تجمع المهنيين السودانيين يحذر من تجدد النزاع القبلي بغرب دارفور

تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين

تجمع المهنيين السودانيين يحذر من تجدد النزاع القبلي بغرب دارفور
TT

تجمع المهنيين السودانيين يحذر من تجدد النزاع القبلي بغرب دارفور

تجمع المهنيين السودانيين يحذر من تجدد النزاع القبلي بغرب دارفور

حذر تجمع المهنيين السودانيين من تجدد النزاع القبلي بولاية غرب دارفور التي شهدت صدامات مسلحة بين عدد من المجموعات السكانية في يناير (كانون الثاني) الماضي، خلفت عشرات القتلى والجرحى وآلاف النازحين، وعزا سقوط الكثير من الضحايا خلال الأحداث الدامية إلى ضعف الوجود الأمني والعسكري للحكومة، والانتشار الكثيف للسلاح وسط المدنيين.
ووقعت مجموعة من القبائل العربية وقبيلة المساليت أول من أمس، اتفاق صلح، شاركت فيه قيادات الإدارة الأهلية ورموز المجتمع بمدينة الجنينة، بعد تدخل من الحكومة في الخرطوم لتهدئة الأوضاع المتأزمة بالولاية.
وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني، دفع بتعزيزات عسكرية وأمنية من قوات الشرطة والجيش والدعم السريع، لحفظ الأمن وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.
وانتقد القيادي بتجمع المهنيين، إسماعيل التاج، ما سماه بتقاعس الحكومة في الوصول إلى المناطق التي تشهد نزاعات، ودعا إلى احتواء الأوضاع الإنسانية للمتضررين من الأحداث التي شهدتها مدينة الجنينة.
وقال التاج في مؤتمر صحافي بالخرطوم إن خطاب الكراهية المنتشر في ظل انتشار السلاح لدى جميع المجموعات السكانية بالولاية، قد يؤدي إلى تجدد الصراع القبلي، إذا لم تكثف الحكومة من وجودها الأمني وتطرح مبادرات سياسية لحل المشكلات التي تؤدي إلى تصاعد النزاعات.
وأشار إلى أن الأوضاع الإنسانية والصحية بالولاية في غاية الخطورة، وتتطلب التدخل العاجل من قبل السلطات لتوفير الاحتياجات الضرورية للنازحين الموجودين في مراكز الايواء، وتتجاوز أعدادهم 108 آلاف، وأن نحو 50 في المائة منهم لا يتحصلون على المساعدات الإنسانية مواد الإيواء.
وشدد القيادي بتجمع المهنيين، على ضرورة العمل في جمع السلاح من أيدي الجميع ومراقبة الحدود مع دول الجوار لمنع تدفق السلاح، مضيفاً أن هذه الخطوة تحتاج إلى إرادة سياسية من الحكومة الانتقالية بالبلاد لأجل تحقيق الاستقرار والأمن بالولاية.
وبحسب التاج أن الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية تشير إلى مقتل أكثر 166 وجرح المئات في الأحداث التي شهدتها منطقة الجنينة، وأن هناك عدداً من الإصابات الخطيرة التي تحتاج إلى إجلاء عاجل لتلقي العلاج بالعاصمة الخرطوم، وقال: «هنالك مخاوف من تفشي أمراض الكوليرا والحصبة وسط النازحين».
وكشف التاج عن امتعاض وغضب وسط المواطنين من عدم التعامل السريع من قبل الحكومة وغيابها في منطقة الأحداث، الأمر الذي ساهم في تصاعد الصراع، مطالباً بتشكيل لجنة وطنية لحماية المدنيين العزل.
ومن جانبه، عزا عضو التجمع، محمد المعتصم العتيبي، الانفلات الأمني وتصاعده بالجنينة لعدم الوجود الأمني الكافي وغياب الدولة، متهماً قيادات النظام المعزول بالوقوف وراء تأجيج الصراع المسلح بالولاية.
وحذر العتيبي من تفجر الأوضاع في أي وقت، حال لم تتدخل الحكومة بشكل عاجل لمعاجلة الأوضاع الإنسانية وحماية المدنيين.
وشهدت الجنينة العام الماضي أحداثاً مماثلة، أدت إلى وقوع الكثير من الضحايا ما بين قتيل وجريح وآلاف النازحين.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.