سخرية يمنية من زعيم الحوثيين واتهامه واشنطن بالتحريض على لبس السراويل

TT

سخرية يمنية من زعيم الحوثيين واتهامه واشنطن بالتحريض على لبس السراويل

خرج زعيم الميليشيات الحوثية في اليمن عبد الملك الحوثي على أتباعه بخطبة جديدة في ذكرى مقتل أخيه (مؤسس الجماعة) حملها كثيرا من المزاعم التي أثارت سخرية واسعة في أوساط اليمنيين فيما يخص العداء لأميركا واستمرار جماعته في الحرب على اليمنيين.
فعلى مدار ساعة و35 دقيقة لم يتوقف زعيم الميليشيات عن سوق المبررات التي قال إنها هي التي دفعت الجماعة للتمرد على الدولة اليمنية في سياق ما وصفه بـ«المشروع القرآني» الذي ابتكره أخوه حسين الحوثي ابتداء من عام 2000.
اتهم زعيم الجماعة الموالية لإيران الولايات المتحدة بأنها شنت مخططا واسعا لاستهداف اليمن على جميع المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية وصولا إلى تشجيعها لليمنيين على لبس البنطلون وقيامها بنشر الإيدز والمخدرات، على حد زعمه.
وفي حين تناسى الحوثي أن جماعته تعد من أكبر من المتاجرين بالمخدرات على مستوى المنطقة، زعم أيضا أن الولايات المتحدة سعت إلى تجريد اليمنيين من الأسلحة إلى درجة منعهم من حيازة العصي، بحسب ما جاء في خطبته.
ودرج زعيم الميليشيات على إلقاء خطبة سنوية في ذكرى مقتل شقيقه حسين الحوثي المقتول على يد الجيش اليمني في 10 سبتمبر (أيلول) 2004، مختارا لهذه الذكرى التاريخ الهجري الذي يصادف 25 رجب من كل عام.
وبينما تتوالي خسائر جماعته في مأرب والجوف وتعز، شدد زعيم الميليشيات في خطبته على الاستمرار في القتال متجنبا أي حديث عن السلام أو عن المساعي الأممية والدولية للتهدئة وصولا إلى تسوية سياسية، كما يطمع في ذلك المجتمع الدولي.
وكعادته زعم أن جماعته ستواصل القتال «لنيل الاستقلال التام والحرية الكاملة من السيطرة الخارجية والتبعية للأعداء» الذين حصرهم في أميركا والسعودية والإمارات وإسرائيل، مشددا على القتال في جبهات مأرب.
وحاول الحوثي أن يبرر للحرب على مأرب لأنها - بحسب زعمه - مليئة بالأميركيين ومن وصفهم بـ«التكفيريين» في إشارة إلى الموالين للحكومة الشرعية، نافيا أن يكون في مأرب نحو 3 ملايين شخص أغلبهم من النازحين من جحيم انقلاب جماعته على الشرعية.
وبينما تتواصل النداءات الدولية المحذرة من مخاطر الصراع على حياة النازحين سخر الحوثي من هذه التحذيرات، وقال إن المبعوث الأممي والأميركيين يقلقون فقط على حياة المدنيين إذا تقدمت جماعته ميدانيا بحسب زعمه.
كما ادعى أن وجود ملايين النازحين في مأرب «كذبة كبيرة» وقال إن مخيمات النازحين عبارة عن معسكرات تعج بالمقاتلين في مسعى منه لتبرير قصف هذه المخيمات بالصواريخ الباليستية.
وعلى غرار خطبه السابقة لم يفوت الحوثي الإيعاز إلى جماعته للاستمرار في التضييق على الحريات العامة مدعيا أن الأميركيين يروجون ما وصفه بـ«التبرج والسفور، والاختلاط الفوضوي، والعلاقات المحرمة الخاصة بين الجنسين، في المدارس، والجامعات، ومعاهد تعليم اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية».
كما اتهم زعيم الجماعة الانقلابية المنظمات الدولية والإنسانية والمدافعة عن حقوق الإنسان بأنها «تروج للدعارة وتسعى لنشر الإيدز والأوبئة والأمراض لا سيما بين المسؤولين والشباب ورجال المال والأعمال». منتقدا دفاع هذه المنظمات عن حقوق النساء والشباب والأطفال.
ويرجح مراقبون يمنيون أن خطبة الحوثي الأخيرة ستطلق العنان لجماعته لارتكاب المزيد من حملات القمع والبطش الرامية إلى فرض أزياء مخصصة وسلوكيات محددة من قبل الجماعة في شتى مناحي الحياة، على غرار ما فعله تنظيم «داعش».
إلى ذلك أبدى الحوثي استياءه من إطلاق تسمية الحوثيين على جماعته، زاعما أن اسمها «أنصار الله» وأنها ليست جماعة ولا حزبا ولكنها «جماعة قرآنية» على حد وصفه.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.