الجيش العراقي يحبط محاولة تسلل سوريين

متحدث عسكري: نحو ألف «داعشي» في العراق

الجيش العراقي يحبط محاولة تسلل سوريين
TT

الجيش العراقي يحبط محاولة تسلل سوريين

الجيش العراقي يحبط محاولة تسلل سوريين

أعلن الجيش العراقي أنه أحبط محاولة تسلل من الأراضي السورية من جهة محافظة نينوى لنحو 11 شخصاً يحملون الجنسية السورية. وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان لها أمس الثلاثاء، إن «قوة من (لواء المغاوير السادس) بالفرقة السادسة - شرطة اتحادية، تمكنت من إلقاء القبض على 11 شخصاً يحملون الجنسية السورية خلال محاولتهم التسلل من الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية، واجتياز الحدود ضمن قاطع عمليات غرب نينوى». وأضاف البيان أن «العملية تمت من خلال المتابعة الميدانية وتكثيف الجهود  وبناءً على معلومات استخبارية دقيقة»، مشيراً إلى «اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وما زال التحقيق جارياً معهم».
تأتي هذه العملية في وقت كثفت فيه الحكومة العراقية إجراءاتها لمحاولة ضبط الحدود السورية - العراقية بعد أن كثرت عمليات التسلل من الجانب السوري إلى العراق وبالعكس.
وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وجه خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2020 بضبط الحدود مع سوريا من خلال تعزيز القطعات العسكرية التي توجد هناك، بالإضافة إلى استخدام أجهزة متطورة؛ بما فيها كاميرات المراقبة. لكن طبقاً لما يراه الخبراء المختصون، هناك مساحات من الخط الحدودي لا تزال غير مؤمنة بالكامل؛ الأمر الذي يمكن عناصر «داعش» والمهربين من استغلال هذ الثغرات والدخول والخروج منها بين البلدين.
من جهته، يقول الخبير الأمني، الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات السياسية»، لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق يحاول دائماً تأمين حدوده مع سوريا، لكن كل الإجراءات التي تقوم بها الجهات العراقية وكذلك التحالف الدولي لم تؤد إلى تأمينها بالكامل؛ نظراً لطولها ولأن (الدواعش) والمهربين يعرفون تفاصيلها جيداً؛ الأمر الذي يحتاج إلى جهود أخرى على هذه الطريق»، مبيناً أن «الأمر يتطلب اتفاقاً بين الحكومتين العراقية والسورية بشأن كيفية ضبط الحدود». وأوضح أنه «في الوقت الذي تمكن فيه العراق من طرد (داعش) من كل الأراضي العراقية التي كان احتلها هذا التنظيم عام 2014؛ فإنه في الجانب السوري لا تزال هناك محافظات كاملة ليست بيد الحكومة السورية؛ إنما بيد أطراف منشقة عنها، وهو ما يجعل العبء الأكبر في عمليات التسلل يتحمله الجانب العراقي، نظراً لصعوبة التعامل مع ما يجري خلف الحدود من جهة سوريا».
إلى ذلك، أعلنت القوات العراقية القبض على 5 إرهابيين في محافظة الأنبار غرب العراق. وقالت قيادة شرطة الأنبار في بيان لها إنه «تم إلقاء القبض على 3 إرهابيين مطلوبين وفق (المادة 4 إرهاب) في قضاء هيت، فيما ألقي القبض على أحد المطلوبين وفق (المادة 4 إرهاب) في مدينة الفلوجة». وفي محافظة نينوى؛ أعلنت قيادة شرطتها عن إلقاء القبض على أحد عناصر «داعش» خلال عملية أمنية بمدينة الموصل.
من جهتها، أعلنت «قيادة العمليات المشتركة» عن إحصائية أعداد عناصر تنظيم «داعش» في العراق.
ونقلت «وكالة الأنباء العراقية» عن الناطق باسم «العمليات المشتركة»، اللواء تحسين الخفاجي، أن «أعداد الدواعش في العراق يقدر بأقل من ألف أو بموازاة الألف»، مبيناً أن «(قيادة العمليات المشتركة) تعمل لحل ملف (مخيم الهول) المعقد، إضافة إلى ملف الحدود، لإنهاء وجود (الدواعش) في تلك المناطق».
وأضاف الخفاجي أن «إرهابيي (داعش) ما زالوا يحاولون التسلل من الحدود العراقية – السورية، خصوصاً المناطق الواقعة بين (العمليات المشتركة) و(قوات البيشمركة)»، مشيراً إلى أن «هنالك عملاً متواصلاً مع البيشمركة لإنهاء هذا الموضوع وإيقاف تدفق (الدواعش)».
وأكد الخفاجي أن «مناطق أطراف بغداد مستقرة أمنياً، وفيها كثير من القوات»، لافتاً إلى أن ما حدث في الطارمية قبل أيام كان «وصول بعض الخلايا النائمة إلى حي ابن سينا بالقضاء، وتم، بحسب مصادر من (الحشد العشائري)، رصد وجود الإرهابي شاكر المشهداني وزمرته هناك». ولفت إلى أن «عملية الطارمية كان مخططاً لها بدرجة عالية، وهنالك معلومات مقدمة من الأمن الوطني، و(قيادة عمليات بغداد) والاستخبارات التابعة لها، وكذلك (الحشد) الموجود في الفلوجة، بشأن المسؤول الإعلامي لولاية الفلوجة»، مشيراً إلى أن «ما حدث ليس خرقاً أمنياً؛ بل هو انتصار للقوات والعمليات الاستخباراتية النوعية التي تقوم بها القوات الأمنية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».