكير بطريقة صحيحة، وقد فعلنا ذلك على مدار أكثر من شهرين (منذ التعادل في مباراتين متتاليتين ضد مانشستر يونايتد ووست بروميتش ألبيون في منتصف ديسمبر/كانون الأول). إنه إنجاز رائع».
ويضيف «أعتقد أيضاً أن هذا الموسم يضع علينا مسؤولية أكبر من أي وقت مضى. نعلم جميعاً الوضع الصعب الذي يمر به العالم بأكمله، فالجميع يعاني. لكننا محظوظون كلاعبين، فما زلنا قادرين على العمل، ولا نجلس مثل الآخرين طوال اليوم في المنزل وننتظر أوقاتاً أفضل. ما زلت قادراً على إضفاء البهجة على حياة الناس، وأدرك ذلك الأمر من تعليقات زملائي في ألمانيا، والذين يقولون لي دائما إن كرة القدم في الوقت الحالي هي الشيء الوحيد الذي يمنحهم شعوراً طبيعياً في حياتهم».
وعندما سئل عما إذا كان الوباء قد غيّره، رد غوندوغان قائلاً «لقد جعلني أقدّر ما لدي، بكل تأكيد، كما أكد لي أن أهم شيء في الحياة هو العائلة والأصدقاء، والأشخاص المقربون حقاً من قلوبنا. وبالتالي، فإن الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص هو أصعب شيء تسبب فيه هذا الوباء بالنسبة لي. هذا لا يعني أنني لم أكن أعرف كل هذا من قبل، لكن ربما كان من الجيد تذكر ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لنا. يؤثر هذا على الكثير من الناس - حتى أولئك الذين يعيشون بالقرب من عائلاتهم. أنا لا أعرف ما هو الأسوأ، هل هو وجودهم بعيداً جداً وعدم القدرة على رؤيتهم، أم وجودهم قريبين جداً، لكنهم منفصلون عنا!».
ويضيف «لقد كنت محظوظاً لأنني زرت والدي في تركيا في أغسطس مع أخي وزوجته وابنة أخي الصغيرة التي ولدت العام الماضي. لقد شعرت وكأننا قمنا بلمّ شمل العائلة، لكن لدي أيضاً الكثير من أفراد العائلة في ألمانيا، وأجدادي يعيشون في تركيا، ولم أتمكن من رؤيتهم منذ أكثر من عام». لكن على الأقل كان الفوز في المباريات يخفف من حدة هذه الضغوط على غوندوغان، الذي يقول «أتفق معك على أن الفوز في المباريات يجعل الأمر أسهل، لكنه لا يزال صعباً للغاية. كان لدينا الكثير من الإصابات، لكننا تغلبنا على هذه الصعوبات بطريقة مذهلة. والآن، نحن فخورون بتحقيق هذا العدد الكبير من الانتصارات المتتالية. لكن يجب أن ندرك أن كل هذا لا يعني شيئاً في نهاية المطاف إذا لم نفز بالبطولات والألقاب».
ويعيدني غوندوغان إلى ما قبل بداية سلسلة الانتصارات، عندما التقى سيتي ومانشستر يونايتد في 12 ديسمبر (كانون الأول)، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي وتراجع مانشستر سيتي آنذاك إلى المركز التاسع، بفارق خمس نقاط عن توتنهام. وبعد ثلاثة أيام، لعب مانشستر سيتي أمام وست بروميتش ألبيون الذي كان يتذيل جدول الترتيب وكان على وشك إقالة مديره الفني، سلافين بيليتش، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.
لكن الأمور تغيرت منذ ذلك الحين. لقد سجل غوندوغان هدفه الأول في 22 مباراة، وبدأ المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، في إجراء تغييرات تكتيكية، وهو الأمر الذي ساعد على تغيير شكل ونتائج الفريق بشكل مذهل. يقول غوندوغان عن ذلك «أتذكر مباراة وست بروميتش جيداً. كنا نتحكم في زمام الأمور تماماً، لكن النتيجة كانت محبطة للغاية». ويضيف «بدأنا في تغيير مركز أحد ظهيري الجنب (جواو كانسيلو) بحيث يلعب في منتصف الملعب، حتى يكون لدينا زيادة عددية في هذه المنطقة بالشكل الذي يعطينا ميزة أمام المنافسين. لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى فهم الجميع ما يريده المدير الفني منا، لكننا نشعر الآن أننا إذا لعبنا بشكل جيد فسنحقق النتائج التي نريدها. أنا مقتنع تماماً بأن كل الفضل يعود إلى غوارديولا».
