10 مقاعد شاغرة في البرلمان ولا مؤشرات على ملئها

TT

10 مقاعد شاغرة في البرلمان ولا مؤشرات على ملئها

لم يُطرح ملف الانتخابات الفرعية بتاتاً في الأروقة الحكومية اللبنانية، بعد شغور 10 مقاعد في البرلمان، رغم أن القانون يحتّم أن تجرى لملء الشغور الناتج عن وفاة أحد النواب أو استقالته خلال مهلة 60 يوماً.
وارتفع الشغور في المجلس النيابي إلى 10 نواب، إذ بات عدد أعضاء المجلس الفاعلين الآن 118 نائباً بدلاً من 128. فقد استقال ثمانية نواب في أغسطس (آب) الماضي بعد انفجار المرفأ في 4 أغسطس، فيما توفي نائبان منذ مطلع العام هما ميشال المر، ثم جان عبيد. واللافت أن الشغور وقع في 9 مقاعد مسيحية ومقعد درزي كان يشغله النائب المستقيل مروان حمادة.
وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إن موضوع الانتخابات الفرعية الذي يجب أن تتولاه وزارة الداخلية «لم يُطرح في الحكومة بتاتاً حتى الآن»، مشيرة إلى أن عقبات إجرائها الآن مرتبطة بالوضع الاقتصادي السيئ والصحي الضاغط.
وتنص المادة 41 من الدستور على ضرورة إجراء الانتخابات الفرعية خلال مهلة 60 يوماً من تاريخ الشغور، وهو تاريخ قبول الاستقالة في البرلمان. تُدعى الهيئات الناخبة بمرسوم ينشر في الجريدة الرسمية قبل ثلاثين يوماً على الأقل من موعد الانتخابات التي تجرى لملء المقعد الشاغر.
وبحسب قانون الانتخاب المعمول به، تجرى الانتخابات الفرعية لملء المقعد الشاغر على مستوى الدائرة الصغرى العائد لها هذا المقعد، وفقاً لنظام الاقتراع الأكثري على دورة واحدة وتحدد مراكز الاقتراع ضمن هذه الدائرة بقرار من وزير الداخلية، أما إذا تخطى الشغور المقعدين في الدائرة الانتخابية الكبرى فيُعتمد نظام الاقتراع النسبي وفق أحكام هذا القانون.
وعليه، إذا ما قررت السلطات اللبنانية إجراء الانتخابات الفرعية، فإنه يحتم عليها أن تجرى وفق نظام الاقتراع النسبي مع الصوت التفضيلي في دائرة المتن الشمالي الانتخابية، بالنظر إلى شغور 3 نواب منها هم: سامي الجميل، وإلياس حنكش، وميشال المر. أما في الدوائر الأخرى، فتجري وفق نظام الاقتراع الأكثري، وهي دائرة بيروت الأولى التي استقال منها النائبان نديم الجميل وبولا يعقوبيان، ودائرة جبل لبنان الرابعة التي استقال منها هنري حلو ومروان حمادة، ودائرة الشمال الثالثة من قبل النائب ميشال معوض، ودائرة جبل لبنان الأولى التي شغر فيها مقعد نعمة أفرام، ودائرة طرابلس التي شغر فيها مقعد النائب الراحل جان عبيد.
ولا تشكل استقالة الحكومة عقبة قانونية أمام إجراء الانتخابات الفرعية، بالنظر إلى أن هناك «سابقة في هذا الموضوع»، علما بأن تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات يحتاج إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، وهي حالة لا تنطبق كون الهيئة قائمة.
واللافت أن جميع النواب الذين شغرت مواقعهم، ليسوا ضمن تكتل «لبنان القوي» (كتلة التيار الوطني الحر النيابية) برئاسة النائب جبران باسيل، ما يعني أن أي انتخابات فرعية ستشهد تنافساً جديداً وتغيراً في مشهد التوازنات في البرلمان، رغم أن الخبراء الانتخابيين يرفضون أن يدلوا بأي تقديرات حول نتائج الانتخابات، لو حصلت، كونه لا تحالفات انتخابية تبلورت أو ظهرت حتى الآن، ما يعني استحالة تقديم أي تقدير.
ويتضاعف الشغور إلى 10 نواب قبل 16 شهراً من نهاية ولاية البرلمان التي يفترض أنها تنتهي في 6 مايو (أيار) 2022، علما بأن دعوة الهيئات الناخبة يجب أن تتم قبل ستين يوماً، ما يعني أنه خلال سنة من الآن، يجب أن يكون قد تبلور قانون الانتخابات بشكل حاسم كي تتمكن وزارة الداخلية من إعداد القوائم الانتخابية ولوائح الشطب وتنهي الاستعدادات اللوجيستية.
وتتضاعف المخاوف من تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة في 2022، وهو ما حذر منه «حزب الكتائب اللبنانية» بشكل متكرر.
وتتزامن الانتخابات النيابية مع انتخابات المجالس البلدية والمخاتير، ما يفرض إرباكاً إدارياً على الدولة في حال قررت السلطات إجراء الانتخابات الثلاثة في موعد واحد، بحسب ما يقول الخبير الانتخابي سعيد صناديقي لـ«الشرق الأوسط»، وإلا «ستضطر لتأجيل أحدهما». كما تفرض إرباكاً على المجتمع المدني وسط أسئلة عما إذا كان قادراً على إجراء ثلاثة انتخابات في موعد واحد بمواجهة الأحزاب التقليدية.
وتحتاج الانتخابات بحسب صناديقي، إلى 22 ألف مندوب بالحد الأدنى، يتوزعون على 7 ألف قلم اقتراع في لبنان. ويفرض القانون على موظفي الفئة الأولى الذين ينوون الترشح للانتخابات النيابية الاستقالة قبل 6 أشهر من موعد الانتخابات، كما يفرض على رؤساء البلديات ونوابهم الاستقالة قبل عامين من موعد الانتخابات البرلمانية، ما يعني أن مهل استقالتهم بدأت في مايو من العام الماضي.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.