تحقيق في جهود الرئيس الأميركي السابق لتغيير نتيجة الانتخابات

«العدل» تطالب باستقالة 56 مدعياً عاماً عينهم ترمب

TT

تحقيق في جهود الرئيس الأميركي السابق لتغيير نتيجة الانتخابات

قال مسؤول بمكتب سكرتير ولاية جورجيا الأميركية إن المكتب فتح تحقيقاً رسمياً في جهود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لتغيير نتائج الانتخابات في الولاية عام 2020، في خطوة قد تؤدي إلى تحقيق جنائي تجريه الولاية والسلطات المحلية.
وواجه سكرتير الولاية براد رافينسبرجر دعوات لفتح تحقيق بعد تسجيل مكالمة هاتفية لترمب في الثاني من يناير (كانون الثاني) ضغط خلالها عليه لتغيير نتائج انتخابات الولاية بناء على مزاعم كاذبة بشأن تزوير أصوات الناخبين. وقال والتر جونز المتحدث باسم مكتب سكرتير الولاية: «يحقق مكتب سكرتير الولاية في الشكاوى التي يتلقاها»، ووصف التحقيق بأنه «إداري لتقصي الحقائق».
وأضاف أن التحقيق جاء نتيجة شكوى قدمها يوم الاثنين جون بانزاف أستاذ القانون بجامعة جورج واشنطن. وقال بانزاف لـ«رويترز» إنه تحدث مع محقق في مكتب رافينسبرجر، أول من أمس، بعد ساعات من تقديمه شكوى للمطالبة بفتح تحقيق في تدخل ترمب المحتمل في الانتخابات. وهذه هي الشكوى الرابعة من نوعها التي تقدم لمسؤولين في جورجيا منذ المكالمة الهاتفية.
وقال جاسون ميلر وهو مستشار لترمب :«لم يكن هناك أي شيء غير لائق أو غير مرغوب فيه بشأن مكالمة محددة بين الرئيس ترمب وسكرتير الولاية رافينسبرجر والمحامين من الجانبين. إذا لم يرغب رافينسبرجر في تلقي مكالمات بشأن الانتخابات، فما كان ينبغي عليه الترشح لمنصب سكرتير الولاية».
ويقول خبراء قانونيون إن مكالمات ترمب الهاتفية ربما تكون قد انتهكت ما لا يقل عن ثلاثة قوانين انتخابية جنائية للولاية: التآمر لتزوير الانتخابات والتحريض الجنائي لتزوير الانتخابات والتدخل المتعمد في أداء واجبات الانتخابات. ويعاقب على الجنايات والجنح بالغرامة أو بالحبس. وقال الخبراء إنه إذا تمت مقاضاة ترمب، فسيقول على الأرجح إنه يعتقد حقاً أن الانتخابات تم تزويرها، وأشاروا إلى أن القوانين الجنائية تتطلب عقد العزم على ارتكاب الجريمة أو النية المتعمدة لتنفيذ الجريمة. ويرون أن هذه قد تكون عقبة كبيرة من الصعب تجاوزها في هذه القضية.
من جهة أخرى، من المتوقع أن تطلب وزارة العدل الأميركية من العشرات من المدعين الذين عينهم الرئيس السابق دونالد ترمب تقديم استقالاتهم، وفقاً لما أفادت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أمس (الثلاثاء). ومن المتوقع أن يشمل طلب الاستقالة 56 مدعياً عاماً عينهم ترمب وصادق مجلس الشيوخ على تعيينهم.
وحدد مسؤولو وزارة العدل موعداً لاتصال مع المدعين في جميع أنحاء البلاد لمناقشة الانتقال الذي من المتوقع أن يستغرق أسابيع. ولم تذكر الشبكة متى ستدخل الاستقالات حيز التنفيذ. ولفتت الشبكة إلى أن تغيير المدعين يعد أمراً روتينياً، وتحكمه في الغالب التوجهات السياسية. وفي عام 2017، طلب المدعي العام آنذاك جيف سيشنز من 46 مدعياً عينهم الرئيس الأسبق باراك أوباما تقديم استقالاتهم. وسُمح لعدد قليل منهم بالبقاء لفترة وجيزة، إلا أن معظمهم اضطروا إلى المغادرة على الفور.



الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تجاوز الاحترار خلال العامين الأخيرين في المتوسط عتبة 1.5 درجة مئوية التي حدّدتها اتفاقية باريس، ما يؤشر إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة غير مسبوق في التاريخ الحديث، بحسب ما أفاد، الجمعة، مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. وكما كان متوقعاً منذ أشهر عدة، وأصبح مؤكَّداً من خلال درجات الحرارة حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، يُشكّل 2024 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات سنة 1850، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يكون 2025 عاماً قياسياً، لكنّ هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حذّرت من أن هذه السنة يُفترض أن تكون من الأعوام الثلاثة الأكثر حراً على الأرض.

اتفاقية باريس

وسنة 2025، العام الذي يعود فيه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يتعيّن على الدول أن تعلن عن خرائط الطريق المناخي الجديدة، التي تُحَدَّث كل خمس سنوات في إطار اتفاقية باريس. لكن خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسبّبة للاحترار يتعثر في بعض الدول الغنية؛ إذ لم تستطع الولايات المتحدة مثلاً خفض هذا المعدّل سوى بـ0.2 في المائة في العام الماضي، بحسب تقرير «كوبرنيكوس». ووفق المرصد، وحده عام 2024 وكذلك متوسط عامي 2023 و2024، تخطى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، قبل أن يؤدي الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري إلى تغيير المناخ بشكل كبير.

احترار المحيطات

خلف هذه الأرقام، ثمّة سلسلة من الكوارث التي تفاقمت بسبب التغير المناخي؛ إذ طالت فيضانات تاريخية غرب أفريقيا ووسطها، وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وتطال الحرائق حالياً لوس أنجليس، وهي «الأكثر تدميراً» في تاريخ كاليفورنيا، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

اقتصادياً، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر بقيمة 320 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم خلال العام الماضي، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين. من شأن احتواء الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي حدّدته اتفاقية باريس، أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. وتقول نائبة رئيس خدمة التغير المناخي (C3S) في «كوبرنيكوس»، سامانثا بيرجس: «إنّ كل سنة من العقد الماضي كانت أحد الأعوام العشرة الأكثر حرّاً على الإطلاق».

ويستمرّ الاحترار في المحيطات، التي تمتصّ 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وقد وصل المتوسّط السنوي لدرجات حرارة سطح المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، إلى مستوى غير مسبوق مع 20.87 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي لعام 2023.

«النينيا»

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لموجات الحرّ البحرية على الشعاب المرجانية أو الأسماك، يُؤثّر الاحترار الدائم للمحيطات على التيارات البحرية والجوية. وتطلق البحار التي باتت أكثر احتراراً مزيداً من بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير أو العواصف. ويشير مرصد «كوبرنيكوس» إلى أن مستوى بخار الماء في الغلاف الجوي وصل إلى مستوى قياسي في عام 2024؛ إذ تجاوز متوسطه لفترة 1991 - 2020 بنحو 5 في المائة. وشهد العام الماضي انتهاء ظاهرة «النينيو» الطبيعية التي تتسبب بالاحترار وبتفاقم بعض الظواهر المتطرفة، وبانتقال نحو ظروف محايدة أو ظاهرة «النينيا» المعاكسة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في ديسمبر من أنّ ظاهرة «النينيا» ستكون «قصيرة ومنخفضة الشدة»، وغير كافية لتعويض آثار الاحترار العالمي.