لقد افتقد مانشستر سيتي لخدمات قلبي الهجوم سيرخيو أغويرو وغابرييل جيسوس لفترات طويلة، لكن غوارديولا نجح بذكائه الكروي في تحويل هذا النقص العددي إلى ميزة تصب في مصلحة الفريق، حيث شجع لاعبيه القادرين على اللعب في أكثر من مركز، مثل كانسيلو وغوندوغان، على القيام بأدوار هجومية أكبر. لكن هل كان هذا يجعل غوندوغان يشعر بغرابة الأمر أحياناً عندما كان يرى كانسيلو يظهر فجأة بجانبه في خط الوسط؟ يقول اللاعب الألماني عن ذلك «لا، ليس الأمر كذلك؛ لأن جواو كانسيلو لديه مهارات كبيرة ويجيد الاحتفاظ بالكرة، وتمرير الكرة إلى اللاعب المتواجد في المكان المناسب في المساحة المناسبة؛ لذلك لم يفاجئني أنه يقوم بعمل رائع في هذا المركز المختلف. جواو سريع جدا، وهو الأمر الذي يساعده على العودة إلى مركزه الأصلي كظهير مرة أخرى، وهو الأمر الذي يساعدنا على تعزيز خط الدفاع أيضاً».
وخلال الأسابيع الستة الأولى من العام، كانت الأهداف التسعة التي سجلها غوندوغان تعني أنه هز الشباك في تلك الفترة أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا - وهو أمر رائع بالنسبة للاعب يلعب في خط الوسط. فهل يعود السبب في ذلك إلى أن غوارديولا كان يلعب من دون مهاجم صريح؟ يقول غوندوغان «إنه مزيج من اللعب في هذا المركز والعودة إلى مركزي الأصلي. وربما يسمح لي ذلك بالانطلاق في منطقة جزاء الفرق المنافسة أو محاولة التواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب. الأمر كله يتعلق بالتدريب القوي للغاية، وهو الأمر الذي يمكنك من الوصول إلى مستوى معين. وعندما تكرر هذا الأمر في كل مباراة، فإن هذا يساعدك على إحراز الأهداف».
إن الطريقة التي يستطيع بها غوندوغان الاحتفاظ بالكرة ثم تمريرها بسرعة في الوقت المناسب تزيد من سرعة ووتيرة اللعب بالنسبة لمانشستر سيتي، وهي الصفات التي يفضلها غوارديولا في لاعبي فريقه دائماً. وعلاوة على ذلك، فإن غوندوغان يركض بالكرة برؤية ثاقبة ودقة شديدة، وهو ما يساعد فريقه على اختراق دفاعات المنافسين. ومن المؤكد أن هذه القدرات والإمكانات تجعل غوندوغان لاعباً مثالياً في طريقة لعب غوارديولا.
يقول غوندوغان «سوف أعتبر هذه مجاملة؛ لأنني عندما كنت ألعب بقميص بوروسيا دورتموند أجد صعوبة كبيرة ضد برشلونة وبايرن ميونيخ عندما كان يتولى تدريبهما غوارديولا. لقد كانت تلك الفرق تلعب دائماً بخطة رائعة بقيادة غوارديولا، وهو ما كان يصعب الأمور كثيراً على أي فريق منافس داخل الملعب. لذلك؛ كان من الواضح دائماً أنه إذا أتيحت لي الفرصة للعمل معه، فسوف أغتنم تلك الفرصة على الفور. أنا أتعلم منه دائماً، وخير مثال على ذلك ما يحدث خلال الموسم الحالي. خلال مسيرتي الكروية بالكامل، كان الحد الأقصى لعدد الأهداف التي أسجلها في موسم واحد هو خمسة أو ستة أهداف، لكنني خلال الموسم الحالي سجلت بالفعل 12 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز (بالإضافة إلى هدفين آخرين في دوري أبطال أوروبا). لقد ساعدني على أن أفعل أكثر بكثير مما كنت أتوقع».
وكان غوندوغان أول لاعب يتعاقد معه غوارديولا لمانشستر سيتي في يونيو (حزيران) 2016. لقد بكى غوندوغان على كتف غوارديولا عندما علم أنه أصيب بقطع في الرباط الصليبي الأمامي في ديسمبر (كانون الأول) 2016. لقد غاب عن الملاعب لمدة 276 يوماً، لكنه تعرض لإصابة أكثر خطورة في الظهر، أبعدته عن المشاركة مع منتخب ألمانيا في كأس العالم 2014 عندما حصل منتخب بلاده على اللقب.
