كأس العالم للأندية... بطولة المفاجآت التي بدأت بسيطرة برازيلية وتحولت لسيادة أوروبية

مشجع للنادي المكسيكي المشارك في البطولة يقف خلف شعار بطولة كأس العالم للأندية (أ.ف.ب)
مشجع للنادي المكسيكي المشارك في البطولة يقف خلف شعار بطولة كأس العالم للأندية (أ.ف.ب)
TT

كأس العالم للأندية... بطولة المفاجآت التي بدأت بسيطرة برازيلية وتحولت لسيادة أوروبية

مشجع للنادي المكسيكي المشارك في البطولة يقف خلف شعار بطولة كأس العالم للأندية (أ.ف.ب)
مشجع للنادي المكسيكي المشارك في البطولة يقف خلف شعار بطولة كأس العالم للأندية (أ.ف.ب)

مرة أخرى، تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم للأندية، بنسخة مثيرة تستضيفها قطر للمرة الثانية على التوالي، وتشهد مشاركة ممثلين للكرة العربية؛ هما الدحيل القطري والأهلي المصري.
وأقيمت نصف نسخ البطولة في أحضان اليابان التي تولت رعاية البطولة لسنوات قطعها عامان في الإمارات وذلك في 2009 و2010، ومثلهما في المغرب وذلك في 2013 و2014 إضافة لنسختي 2017 و2018 في أبو ظبي، ثم أقيمت نسخة 2019 في قطر وتقام نسخة 2020 بالدوحة أيضاً.
وتجتذب الدوحة أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة على مدار الأيام المقبلة لمتابعة بطولة العالم السابعة عشرة (السادسة عشرة رسمياً) للأندية التي تقام من 4 إلى 11 فبراير (شباط)، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وتقام فعاليات البطولة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبمشاركة ستة أندية من خمس قارات.
وكان مقرراً أن تقام هذه النسخة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بمشاركة سبعة أندية من القارات الست، لكنها تأجلت بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد. وتسببت جائحة كورونا في تأجيل تتويج البطل بأكثر من قارة، خصوصاً بطل أفريقيا، حيث توج الأهلي المصري باللقب في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قبل فترة قصيرة من الموعد السابق المفترض للبطولة.
كما توج تيجريس أونال المكسيكي بلقب دوري أبطال «كونكاكاف» (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) في 22 ديسمبر الماضي، وأولسان هيونداي الكوري الجنوبي بلقب دوري أبطال آسيا في 19 من الشهر نفسه، فيما توج بالميراس بلقب بطولة كأس ليبرتادوريس بعد تغلبه على سانتوس 1 - صفر في نهائي برازيلي خالص للبطولة مساء أمس (السبت).
وتشهد البطولة للمرة الرابعة عشرة مشاركة فريق من الدولة المنظمة هو الدحيل بطل الدوري القطري، لمنح البطولة مزيداً من الاهتمام الجماهيري، رغم أنها تقام للمرة السادسة عشرة على التوالي. وبعد أربع نسخ متتالية لبطولات كأس العالم للأندية استضافتها اليابان من 2005 إلى 2008، انتقلت البطولة في عامي 2009 و2010 إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أن تعود إلى اليابان في عام 2011 لتقام لمدة عامين أيضاً قبل الانتقال في عامي 2013 و2014 إلى المغرب، ثم عادت إلى اليابان لتقام نسختان متتاليتان، قبل أن تنتقل في 2017 و2018 مجدداً للإمارات ثم في النسختين الأخيرتين إلى قطر.
ومرت بطولة العالم للأندية بمراحل عدة، حيث ظلت محصورة لعشرات السنوات وبالتحديد منذ عام 1962 بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية تحت اسم بطولة «كأس تويوتا إنتركونتننتال».
ومع بداية القرن الحادي والعشرين وارتفاع مستوى كرة القدم في أفريقيا وآسيا واتحادي «كونكاكاف» (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) و«الأوقيانوسية» خلال العقدين الماضيين، تحولت النظرة إلى البطولة من مجرد لقاء حاسم على الكأس بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية إلى بطولة عالم حقيقية تشبه كأس العالم للمنتخبات. ولذلك أقيمت البطولة عام 2000 بمشاركة ممثلين من القارات الست، لكنها عادت مجدداً لتقام بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية، بعدما أعلنت شركة «آي إس إل» الراعية لبطولات الفيفا إفلاسها.
واستمر العمل بكأس إنتركونتننتال بين عامي 2001 و2004 قبل أن تعود فكرة بطولة العالم بين أبطال القارات الست من جديد لتوضع حيز التنفيذ بداية من عام 2005.

