مشاركة النساء في الحكومات المغربية... مسار يتراوح بين الصعود والنزول

4 سيدات شاركن في حكومة عبد اللطيف الفيلالي عام 1997

صورة تذكارية لحكومة سعد الدين العثماني الأولى مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
صورة تذكارية لحكومة سعد الدين العثماني الأولى مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
TT

مشاركة النساء في الحكومات المغربية... مسار يتراوح بين الصعود والنزول

صورة تذكارية لحكومة سعد الدين العثماني الأولى مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
صورة تذكارية لحكومة سعد الدين العثماني الأولى مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)

عرفت مشاركة النساء في الحكومات المغربية المتعاقبة تطوّراً ملحوظاً منذ أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي. فقبل هذه الفترة، لم تكن المرأة حاضرة في الحكومات التي تشكلت في المغرب بعد استقلاله عام 1956، وكان يجب انتظار سنة 1997 ليتم لأول مرة تعيين نساء أعضاء في الحكومة.
تم ذلك في عهد الحكومة التي ترأسها عبد اللطيف الفيلالي، حين بلغ عدد النساء اللاتي عينهم الملك الراحل الحسن الثاني أربعة. وجرى تعيين عزيزة بناني الأكاديمية المغربية، كاتبة الدولة (وزيرة دولة) لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي مكلفة الثقافة بين 1997 و1998، التي انتخبت عام 2001 رئيسة للمجلس التنفيذي لليونيسكو. كما تم تعيين العدّاءة الأولمبية نوال المتوكل كاتبة دولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلفة الشباب والرياضة.
وكانت المتوكل أول امرأة عربية ومغربية تفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984. وفي 26 يوليو (تموز) 2012، انتخبت المتوكل في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تصل إلى هذا المنصب.
كما جرى في الحكومة ذاتها تعيين أمينة بنخضرة، كاتبة دولة لدى وزير الطاقة والمعادن، مكلفة تنمية القطاع المعدني. وعينت أيضاً زليخة نصري، كاتبة للدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلفة التعاون الوطني. وعينت نصري فيما بعد مستشارة للملك محمد السادس، وتعدّ أول امرأة تولت هذا المنصب في تاريخ المغرب، وقد توفيت في ديسمبر (كانون الأول) 2015.
ومع تشكيل حكومة التناوب التوافقي بقيادة عبد الرحمن اليوسفي، أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في عام 1998، عيّن الملك الحسن الثاني عائشة بلعربي كاتبة دولة لدى وزارة الخارجية والتعاون مكلفة التعاون (1998 - 2000)، وتولت فيما بعد منصب سفيرة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي (2000 - 2004).
كما عين الملك الحسن الثاني نزهة الشقروني كاتبة دولة مكلفة الأشخاص المعاقين (1998 - 2002)، ثم أصبحت وزيرة منتدبة مكلفة أوضاع المرأة ورعاية الأسرة والطفولة وإدماج المعاقين خلال التعديل الحكومي الذي عرفته هذه الحكومة.
وفي حكومة إدريس جطو (شخصية من دون انتماء حزبي)، التي تشكلت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، جرى تعيين أربع سيدات في مناصب حكومية؛ هن نزهة الشقروني، التي أصبحت وزيرة منتدبة مكلفة الحالية المغربية المقيمين بالخارج، وياسمينة بادو (حزب الاستقلال) كاتبة دولة مكلفة الأسرة والتضامن والعمل الاجتماعي، ونجيمة طايطاي غزالي (التجمع الوطني للأحرار) كاتبة دولة مكلفة محاربة الأمية والتربية غير النظامية.
وفي حكومة عباس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال، التي تشكلت عام 2007، جرى تعيين سبع نساء وزيرات؛ هن ياسمينة بادو وزيرة للصحة، ونوال المتوكل (حُسبت على التجمع الوطني للأحرار) وزيرة للشباب والرياضة، وأمينة بنخضرة (حُسبت على التجمع الوطني للأحرار) وزيرة للطاقة والمعادن والماء والبيئة، وثريا اقريطيف (المعروفة باسمها الفني ثريا جبران) الممثلة والمسرحية الراحلة وزيرة للثقافة، ونزهة الصقلي (حزب التقدم والاشتراكية) وزيرة للتضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ولطيفة العبيدة (غير منتمية سياسياً) كاتبة دولة مكلفة التعليم المدرسي، ولطيفة أخرباش (غير منتمية سياسياً) كاتبة دولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون.
وبعد اعتماد دستور جديد في البلاد عام 2011، وتشكيل حكومة ترأسها عبد الإله ابن كيران في يناير (كانون الثاني) 2012، تراجع حضور المرأة في الجهاز التنفيذي المغربي، بتعيين امرأة واحدة هي بسيمة الحقاوي (العدالة والتنمية) كوزيرة مكلفة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية.
ولكن عندما خضعت الحكومة لتعديل وزاري إثر انسحاب حزب الاستقلال من الائتلاف الحكومي، وتعويضه بحزب التجمع الوطني للأحرار، في أكتوبر (تشرين الأول) 2013، عادت حصة النساء في الحكومة لترتفع إلى خمس وزيرات هن: فاطمة مروان التي عينت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومباركة بوعيدة وزيرة منتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وكلاهما من حزب التجمع الوطني للأحرار، وسمية بنخلدون وزيرة منتدبة لدى وزير التربية الوطنية والبحث العلمي وتكوين الأطر (العدالة والتنمية)، وحكيمة الحيطي وزيرة منتدبة مكلفة البيئة (الحركة الشعبية)، وشرفات أفيلال (حزب التقدم والاشتراكية) وزيرة منتدبة مكلفة الماء، كما جرى تعيين جميلة المصلي (حزب العدالة والتنمية) في مايو (أيار) 2015 وزيرة منتدبة في التعليم العالي والبحث العلمي مكان سمية بنخلدون.
وبخصوص حكومة سعد الدين العثماني الحالية التي أفرزتها انتخابات أكتوبر 2016، وتشكلت في أبريل (نيسان) 2017، فعرفت بدورها منحى تصاعدياً لمشاركة النساء بوزيرة وثمانية كاتبات دولة (وزيرات دولة)، وهن بسيمة الحقاوي وزيرة للتضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وجميلة المصلي كاتبة الدولة مكلفة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وشرفات أفيلال كاتبة دولة مكلفة الماء، ومباركة بوعيدة كاتبة دولة مكلفة الصيد البحري، ومونية بوستة كاتبة دولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وفاطنة لكيحل كاتبة دولة مكلفة الإسكان، ولمياء بوطالب كاتبة دولة مكلفة السياحة، ونزهة الوافي كاتبة دولة مكلفة التنمية المستدامة، ورقية الدرهم كاتبة دولة مكلفة التجارة الخارجية.
وخلال تعديل حكومة العثماني في 9 أكتوبر 2019، جرى تقليص حضور النساء إلى أربع وزيرات، وذلك في سياق تقليص عام لأعضاء الحكومة. وجرى تعيين نادية فتاح العلوي وزيرة للسياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، وهي شخصية غير حزبية قادمة من عالم الأعمال، بيد أنها احتُسبت على التجمع الوطني للأحرار. وعُيّنت نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة التي تنتمي لحزب الحركة الشعبية، وجميلة مصلي وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة (حزب العدالة والتنمية)، فيما عينت نزهة الوافي، وزيرة منتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج، وهي أيضاً منتمية لحزب العدالة والتنمية.


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».