يقول غوندوغان عن ذلك «كانت هذه الإصابة بالتأكيد أسوأ من الإصابة التي تعرضت لها في الركبة. لقد غبت عن الملاعب لمدة 14 شهراً، لكن الجزء الأسوأ في الأمر كان يتمثل في أنه لم يكن أحد يعرف حقاً نوع الإصابة التي تعرضت لها. لقد ذهبت إلى جراح وكان يريد وضع مسمار كبير في ظهري، وهو الأمر الذي كان يعني أنني لن أكون قادراً على ممارسة كرة القدم على هذا المستوى مرة أخرى. لذلك؛ كنت أشعر بالخوف من إمكانية عدم اللعب مرة أخرى، وأنا ممتن حقاً لأنني وجدت الجراح المناسب. بالطبع لا يزال يتعين عليّ التعامل مع الأمور المتعلقة بهذه الإصابة حتى الآن، لكنني أشعر بأنني بحالة جيدة». ويضيف غوندوغان «عودتي للعب من جديد كانت لحظة خاصة وكأنني ولدت من جديد بعدما فكرت بالفعل في الاعتزال».
لقد عانى غوندوغان من الكثير من المحن والصعوبات في حياته، وهذا هو السبب في أنه يهتم كثيراً بالمشاكل التي يعاني منها المجتمع. وخلال الوباء، قاد غوندوغان أو ساهم في الخطط التي تساعد الممرضات في ألمانيا والشركات المحلية في مانشستر، كما يعمل أيضاً في برامج اللاجئين ويساعد الأشخاص في مراكز الرعاية. يقول غوندوغان عن ذلك «عندما ظهر هذا الوباء فجأة، أدركت أنني لست في وضع محفوف بالمخاطر، فأنا أحصل على الطعام الجيد كل يوم ومستمر في عملي وأتواصل مع عائلتي عبر مكالمات الفيديو. لكن هناك أشخاص في أوضاع أسوأ بكثير، وبالتالي شعرت بواجبي لتقديم المساعدة للمحتاجين، سواء في ألمانيا أو هنا».
ويضيف «لقد ألهمني لاري نانس، لاعب فريق كليفلاند كافالييرز الذي ينافس في الدوري الأميركي للسلة للمحترفين، وكل ما يفعله مع مؤسسته الخيرية. لقد التقيت به منذ ثلاث سنوات عندما جاء لمشاهدة إحدى مباريات مانشستر سيتي، وسمعت عن جميع مشروعاته لمساعدة الناس في كليفلاند. ورأيت أنه من الرائع أن أقوم بالشيء نفسه في مانشستر. لقد جمعنا ما يكفي من المال، وفي الأيام القليلة المقبلة سنعلن عن المكان الذي ستذهب إليه. إنها فرصة للتركيز على الجوانب الإيجابية في الوقت الحالي في ظل تفشي هذا الوباء. كما أن هذا يجعل الكثيرين منا يشعرون بمسؤولية أكبر لفعل شيء عظيم».
ولو كان مانشستر سيتي قد فاز على مانشستر يونايتد لوصل إلى الانتصار الثاني والعشرين على التوالي، وعادل رقم ريال مدريد الذي فاز بـ22 مباراة على التوالي في عام 2014. وفيما يتعلق بهذه الأرقام القياسية، فقد فاز بايرن ميونيخ في 23 مباراة متتالية العام الماضي، في حين فاز أياكس في 25 مباراة متتالية في عام 1995، و26 مباراة متتالية في موسم 1971 - 1972.
وعندما سُئل غوندوغان عما إذا كان على علم بهذه الأرقام القياسية، رد قائلاً «نعم». يذكر أن جميع هذه الأرقام القياسية الأربعة كانت في مواسم حقق فيها الفريق الذي سجل هذه الأرقام القياسية الفوز بلقب الدوري الأوروبي أو دوري أبطال أوروبا. ومن المرجح أن ينجح مانشستر سيتي في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى هذا الموسم، لكن الفريق عانى من خيبة أمل كبيرة في البطولات الأوروبية خلال المواسم الماضية، وخسر بشكل مفاجئ أمام توتنهام وليون خلال العامين الماضيين. فهل هناك عقبة نفسية يجب على الفريق التغلب عليها في دوري أبطال أوروبا؟
يقول غوندوغان «لا يمكنني أن أقول ذلك، ولكن كل ما في الأمر أننا ارتكبنا بعض الأخطاء وعانينا بسببها، لكن لدينا فرصة جديدة هذا العام. سنحاول تقديم أفضل ما لدينا، لكنه وقت صعب ومليء بالتحديات بالنسبة لنا كبشر نتعامل مع هذا الوباء. لذلك؛ ليس لدي أي فكرة عن طبيعة الأسابيع المقبلة. وآمل فقط أن نتمكن جميعا في أقرب وقت ممكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية والتواصل فيما بيننا مرة أخرى».


مقالات ذات صلة


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.