التكنوقراطية والمهنية تبرزان في تشكيلة مجلس الوزراء الجديدة

ضمت 13 وزيرًا جديدًا وغلبت عليها القيادات الشابة

التكنوقراطية والمهنية تبرزان في تشكيلة مجلس الوزراء الجديدة
TT

التكنوقراطية والمهنية تبرزان في تشكيلة مجلس الوزراء الجديدة

التكنوقراطية والمهنية تبرزان في تشكيلة مجلس الوزراء الجديدة

أضاف التشكيل الجديد لمجلس الوزراء السعودي، الذي أصدر بشأنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قرارات ملكية أمس، مزيدا من الكوادر المهنية والتكنوقراطية إلى قائمة أعضائه الـ31، إثر انضمام كوادر جديدة تجمع بين العلم والخبرة في مجالات التخصصات الوزارية التي سيتولون إدارتها مع بدايات العام الجديد 2015.
وتضم القائمة الجديدة للمجلس 13 وزيرا جديدا، طبقا للتشكيلة التي جرى الإعلان عنها أمس، يتولى 11 وزيرا منهم حقائب وزارية هي: الدفاع، والعدل، والشؤون الإسلامية، والشؤون البلدية والقروية، والخدمة المدنية، والزراعة، والاتصالات وتقنية المعلومات، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والتعليم، والإعلام، فيما يدخل اثنان وزيران دولة دون حقيبة.
وظهرت الصبغة التكنوقراطية جليا في التشكيل الوزاري السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو ما يعزز من التوجهات التي اعتمدتها القيادة السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، الرامية إلى تدعيم مجلس الوزراء بالخبرات العلمية والمهنية، وهذا ما أكدته إحدى الدراسات النادرة التي تناولت التشكيلات الوزارية لمجلس الوزراء السعودي، عندما أكدت أن السنوات الأولى لنشأة مجلس الوزراء عام 1953 كانت تشهد تعيينات تأخذ في اعتبارها الجانب السياسي والمكانة الاجتماعية أكثر من الجانب المهني، وذلك بسبب حداثة الجهاز الإداري للدولة آنذاك، وندرة الكفاءات السعودية المؤهلة في ذلك الوقت.
وتضيف الدراسة التي أعدها الدكتور أحمد بن عبد الله بن باز، قبل سنوات، أن المصادر التي تأتي منها النخبة الوزارية بدأت تتعدد في العقود القليلة الماضية، وتشمل الإدارات الحكومية، والسلك الدبلوماسي، والجامعات، إلى جانب مجلس الشورى الذي شكل مصدرا أساسيا لمجلس الوزراء السعودي في فترات سابقة. إلا أن التشكيل الذي أعلن أمس يكشف مدى الاستعانة بالقيادات الشابة، وهو ما يتضح من تعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع، الدارس للقانون المولود عام 1988، وقد اكتسب خبرات عملية من خلال وجوده مع والده الملك سلمان بن عبد العزيز. وكذلك وزير العدل الدكتور وليد الصمعاني الذي حصل على درجة الدكتوراه عام 2012، إضافة إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي الحاصل على درجة الدكتوراه عام 2012 أيضا، وكذلك أحمد الخطيب وزير الصحة الذي يعد من القيادات الشابة في التشكيل الجديد.
وعودة إلى الدراسة التي أعدها الدكتور ابن باز، فإن التغير الكمي والنوعي في التشكيلات الوزارية خلال العقود الماضية، ساهم في توسيع قاعدة المشاركة السياسية في صنع القرار بحيث أصبحت الخلفية التعليمية والمهنية من بين أهم المعايير عند اختيار أعضاء الوزارة، وهذا ما اقتضته ضرورات ومتطلبات الإدارة الحكومية الحديثة.
وطبقا لهذه الدراسة، فإن وزارة الصحة التي أنشئت عام 1951 تعد أكثر وزارة تعاقب عليها وزراء؛ إذ بلغ عددهم 17 وزيرا (مع إضافة الوزير الأخير أحمد الخطيب)، تأتي بعدها وزارة المالية والاقتصاد الوطني التي تعاقب عليها 11 وزيرا منذ إنشائها عام 1932، ثم وزارتا التجارة، والنقل، حيث تعاقب على كل منهما 10 وزراء (إضافة إلى الوزيرين الدكتور توفيق الربيعة الذي تولى وزارة الصناعة والتجارة، والدكتور عبد الله المقبل الذي تولى وزارة النقل).
وتعد وزارة الأشغال العامة والإسكان التي تأسست عام 1975 وألغيت لتعود مرة أخرى عام 2011، أقل الوزارات التي شهدت تعاقبا على حقيبتها، حيث تولاها منذ تأسيسها الأمير متعب بن عبد العزيز، ثم الدكتور شويش الضويحي.
وتعد وزارة الخارجية، التي تصنف أقدم وزارة سعودية؛ فقد أنشئت عام 1930، من أكثر الوزارات التي شهدت استقرارا في عدد الوزراء المتعاقبين عليها؛ إذ بلغ عددهم 3 وزراء.
وعودة إلى الدراسة السابقة، فإن التشكيلات الوزارية المتعاقبة منذ إقرار برنامج الإصلاح الحكومي عام 1962، لم تعمل من خلال سياسة خاصة بها، أو بمعزل عن سابقاتها، بل التزمت بتنفيذ البرنامج الإصلاحي على مراحل، وذلك حسب إمكاناتها المادية والبشرية، مما يؤكد حقيقة مفادها أنه على الرغم من التغير الكبير الذي طرأ على تركيبة المجلس خلال العقود الماضية، فإن السياسة الإصلاحية للمجلس قد اتسمت بوضوح وثبات الأهداف.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.