دبلوماسية واشنطن للحل اليمني... وضوح في التحرك وغموض بالتفاصيل

قالت إنها لا تتواصل مع الحوثيين رغم تسريبات عن محادثات في مسقط

وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لدى لقائه المبعوث الأميركي لليمن في مسقط نهاية الشهر الماضي (الخارجية الأميركية على «تويتر»)
وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لدى لقائه المبعوث الأميركي لليمن في مسقط نهاية الشهر الماضي (الخارجية الأميركية على «تويتر»)
TT

دبلوماسية واشنطن للحل اليمني... وضوح في التحرك وغموض بالتفاصيل

وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لدى لقائه المبعوث الأميركي لليمن في مسقط نهاية الشهر الماضي (الخارجية الأميركية على «تويتر»)
وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لدى لقائه المبعوث الأميركي لليمن في مسقط نهاية الشهر الماضي (الخارجية الأميركية على «تويتر»)

تتخذ الولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية متقدمة في حل الصراع اليمني، للدفع بالخطوات السلمية والحوار السياسي بين جانبي الصراع، وذلك عبر مبعوثها الخاص للأزمة اليمنية تيموثي ليندركينغ الذي يزور المنطقة للمرة الثانية منذ توليه هذا المنصب. التحرك الدبلوماسي واضح في تحركاته، لكن يشوبه بعض الغموض عند الاقتراب من التفاصيل، بحسب مراقبين، استشهدوا بمسألة الحديث مع الحوثيين.
فبعد أقل من 24 ساعة من قول المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة لا تتعامل مع الحوثيين، نقلت «رويترز»، عن مصدرين مطلعين، أن المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ عقد اجتماعاً مع الحوثيين في مسقط يوم 26 فبراير (شباط) الماضي.
وقال برايس، أول من أمس، إن بلاده ستواصل محاسبة قادة الجماعة بسبب «الفظائع الإنسانية التي ارتكبوها في اليمن»، ومهاجمة السعودية والبنى التحتية والمدنية فيها، «وسلوكهم المستهجن».
وتواصلت «الشرق الأوسط» مع وزارة الخارجية للاستفسار عن التواصل المزعوم بين المبعوث ليندركينغ وقيادات الحوثيين، إلا أنها لم تتلقَّ أي رد على الاستفسارات المتكررة حتى وقت كتابة التقرير الساعة (8:30 مساءً بتوقيت غرينيتش).
وأفاد برايس بأن بلاده لا تتعامل ولا تتواصل مع جماعة الحوثي، وأنه في حال رغبت الولايات المتحدة في إرسال رسائل لهم، فإنها تستعين بقنوات وعلاقاتها في إيصال تلك الرسائل، مؤكداً مواصلة محاسبة قادة الحوثيين، بعد أن تمت معاقبة اثنين من كبار قادة الحوثيين العسكريين، أول من أمس، وهما منصور السعودي وأحمد الحمزي.
وقال المتحدث، في مؤتمره الصحافي، إن موقف الإدارة الأميركية هو اتخاذ خطوات لإنهاء الصراع في اليمن من خلال المسار السياسي، وإن إلغاء تخصيص الجماعة في قائمة الإرهابيين التي اتخذتها الإدارة السابقة هو لتخفيف معاناة الشعب اليمني، مضيفاً: «سنواصل محاسبة قيادة (أنصار الله) لقد فعلنا ذلك مع اثنين من القادة الإضافيين، وفي الوقت ذاته، لن نفعل أي شيء يزيد من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني».
وبيّن أن الولايات المتحدة تعهدت بمنح الشعب اليمني نحو 200 مليون دولار، كما تعمل على تشجيع بقية دول العالم على ذلك، والدليل على ذلك هو ما يقوم به تيم ليندركينغ المبعوث الخاص الأميركي للأزمة اليمنية، وهو الآن في رحلته الثانية إلى المنطقة في غضون أسابيع قليلة فقط من توليه هذا المنصب، حيث يعمل عن كثب مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث، ويعمل عن كثب مع الحكومات في المنطقة.
وأضاف: «لا يمكن إنكار أن إيران أشعلت نيران الصراع في اليمن، وفاقمت التوترات، وهذا يهدد بمزيد من التصعيد وسوء التقدير والاستقرار الإقليمي. ونعلم أن (أنصار الله) يعتمدون على إيران في الحصول على السلاح، وفي أشكال أخرى من الدعم. ولذا عندما تحدثنا عن نهجنا تجاه إيران، تحدثنا عن الاقتراح المطروح على الطاولة، وظل مطروحاً لبعض الوقت عندما يتعلق الأمر ببرنامج إيران النووي».
وأكد نيد برايس أن بلاده تحدثت مع الحلفاء الغربيين وشركائها في دول المنطقة، عن البرامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، «ولكن من الواضح أنه عندما يتعلق الأمر بالنشاط الخبيث لإيران، فعلينا أن نتحدث عن مغامرة إيران الخطيرة في المنطقة. وهذا بالتأكيد مجال سنسعى لمعالجته. إنه بالتأكيد شيء سنتناوله في المستقبل، لأنه يضيف إلى الوضع القابل للاحتراق الذي نجد أنفسنا فيه في اليمن».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».