بدأت بلدة العلا القديمة استقبال الزوار مع افتتاحها من قبل الهيئة الملكية للمحافظة، بعد فترة إغلاق امتدت لثلاثة أعوام بسبب أعمال الترميم في أقسام البلدة التي تقع فيها المباني المتلاصقة الحجرية والمصنوعة من الطوب واللبن.
ويُعدّ الموقع الأثري للبلدة أحد المواقع الأثرية الأربعة في العلا كوجهة سياحية على مدار العام، حيث سيتوفر فيه أربعة مطاعم جديدة وسوق وأنشطة ترفيهية وجناح للحِرَف اليدوية عند اكتمال أعمال الترميم.
ويُقدّر زمن تأسيس البلدة القديمة بأنه منذ القرن الثاني عشر الميلادي، حيث عاش فيها السكان، إلى ثمانينات القرن الماضي، حتى غادروها بحثاً عن بيوت عصرية، وخلال الأربعين سنة الماضية كان الموقع متاحاً للسكان السابقين والآخرين للزيارة، إلا أن الأضرار البيئية أثرت في البنيان بشكل ملحوظ على مر السنين، لذلك تم إغلاق الموقع في عام 2017 من قِبَل الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتم إعداد خطط لحماية البلدة وإعادة ترميمها لإرضاء السكان المحليين والزوار من الأجيال المقبلة.
وتركزت جهود الترميم على الحفظ العلاجي وفقاً لمبادئ «اليونيسكو» والمعايير الدولية لصيانة وترميم الآثار والمواقع، بعد ترميم جدار طنطورة أولاً - الساعة الشمسية وأحد المعالم المحببة للعلا - وكان برنامج الترميم الأولي للمنازل والمساجد في البلدة القديمة يتألف من ثلاث مراحل أساسية: دراسات مثل اختبار المواد والصرف الصحي على مستوى الموقع، ومسح شامل للمباني تضمّن المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد، وتثبيت وصيانة مجموعة من المنازل ومسجدين وشارعين رئيسيين.
وبدأت المرحلة الأخيرة من المشروع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، ونتج عن ذلك افتتاح المنطقة المحفوظة الآن للزوار، إضافة إلى تنشيط طريق البخور المجاور للمدينة الذي أصبح حالياً وجهة نابضة بالحياة للتسوق والترفيه وتناول الطعام.
ويمكن للزوار اليوم الوصول إلى بلدة العلا القديمة للتنزه على طول طريق البخور المليء بالفواكه والأكشاك التي تبيع منتجات السوق، إضافة إلى رؤية الحِرَف اليدوية والتسوق واقتناء القطع الفنية والأزياء والهدايا التذكارية، والجلوس في أحد المطاعم المفتوحة أو المقاهي التقليدية العديدة الأخرى على طول الطريق، كما سيتم طرح جناح للحِرَف اليدوية لمشاهدة العروض الحية للفنون والحِرَف القديمة، وكذلك سوق تعمل نهاراً وليلاً قريباً.
ولتجربة أكثر عمقاً يمكن للزوار حجز جولة تأخذهم إلى الشوارع المرممة التي تقود الزوار إلى قصر طنطورة والساعة الشمسية، ومسجدي الزاوية وحمد بن يونس، وصعوداً إلى القلعة لأخذ نظرة على البلدة من الأعلى، وإلى البيوت المحفوظة في الجهة الجنوبية من البلدة. ويتاح للزوار خيار اتباع الراوي الملم بتاريخ العلا أو الذهاب في الجولة بمفردهم.
من جانبه، قال رئيس مكتب إدارة الوجهات والتسويق في الهيئة، فيليب جونز، إن «البلدة القديمة فصل مهم في حكاية العلا عبر الزمن»، مضيفاً: «يُعدّ هذا الموقع ركيزة أساسية للمفاهيم والاستمرارية والتطور الذي شهدته الطرق التاريخية للتجارة والحج، التي جعلت من العلا وجهة ذات أهمية كبرى قبل القرن العشرين، كما هي الآن للزوار».
من جانبه، أوضح مدير قسم المحافظة على الآثار مايكل جونز أنه «ما زال هناك الكثير من الأعمال المقرر تنفيذها، حيث عمل الفريق على الحفاظ على المناطق الجنوبية والشرقية من مدينة العلا القديمة وتطبيق أفضل الممارسات، وتجربة أنواع مختلفة من الطوب والجبس ووضع إرشادات لأفضل الممارسات في الحفاظ على العمارة الترابية في العلا»، متابعاً بالقول: «لا تزال المبادئ التوجيهية في مراحل الإعداد النهائية، ولكن لا يزال يتعين القيام بالمزيد فيما يتعلق بالتصاميم الداخلية للمنازل على طول الشارع بالقرب من المساجد، وكذلك باقي البلدة القديمة».
بعد إغلاقها 3 أعوام... بلدة العلا القديمة تبدأ استقبال الزوار
بعد إغلاقها 3 أعوام... بلدة العلا القديمة تبدأ استقبال الزوار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة