هورمونات الرجال تحمي الأعصاب أفضل من نظيرتها لدى النساء

TT

هورمونات الرجال تحمي الأعصاب أفضل من نظيرتها لدى النساء

على مدى العقود القليلة الماضية، اكتشف الباحثون طرقاً لا حصر لها تتفاعل من خلالها أجسام النساء والرجال بشكل مختلف مع نفس الأمراض، وكما هو معروف الآن على نطاق واسع فإنّ النساء يعانين من أمراض القلب بشكل مختلف عن الرجال، وبدأ العلماء في فهم سبب اختلاف تجربة المرض بين الجنسين في عضو حيوي آخر، وهو الدماغ.
وتتحمل النساء العبء الأكبر من مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، وتمثل النساء اثنان من كل ثلاثة أشخاص يتم تشخيصهم، كما أنهنّ أكثر عرضة بمرتين من الرجال للإصابة بالاكتئاب الشديد، وهنّ أكثر عرضة بثلاث مرات للتشخيص باضطرابات المناعة الذاتية التي تهاجم الدماغ، مثل التصلب المتعدد، كما أنّهنّ أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي أربع مرات، وأكثر عرضة للوفاة من السكتات الدماغية.
فما الذي يؤدي إلى هذا التفاوت، كانت الإجابة التي نشرت في دراسة بالعدد الأخير من دورية «برين كومينيكيشن»، هي أنّ الهورمونات تعدّ السبب الرئيسي لهذا الاختلاف، فهورمون التستوستيرون عند الرجال والإستروجين عند النساء، هما الموصلان الأوركستراليتان للدماغ، وهما مسؤولان عما إذا كان يعمل بشكل جيد أم لا.
وقالت الدكتور كيجال كانتارسي، مدير مركز أبحاث صحة المرأة في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا الأميركية، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجمعية القلب الأميركية أول من أمس: «لقد اعتدنا على التفكير في الهورمونات الجنسية باعتبارها مهمة للخصوبة والتكاثر، لكن الهورمونات تلعب أيضاً أدواراً مهمة في صحة الدماغ».
ويوضح الدكتور كيجال كانتارسي، مدير مركز أبحاث صحة المرأة وأستاذ الأشعة في (مايو كلينك) في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا الأميركية، إن الاستراديول، وهو نوع من الاستروجين ينتجه المبيض خلال سنوات الإنجاب للمرأة، وهو أهم محرك لصحة الدماغ، ويشير بحثنا إلى أن التعرض لفترة أطول للاستراديول قد يوفر بعض الحماية للدماغ.
ويقول: «وجدنا أن النساء اللواتي يعانين من فترات إنجاب أطول، تم قياسها من وقت بدء الحيض إلى وقت دخولهن سن اليأس، يتمتعن بحماية أفضل ضد الأشكال التقدمية من التصلب المتعدد، وأظهرت الدراسة أيضاً أنه كلما زادت حالات الحمل لدى المرأة، قل تقدم المرض، مما يشير إلى أن تدفق هورمون الاستروجين أثناء الحمل زاد من الحماية».
ويضيف: «من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي فقدان الاستراديول إلى الإضرار بالمخ، وتؤدي نهاية سنوات الإنجاب للمرأة وما يصاحبها من انخفاض في هورمون الاستراديول إلى تغيرات عديدة في الدماغ، ولا يعاني الرجال في نفس العمر من أي تغيرات، ربما لأنهم لا يعانون عادة من انخفاض هورمون التستوستيرون بالسرعة أو في وقت مبكر كما يحدث عند النساء».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.