غوتيريش ينتقد احتفاظ «حزب الله» بأسلحته في خرق لـ«1701»

طالب بتحقيق «شفاف» في اغتيال لقمان سليم

TT

غوتيريش ينتقد احتفاظ «حزب الله» بأسلحته في خرق لـ«1701»

طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السلطات اللبنانية بإجراء «تحقيق سريع وشفاف» في اغتيال الناشط المعروف بانتقاداته لـ«حزب الله» لقمان سليم، داعياً إلى «تقديم الجناة إلى العدالة». كما شدد على أن استمرار احتفاظ «حزب الله» بأسلحة غير مرخصة خارج سيطرة الدولة «يمثل انتهاكاً خطيراً للقرار (1701)»، داعياً الحكومة اللبنانية إلى «اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من (اتفاق الطائف) والقرارين (1559) و(1680)».
وكرر غوتيريش مطالبة المجتمع الدولي جميع السياسيين اللبنانيين بـ«تسهيل تشكيل حكومة في الوقت المناسب قادرة على القيام بالإصلاحات الضرورية لوضع لبنان على طريق الانتعاش»، داعياً في الوقت ذاته حكومة تصريف الأعمال ومجلس النواب إلى «ممارسة مسؤولياتهم في اتخاذ المواقف السياسية والخطوات التشريعية الملائمة لتخفيف أثر الأزمات المتعددة في لبنان على السكان». وحض السلطات اللبنانية على «العمل من أجل وقف الأزمة المالية والاقتصادية المتفاقمة، وتعزيز المساءلة، وضمان الحكم الرشيد، بما يتماشى مع حاجات الناس».
وكذلك طالب بـ«إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف» في انفجار مرفأ بيروت، مشدداً على أهمية «احترام الالتزامات والتعهدات بموجب القانون الإنساني الدولي». ونبه إلى أن «المخاوف من انعدام الأمن وغياب القانون أدت إلى احتجاجات سلمية» في الهرمل والبقاع وطرابلس، معدداً سلسلة من الحوادث التي شهدت فرار 69 سجيناً من قصر العدل في بعبدا بجبل لبنان، علماً بأن قوات الأمن قبضت على 37 فاراً، وتوفي 5 لدى تحطم السيارة التي استخدموها، فيما لا يزال هناك 27 طليقاً. وأشار إلى العثور على جثة عقيد متقاعد من الجمارك بعدما أصيب بجروح قاتلة في بلدة قرطبا، وإلى أن مجهولين قتلوا مواطناً لبنانياً بالرصاص في سيارته ببلدة الكحالة، بالإضافة إلى لقمان سليم، وهو «ناشط سياسي معروف بمواقفه المنتقدة لـ(حزب الله)، الذي قتل في سيارته قرب النبطية بجنوب لبنان»، لافتاً إلى أن اغتيال سليم «جرى انتقاده عبر الطيف السياسي» اللبناني. وإذ ندد باغتيال لقمان سليم، دعا إلى «تحقيق سريع وشفاف» يتيح «تقديم الجناة إلى العدالة». وأكد أن «مرتكبي الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان يجب أن يخضعوا للمحاسبة»، علماً بأنه «يجب صون مساحة المشاركة المدنية وحرية التعبير».
وعبر غوتيريش عن «القلق» من الحوادث التي وقعت على طول الخط الأزرق، بما في ذلك الأحداث التي شملت توجيه الأسلحة من الطرفين عبر الخط الأزرق، محذراً من أن «مثل هذه الحوادث يمكن أن تؤدي إلى تصعيد له عواقب وخيمة». وحض الطرفين على «بذل قصارى جهدهما لمنع انتهاكات الخط الأزرق»، بالإضافة إلى «الامتناع عن أي نشاط عدائي يمكن أن يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر». وطالب السلطات اللبنانية بـ«السماح لـ(اليونيفيل) بالوصول الكامل إلى جميع المواقع شمال الخط الأزرق»، مشيراً بصورة خاصة إلى الأنفاق التي تعبر الخط الأزرق وإلى موقع «أخضر بلا حدود» في بلدة عيترون. وألقى بالمسؤولية الأساسية على السلطات اللبنانية لـ«ضمان عدم وجود مسلحة غير مرخصة في منطقة عمليات القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».