تدريبات تركية ـ روسية لاستئناف الدوريات شمال غربي سوريا

TT

تدريبات تركية ـ روسية لاستئناف الدوريات شمال غربي سوريا

أجرت القوات التركية والروسية تدريبات على التنسيق وتحسين التعامل الضروري أثناء تسيير الدوريات المشتركة على طريق حلب - اللاذقية في محافظة إدلب شمال غربي البلاد تمهيدا لاستئنافها بعد توقفها منذ أغسطس (آب) الماضي.
وأجريت التدريبات في مدينة سراقب، شرق إدلب، وتضمنت التدرب على السير ضمن قافلة واحدة وصد الهجمات وإجلاء الجرحى، والتحركات في المناطق التي يحتمل وجود كمائن للمسلحين فيها، واستخدام نظام خاص للإشارات الضوئية أثناء الأعمال المشتركة.
وبحسب وكالة «تاس» الروسية، شاركت في التدريبات مدرعات روسية من نوع «بي تي إر - 82 إيه» وعربات «تيجر» المدرعة، ومن الجانب التركي مدرعات من نوع «كيربي».
كانت الدوريات المشتركة انطلقت على محور يمتد من قرية ترنبة التابعة في سراقب إلى عين حور في ريف اللاذقية، عند آخر نقاط سيطرة فصائل المعارضة، في 15 مارس (آذار) العام الماضي تطبيقا لاتفاق موسكو الموقع في الخامس من الشهر ذاته بين تركيا وروسيا لوقف إطلاق النار في إدلب، لكن الدوريات ولا سيما الآليات التابعة للقوات الروسية تعرضت في العديد من المرات إلى استهدافات وتفجيرات أوقعت إصابات بين العناصر المشاركة فيها، كما تم قطع الطريق بواسطة احتجاجات للأهالي بدعم من «هيئة تحرير الشام» مرات عدة.
وأوقفت القوات الروسية مشاركتها في الدوريات في أغسطس (آب) محملة تركيا المسؤولية، بسبب عدم التزام قواتها بتأمين مسار الدوريات وإبعاد العناصر المتشددة. وسيرت القوات التركية عددا من الدوريات المنفردة واتخذت خطوات لتأمين المسار ونشرت العديد من النقاط وأكشاك المراقبة والكاميرات بطول مسار الدوريات لطمأنة الجانب الروسي.
في الوقت ذاته، سيرت القوات التركية والروسية، أمس (الخميس)، دورية جديدة عند الحدود السورية التركية في ريف محافظة الحسكة. وتألفت الدورية من 5 مدرعات روسية و4 تركية، وانطلقت من قرية شيريك غرب الدرباسية، وجابت العديد من البلدات والقرى، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المناطق التي مرت بها.
على صعيد آخر، قصفت قوات النظام مناطق في كنصفرة والفطيرة فليفل وبينين وأطراف البارة والفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وتواصلت الاشتباكات العنيفة على محاور التماس بريف حلب الغربي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المسلحة الموالية لتركيا من جانب آخر، ووقعت استهدافات متبادلة بين الجانبين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.