برلين لا تستبعد غلق الحدود مع فرنسا... وباريس لا تود ذلك

عند الحدود الألمانية - التشيكية (أ.ف.ب)
عند الحدود الألمانية - التشيكية (أ.ف.ب)
TT

برلين لا تستبعد غلق الحدود مع فرنسا... وباريس لا تود ذلك

عند الحدود الألمانية - التشيكية (أ.ف.ب)
عند الحدود الألمانية - التشيكية (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدولة الفرنسي المكلف الشؤون الأوروبية، كليمان بون، اليوم الاثنين، أن باريس «لا تود أن تغلق ألمانيا حدودها كلياً» مع فرنسا، لكن برلين لم تستبعد حدوث ذلك.
وكانت برلين أغلقت حدودها جزئياً مع الجمهورية التشيكية والنمسا سعياً لاحتواء انتشار النسخ المتحورة من فيروس «كورونا»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
ولمحت الحكومة الألمانية إلى أنها قد تتخذ القرار ذاته بالنسبة لفرنسا في الأيام المقبلة بسبب الوضع الصحي في مقاطعة موزيل الفرنسية حيث تتفشى النسخة المتحورة الجنوب أفريقية من فيروس «كورونا» الشديدة العدوى.
وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن برلين «تواصل مراقبة الوضع، وتراجع باستمرار إجراءاتنا لمكافحة الوباء». وأضاف أن إغلاق الحدود «ليس مسألة اعتيادية» وهو «الملاذ الأخير»، لكنه قال إن ألمانيا «في وضع تحتاج فيه إلى بذل كل شيء لمنع مزيد من الطفرات الضارية من الفيروس الذي ينتشر بسرعة في ألمانيا كما هي الحال في أماكن أخرى».
وجاءت تصريحات زايبرت بعد أن قال بون لشبكة «فرنس إنفو»: «لا أود أن تغلق ألمانيا حدودها كلياً» مع فرنسا، داعياً إلى «مشاورات» لتفادي هذا السيناريو. وأضاف: «إذا تحتم على ألمانيا الحد من حركة التنقل (مع فرنسا)، فأود أن نحدد معاً أوسع استثناءات ممكنة... لدينا مصدرا قلق رئيسيان: النقل البري (...) والعمال عبر الحدود... وتكمن المسألة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص في القدرة على العمل وكسب عيشهم».
وقال: «سنقوم بكل شيء بالتشاور، حتى لا يُتخذ أي قرار لا يكون مُنسقاً، لتفادي أي مفاجآت سيئة»، مشيراً إلى أنه سيجري مباحثات (الاثنين) مع رؤساء المناطق الألمانية الثلاث المحاذية لفرنسا.
وعلّق بون على قرار ألمانيا إغلاق حدودها جزئياً مع الجمهورية التشيكية ومنطقة تيرول النمساوية، بقوله: «لا أعتقد أنه حدث نقاش مع المفوضية الأوروبية». وتابع: «في مطلق الأحوال، ذكرت المفوضية الأوروبية، بما أننا أمضينا فترة من الوقت ننسق تدابيرنا الأوروبية، ونحدد قواعد مشتركة وإطاراً، بأن ذلك لا يتوافق مع الإطار الأوروبي... دار نقاش أمس بين المفوضة الأوروبية المعنية ووزير الداخلية الألماني لتوضيح المسألة».
وبموجب القرارات الألمانية الجديدة، بات المرور متاحاً فقط للألمان وللأشخاص المقيمين، وأيضاً للعمال الحدوديين والعاملين في مهن تعد استراتيجية على غرار نقل البضائع، وإنما بشرط تقديم فحص طبي بنتيجة سلبية لفيروس «كورونا».
وأثار هذا التشديد استياء الاتحاد الأوروبي الذي يخشى تكرار المساعي الأحادية لدوله خلال الربيع الماضي، والعودة إلى طرح أسئلة بشأن منطقة «شينغن» في ظل تفشي الوباء.
وكتب مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي، ديدييه رايندرز، على «تويتر» أن المفوضية الأوروبية «قلقة بشأن القرارات أحادية الجانب الأخيرة» التي اتخذتها برلين بشأن السفر.
ومع ذلك، أصر متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية (الاثنين) على أن السياسة الألمانية تجمع بين «التفكير الأوروبي والحاجات المحلية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.