سوريا تجيز استخدام لقاح «سبوتنيك» الروسي

بعد تقارير عن دفع تل أبيب ثمن جرعات منه لدمشق ضمن صفقة تبادل الأسرى

سوريا تجيز استخدام لقاح «سبوتنيك» الروسي
TT

سوريا تجيز استخدام لقاح «سبوتنيك» الروسي

سوريا تجيز استخدام لقاح «سبوتنيك» الروسي

أعلنت السفارة السورية في موسكو، الاثنين، أن سوريا أجازت استخدام لقاح «سبوتنيك - في» الروسي ضد «كوفيد - 19» على أراضيها.
ونقلت وكالة أنباء «إيتار - تاس» الروسية عن بيان للسفارة أن «الجمهورية العربية السورية أنجزت كل التدابير للتسجيل للحصول على لقاح (سبوتنيك - في) وأجازت استخدامه على أراضيها».
جاء هذا بعد تقارير إسرائيلية عن دفع تل أبيب 1.2 مليون دولار أميركي لموسكو لتلقيح 600 ألف في سوريا، ضمن صفقة تبادل شملت سجناء سوريين وإسرائيلية تسللت عبر خط فك الاشتباك في الجولان.
ونفت دمشق هذه التقارير، فيما اكتفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقول إن الصفقة لم تشمل تسليم سوريا «لقاحاً إسرائيلياً».
وسوريا التي تشهد حرباً منذ 2011 استفادت من الدعم العسكري الكبير والحاسم لروسيا، التي تقدم لها أيضاً مساعدات إنسانية. ورسمياً المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري سجلت 15179 إصابة بـ«كوفيد - 19» منذ بدء تفشي الوباء، منها 998 حالة وفاة.
والأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرقي البلاد، سجلت 8600 حالة و311 وفاة، في حين أن مناطق المعارضة في شمال غربي البلاد سجلت 21121 حالة و408 وفيات.
واللقاح الروسي الذي شككت الأوساط العلمية في فاعليته في البداية، حظي مؤخراً باعتراف بفاعليته في دراسة نشرتها مجلة «ذي لانست» الطبية، صادق عليها خبراء مستقلون. وبات اللقاح مجازاً في 30 بلداً.
وتحاول السلطات الروسية إبرام اتفاقات لإنتاج اللقاح محلياً بدلاً من تصديره لعدم توفر القدرات الكافية لتلبية الطلب الوطني الأولى بالنسبة لها.
وفي ديسمبر (كانون الأول)، انضمت سوريا إلى مبادرة كوفاكس لمنظمة الصحة العالمية لمساعدة الدول الأكثر فقراً. وهدف منظمة الصحة واليونيسف وبرنامج غافي للقاحات تأمين جرعات لقاح لما لا يقل عن 20 في المائة من الشعب السوري في 2021.
إلى ذلك، توفي أنيس النقاش عن عمر ناهز 70 عاماً جراء إصابته بفيروس «كورونا» في دمشق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بـ«وفاة النقاش في أحد مشافي دمشق» بعد يومين من دخوله العناية المشددة نتيجة تدهور حالته الصحية.
انضم النقاش إلى حركة «فتح» حين كان في السادسة عشرة من العمر وشارك في صفوفها في عمليات عسكرية عدة ضد الإسرائيليين. وشارك مع الفنزويلي إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم «كارلوس» والذي يقبع في السجون الفرنسية منذ عام 1994 في عملية خطف رهائن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا في 1975.
وفي مقابلة صحافية في العام 2000. قال النقاش إنه ساهم «في كتابة مشروع (الحرس الثوري) الإيراني».
وفي العام 1980، أدين النقاش في فرنسا بمحاولة اغتيال رئيس الحكومة الإيراني الأسبق شهبور بختيار الذي كان آخر رئيس وزراء في حكم الشاه.
وحُكم على النقاش بالسجن المؤبد في فرنسا وقضى 10 سنوات في السجن، قبل أن يتمّ الإفراج عنه عام 1990 في عملية تبادل مقابل إطلاق سراح 3 رهائن فرنسيين في لبنان.
وخلال السنوات الماضية، ظل النقاش موالياً لإيران وداعماً لـ«حزب الله» اللبناني ومقرباً من دمشق، وقد دعم الرئيس بشار الأسد خلال سنوات النزاع المستمر منذ العام 2011.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».