بلينكن: على واشنطن أن تتعامل مع بكين من موقع القوة

TT

بلينكن: على واشنطن أن تتعامل مع بكين من موقع القوة

قال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن: «على الولايات المتحدة أن تنخرط مع الصين من موقع قوة، في الجوانب التخاصمية للعلاقة، أو التنافسية، أو التعاونية الموجودة في مصلحتنا المشتركة»، مذكراً بأنه «عندما نتراجع، تملأ الصين المكان». واعتبر بلكين، في لقاء مع تلفزيون «سي إن إن» الأميركي، أن «هذا يعني الدفاع عن قيمنا، وليس التنازل عنها، عندما نرى انتهاكاً لحقوق الأويغور في شينجيانغ أو للديمقراطية في هونغ كونغ». وأضاف أن «لدينا مخاوف عميقة وخطيرة» حيال الإبادة ضد الأويغوريين من الأقلية المسلمة في الصين.
في غضون ذلك، أجرت حاملتا طائرات أميركيتان تدريبات عسكرية في بحر الصين الجنوبي، في إشارة إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وإدارته بصدد اتخاذ موقف قوي للاعتراض على مطالبات الصين بالسيادة في المياه المتنازع عليها. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس (الثلاثاء) عن البحرية الأميركية قولها، في بيان، إن حاملتي الطائرات «ثيودور روزفلت» و«نيميتز»، قامتا أمس بـ«كثير من التدريبات التي تهدف إلى زيادة إمكانية التشغيل المشترك بين القطع، بالإضافة إلى قدرات القيادة والتحكم». وأشارت إلى أن التدريبات تم استخدامها لإثبات قدرة البحرية الأميركية على العمل في ظل بيئات تتسم بالصعوبة. وكان آخر مرة أجرت فيها الولايات المتحدة عملية ثنائية في بحر الصين الجنوبي في يوليو (تموز) الماضي.
من جانبها، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي أن سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الفرنسية أبحرتا مؤخراً في بحر الصين الجنوبي، في دورية ترمي للتأكيد على حرية الملاحة في مياه تؤكّد الصين سيادتها عليها. وقالت الوزيرة، في تغريدة على «تويتر»، إن الغواصة النووية الهجومية «إيمرود» وسفينة الدعم «سين» نفّذتا هذه الدورية غير المعهودة في بحر الصين الجنوبي. وأضافت أن هذه الدورية هي «دليل صارخ على قدرة البحرية الفرنسية على الانتشار بعيداً ولفترة طويلة فيما يتعلق بشركائنا الاستراتيجيين الأستراليين والأميركيين واليابانيين».
وهذه المياه هي موضع نزاع بين الصين التي لا تنفك ترسانتها البحرية تزداد قوة وبين قوى عالمية أخرى، في مقدّمها الولايات المتحدة. وفي حين تؤكّد بكين سيادتها على البحر بأسره، تقول الولايات المتّحدة وحليفاتها إن هذه المياه دولية، وبالتالي تخضع لمبدأ حرية الملاحة فيها، في خلاف يهدّد باندلاع نزاع بين القوتين العالميتين الكبيرتين.
وفرنسا، الحليف الأساسي للولايات المتحدة، ولا سيما في حلف شمال الأطلسي، تمتلك مناطق اقتصادية حصرية واسعة في المحيط الهادي بسبب أراضيها الواقعة ما وراء البحار. ومنذ سنوات جعلت باريس من منطقة المحيطين الهندي والهادئ والدفاع عن حرية الملاحة فيهما إحدى أولوياتها. وفي تغريدتها، قالت الوزيرة الفرنسية: «لماذا مثل هذه المهمة؟ لإثراء معرفتنا بهذه المنطقة والتأكيد على أن القانون الدولي هو القاعدة الوحيدة المرعية الإجراء، أياً يكن البحر الذي نبحر فيه». وتأتي هذه الدورية أيضاً بعد تولّي الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهام منصبه، في تغيير، يتوقّع أن يعزّز أو يعيد التأكيد على تحالفات معيّنة، بعد 4 سنوات فوضوية من ولاية سلفه دونالد ترمب.
وفي أبريل (نيسان) 2019، وقع حادث بحري بين سفن حربية صينية والفرقاطة الفرنسية «فاندميير» التي كانت تبحر في مضيق تايوان، وهي منطقة حساسة أخرى بالنسبة لبكين التي طلبت يومها من الفرقاطة الفرنسية مغادرة تلك المياه. ومن جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الصينية أمس أن بكين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سيادتها وأمنها، وأدلى المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين بهذا التصريح، في إفادة صحافية يومية في بكين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».