باريس وواشنطن لتشكيل «حكومة فاعلة» و«تحقيق سريع» في انفجار المرفأhttps://aawsat.com/home/article/2785546/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%C2%AB%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A9%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%AC%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%81%D8%A3
باريس وواشنطن لتشكيل «حكومة فاعلة» و«تحقيق سريع» في انفجار المرفأ
ثمة مناخ مستجد فرنسي - أميركي يتعمق يوماً بعد يوم وعنوانه العمل يداً بيد في الملف اللبناني، الأمر الذي تعتبره أوساط فرنسية ضرورياً من أجل إعادة إطلاق مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون الإنقاذية، وتمكينها من تحقيق اختراق ما خصوصاً على صعيد تشكيل حكومة جديدة، وفق مواصفات مختلفة عن سابقاتها. وآخر ما استجدّ البيان المطول المشترك، الذي صدر، أمس، عن وزيري خارجية البلدين جان إيف لو دريان وأنتوني بلينكن متضمناً رؤية البلدين المشتركة. واللافت أن باريس اختارت الشريك الأميركي من بين عدة احتمالات: أن يصدر البيان عن الاتحاد الأوروبي، أو عن مجموعة الدعم الدولية للبنان أو مع طرف أو أطراف عربية. ويأتي البيان المشترك امتداداً للاتصال الهاتفي بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن، نهاية يناير (كانون الثاني) والمشاورات عن بُعد، التي حصلت بين لو دريان وبلينكن فضلاً عن الاتصالات الدبلوماسية عبر القنوات العادية. ويندرج ذلك في إطار «الحراك» الدبلوماسي الفرنسي، حيث وسعت باريس مروحة اتصالاتها عربياً ودولياً، في مسعى إعادة تحريك المياه الجامدة اللبنانية، وتوطئة للزيارة الثالثة التي ينوي ماكرون القيام بها إلى بيروت، التي تحتاج أكثر من سابقتيها، إلى مزيد من التحضير لكي تكلل الجهود الفرنسية بالنجاح. ومن المسلَّم به أن ماكرون لن يغامر مجدداً بالذهاب إلى بيروت، إن لم يكن ضامنا تحقيق إنجاز ما. من هنا، أهمية البيان المشترك لأنه يشير إلى رغبة أميركية في إعطاء فرصة للمبادرة الفرنسية، وهو ما افتقدته إبان إدارة الرئيس السابق ووزير خارجيته مايك بومبيو. أهم ما تضمنه البيان الذي صدر بمناسبة مرور ستة أشهر على انفجار مرفأ بيروت «تأكيد الحاجة الملحّة والحيوية، لأن يعمد المسؤولون اللبنانيون إلى تنفيذ التزامهم بتشكيل حكومة ذات صدقية وفاعلة تعمل على إجراء الإصلاحات الضرورية استجابة لتطلعات الشعب اللبناني». ويحذر البيان الأطراف اللبنانية من أن الإصلاحات المطلوبة «ضرورية بشكل مطلق لتمكين فرنسا والولايات المتحدة وشركائهما الإقليميين والدوليين من الالتزام بتوفير دعم إضافي للبنان، بنيوي وبعيد المدى» أي لا يكون مقصوراً على المساعدة الإنسانية الطارئة غير المربوطة بأي شروط». بيد أن باريس وواشنطن لم تكتفيا بما سبق بل إنهما «تنتظران النتائج السريعة» من التحقيق في أسباب الانفجارين مشددين على ضرورة أن «يعمل القضاء اللبناني بكل شفافية، وبعيداً عن التدخلات السياسية».
نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعاركhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5085292-%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.
ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.
وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.
ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».
وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.
وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.
وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.
قتل داخل السجن
وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.
وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.
وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.
وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.
ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.
ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.
قتلى بلا حرب
وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.
وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.
ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.
ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.
كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.
وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.