نتنياهو ينشد التنسيق مع الدول العربية حول سياسة بايدن تجاه إيران

TT

نتنياهو ينشد التنسيق مع الدول العربية حول سياسة بايدن تجاه إيران

في وقت نُشرت فيه أنباء عن رغبة ومساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتنسيق مواقف وطرح «خط منسق» له وللدول العربية، ضد إيران، والتعاطي مع موقف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قرر تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً أمس الأربعاء، لـ«المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمن (الكابينيت)»، الذي يستهدف منه بحث الموضوع الإيراني.
وقال ناطق باسم نتنياهو إن اجتماع «الكابينيت» تأجل إلى يوم الأحد المقبل. وقال: «التأجيل لم يأت تقليلاً من أهمية الموضوع؛ بل بالعكس. فلأنه موضوع مهم وحساس ويحتاج إلى أبحاث معمقة، تقرر تأجيله. فاليوم وغداً (الأربعاء والخميس)، ينشغل الوزراء بتقديم قوائم المرشحين للانتخابات المقبلة، وينشغلون بتمديد أو عدم تمديد الإغلاق لمكافحة (كورونا). وهذا موضوع يحتاج إلى وقت وهدوء».
وكان مقرراً أن يلتئم الكابينيت، أمس الأربعاء، للتباحث في الموضوع الإيراني من باب التطورات الأخيرة التي ظهر فيها اتجاه لتنفيذ عمليات تفجير ضد السفارات والقنصليات الإسرائيلية والأميركية والإماراتية في العالم، انتقاماً لاغتيال قاسم سليماني ومحسن فخري زادة. وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إنه وسائر القادة الإسرائيليين، «قلقون جداً من الإرهاب الإيراني، وما يرافقه من استفزازات رفع سقف تخصيب اليورانيوم». ويريد نتنياهو وقادة المؤسسات الأمنية البحث في كيفية توفير ردع لإيران يجعلها تتراجع عن مشروعها النووي ومشروع الصواريخ الباليستية ومشاريع الهيمنة على اختلافها. ويريد نتنياهو أيضاً دراسة موقف الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، وكيفية التعاطي معه بطريقة تضمن المطلب الإسرائيلي بالضغط على إيران وإبقاء العقوبات الاقتصادية، ومن جهة ثانية؛ يريد أن يحافظ على علاقات جيدة مع هذه الإدارة وعدم العودة إلى العلاقات المتأزمة التي سادت في عهد الرئيس باراك أوباما.
من جهة أخرى؛ قالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعدّ ناطقة بلسان نتنياهو، إنه يضع على رأس اهتمامه التوصل إلى موقف موحد لإسرائيل وللدول العربية في الخليج وفي المحور المعتدل، إزاء الموضوع الإيراني وطرح هذا الموقف المشترك أمام إدارة بايدن. وقالت إن «نتنياهو سيلتقي خلال زيارته إلى أبوظبي والبحرين مع ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، لهذا الغرض»، وإنه «سينسق المواقف في القضية الإيرانية من أجل استعراض خط منسق أمام الإدارة الأميركية».
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو سيرسل رئيس الموساد، يوسي كوهين، بعد أسبوعين، للقاء مسؤولين في إدارة بايدن، في محاولة لمنع عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران. وسيعتمد كوهين في ذلك على تقديم «معلومات استخباراتية حساسة حول البرنامج النووي الإيراني، وعملية التموضع في سوريا، وتمويل وتخطيط عمليات إرهابية في الشرق الأوسط، وذلك حتى يأخذها مستشارو بايدن في الحسبان لدى التقدم في المفاوضات مع إيران».
من جهة ثانية، نقل موقع «واللا» الإلكتروني عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن مستشاري بايدن بغالبيتهم كانوا مستشارين للرئيس الأسبق، باراك أوباما، وإنهم «خبراء قدامى في المجال السياسي وليسوا خبراء أمنيين»، ولذلك «يتعالى التحسب في إسرائيل من أن يقودوا الرئيس إلى مواصلة الخط البراغماتي تجاه إيران والعودة إلى الاتفاق النووي الأصلي». وقال أحد هؤلاء المسؤولين إنه قد «تغيرت أمور كثيرة جداً منذ عام 2015، وقد تغيرت إلى الأسوأ بالضرورة. وإذا أرادوا أن يكونوا ولاية أوباما الثالثة، فهذا سيكون تحدياً كبيراً. وإذا أراد بايدن في ولايته الأولى تصحيح ما فعله أوباما، ويمنحونا إصغاء في الأماكن الصحيحة، فسنكون في مكان آخر». وتابع «واللا» أن التخوف في المستوى السياسي وقادة جهاز الأمن هو أن «تجري إدارة بايدن نحو رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي عام 2015، من دون أن تعي التغيرات الجوهرية التي حدثت في السنوات الأخيرة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.