صحيفة إيرانية تلمح لمسؤولية طهران عن استهداف السفينة الإسرائيلية

السفينة هيليوس راي التي تعرضت لانفجار في خليج عمان (إ.ب.أ)
السفينة هيليوس راي التي تعرضت لانفجار في خليج عمان (إ.ب.أ)
TT

صحيفة إيرانية تلمح لمسؤولية طهران عن استهداف السفينة الإسرائيلية

السفينة هيليوس راي التي تعرضت لانفجار في خليج عمان (إ.ب.أ)
السفينة هيليوس راي التي تعرضت لانفجار في خليج عمان (إ.ب.أ)

ألمحت صحيفة «كيهان» الإيرانية المحافظة، اليوم (الأحد)، إلى أن السفينة الإسرائيلية التي تعرضت لانفجار في خليج عمان، قد تكون استُهدفت من «محور المقاومة»، في إشارة إلى إيران وحلفائها في المنطقة، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت سفينة شحن السيارات «إم في هيليوس راي» الإسرائيلية متوجهة إلى سنغافورة عندما تعرّضت لانفجار، الخميس، في شمال غربي خليج عُمان، وفق مجموعة «درياد غلوبال» التي تتخذ من لندن مقراً لها وتُعنى بالأمن البحري.
وكتبت «كيهان» على صفحتها الأولى، اليوم، نقلاً عن «خبراء عسكريين» لم تسمِّهم، أن «السفينة المستهدَفة في خليج عمان هي سفينة عسكرية تعود إلى الجيش الإسرائيلي»، وكانت تقوم «بجمع معلومات عن الخليج وبحر عمان، عندما تم استهدافها في طريق العودة». وأضافت أن «هذه السفينة التجسسية ورغم أنها كانت تُبحر بشكل سرّي، وقعت ربما في شَرَك فخ لأحد فروع محور المقاومة»، من دون تفاصيل إضافية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قد قال أمس (السبت)، إن «الاستنتاج الأوّلي» للدولة العبرية، يرجِّح أن تكون إيران مسؤولة عن الانفجار على متن السفينة. وأوضح لقناة «كان» التلفزيونية الرسمية الإسرائيلية أن «موقع السفينة القريب نسبياً من إيران في ذاك التوقيت، يدفع إلى الاعتقاد بأن الإيرانيين (مسؤولون عن الانفجار) لكن هذا الأمر يتطلّب مزيداً من التدقيق». وتابع: «إنه استنتاج أوّلي يأخذ في الاعتبار القرب الجغرافي (مع الأراضي الإيرانية) والسياق، هذا رأيي».
واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلف عدد من الهجمات التي طالتها، وآخرها في نوفمبر (تشرين الثاني)، اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده قرب طهران.
ووفق قناة «كان»، تعود مِلكية السفينة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار الذي أكد أن الانفجار أحدث «فجوتين بقُطر نحو متر ونصف المتر»، وأنه «لم يتّضح بعد» ما إذا كان «الانفجار نجم عن صاروخ أو ألغام أُلصقت بالسفينة».
ولم يوقع الانفجار ضحايا في صفوف طاقم السفينة ولم يتسبب بأضرار للمحرك، حسبما أفاد المصدر نفسه.
وسبق للولايات المتحدة أن اتهمت إيران باستهداف سفن وناقلات نفط في منطقة الخليج، لا سيما في عام 2019، وهو ما نفته إيران، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.



إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».