الفئران المعايشة للبشر لفترة طويلة «بارعة» في حل المشكلات

فأر منزلي
فأر منزلي
TT

الفئران المعايشة للبشر لفترة طويلة «بارعة» في حل المشكلات

فأر منزلي
فأر منزلي

وجد فريق من الباحثين في معهد ماكس بلانك للبيولوجيا التطورية، أن «الفئران التي تعيش مع البشر لأطول فترة من الوقت هي الأفضل في حل المشكلات». وفي ورقتهم المنشورة أول من أمس في دورية «بروسيدنج أوف رويال سوسيتي» تصف المجموعة البحثية التجارب التي أجروها على فئران المنازل من مناطق مختلفة، وأسفرت عن استخلاص هذه النتيجة.
وفئران المنزل، كما يوحي اسمها، تعيش في منازل الناس، ولاحظ الباحثون أن «أنواعًا مختلفة منها تعيش مع البشر لفترات زمنية مختلفة». فالفئران التي تعيش في منازل في الهند، على سبيل المثال، كانت تفعل ذلك لفترة أطول بكثير من الفئران التي تعيش في منازل في الولايات المتحدة.
وفي هذا البحث الجديد، تساءل الباحثون عما إذا كانت الفئران التي لها تاريخ أطول في مشاركة حياتها مع البشر هم أكثر نجاحًا في حل المشكلات. ويجب أن تتمتع الفئران التي تعيش في منازل بشرية بعدة خصائص للبقاء على قيد الحياة، حيث يجب أن تكون سريعة (وهادئة) حتى لا يمكن رؤيتها أو الإمساك بها، ويجب أن يتعلموا كيفية التكيف بسرعة مع المواقف المتغيرة، فالناس صاخبون، ويدخلون في الغرف ويشغلون الأضواء ويتصرفون بشكل متقطع في بعض الأحيان، ويجب أن يكون لدى الفئران درجة من البراعة، لمعرفة كيفية فتح عبوات طعام من صنع الإنسان، على سبيل المثال، أي باختصار، يجب أن يكونوا قادرين على حل المشكلات بشكل جيد، وكانت هذه هي الخاصية الأخيرة التي اختار الباحثون دراستها، لمعرفة هل أصبحت الفئران التي تعيش لفترة أطول مع الناس أفضل في حل المشكلات من تلك التي لا تزال جديدة نسبيًا في اللعبة. ولمعرفة ذلك، حصل الباحثون على أنواع من الفئران من ثلاث مناطق حول العالم.
وقام الباحثون باختبار كل منها باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائل بهدف قياس قدرتها على حل المشكلات، واستحداث سلوكيات استجابة لظروف فريدة، والقدرة على الامتناع عن الانخراط في الأنشطة التي من شأنها تنبيه البشر. ووجد الباحثون أن الفئران التي عاشت مع البشر لأطول فترة كانت الأفضل في حل المشكلات، وأظهرت المزيد من الاختبارات أن الاختلافات لم تكن بسبب البيئة، ولكن بسبب التغيرات المعرفية التطورية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.