بطولة خارج الحسابات
ويعتبر الفيفا هذه البطولة (مونديال 2005) هي الأولى، نظراً لمشاركة فرق أخرى بخلاف أبطال القارات الست في البطولة التي أقيمت عام 2000، في حين اقتصرت البطولة خلال الأعوام الـ16 الماضية على أبطال القارات الست، بالإضافة لمشاركة ممثل البلد المضيف ولذلك تخرج بطولة عام 2000 من الحسابات الرسمية في تاريخ البطولة.
وكانت بطولة عام 2000 هي الأولى للأندية في الألفية الثالثة وأقيمت في مدينتي ريو دي جانيرو وساو باولو البرازيليتين بمشاركة ثمانية أندية؛ هي كورينثيانز وفاسكو دا جاما من البرازيل كممثلين لقارة أميركا الجنوبية، وريال مدريد الإسباني نادي القرن، ومانشستر يونايتد الإنجليزي بطل أوروبا كممثلين لأوروبا، والنصر السعودي من آسيا والرجاء البيضاوي المغربي من أفريقيا ونيكاكسا المكسيكي من «كونكاكاف» وجنوب ملبورن الأسترالي من أوقيانوسيا.
وقسمت الفرق الثمانية آنذاك إلى مجموعتين، ضمت الأولى كورينثيانز وريال مدريد والنصر والرجاء، والثانية فرق فاسكو دا جاما ونيكاكسا ومانشستر والفريق الأسترالي. واحتل الفريقان البرازيليان قمة المجموعتين بعدما لقنا باقي الفرق المشاركة دروساً في فنون اللعبة ليتأهلا مباشرة إلى المباراة النهائية في ظل عدم وجود الدور قبل النهائي. وفي المباراة النهائية، استمر التعادل السلبي قائماً بين الفريقين على مدار الوقتين الأصلي والإضافي، حتى حسمت المباراة لصالح كورينثيانز 4 - 3 بضربات الترجيح أمام 73 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات استاد «ماراكانا» الشهير في ريو دي جانيرو.
وكانت المفاجأة الحقيقية في هذه البطولة خلو المباراة النهائية من أي فريق أوروبي، بالإضافة إلى سقوط ريال مدريد صاحب التاريخ العريق في فخ الهزيمة أمام نيكاكسا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث 3 - 4 بضربات الترجيح أيضاً، بعدما انتهت المباراة بينهما بالتعادل 1 - 1 ليحتل الفريق المكسيكي المركز الثالث. ولم يكن حال مانشستر يونايتد أفضل من ريال مدريد، حيث سقط الفريق الإنجليزي الفائز بالثلاثية التاريخية (كأس ودوري إنجلترا ودوري أبطال أوروبا) عام 1999 في فخ الهزيمة أمام فاسكو دا جاما بقيادة روماريو وإدموندو 1 - 3 في الدور الأول للبطولة، ليودع البطولة مبكراً مع ختام منافسات دور المجموعتين، رغم أنه كان المرشح الأول لإحراز اللقب.
والشيء المؤكد أن المهارات الفردية للاعبين كان لها دور كبير في هذه البطولة، حيث تألق كورينثيانز بقيادة نجومه فامبيتا وفريدي ورينكون وإدو وديدا، كما تألق فاسكو دا جاما بقيادة روماريو وإدموندو، وفاز نيكاكسا بالمركز الثالث بفضل جهود لاعبه الإكوادوري أجوستين دلجادو.
وفاز إديلسون مهاجم كورينثيانز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، بينما اقتسم الفرنسي نيكولا أنيلكا لاعب ريال مدريد والبرازيلي روماريو صدارة قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما. وبلغ إجمالي عدد المشجعين الذين حضروا مباريات هذه البطولة 503 آلاف و200 مشجع بمتوسط حضور 35 ألفاً و942 مشجعاً في المباراة الواحدة. وبعد انقطاع دام أربع سنوات، عادت فيها المسابقة لنظام كأس إنتركونتننتال، أقيمت البطولة بنظامها الحالي في اليابان بين أبطال القارات الست لتستحق لقب بطولة العالم للمرة الأولى.

هيمنة برازيلية
وأكدت فرق البرازيل تفوقها مجدداً، حيث توج ساو باولو باللقب بعد التغلب في المباراة النهائية للبطولة على ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا 1 - صفر. وكان الهدف الذي سجله مينيرو في الدقيقة 27 من المباراة كافياً لمنح ساو باولو لقب البطولة على استاد يوكوهاما الدولي، وسط حضور نحو 67 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات بعد صراع عنيف مع فريق ليفربول الذي حاول الرد خلال ما تبقى من المباراة.

وأهدر ليفربول، الذي ضمت صفوفه في هذه البطولة نجوما بارزين من جنسيات مختلفة، في مقدمتهم المهاجم الإسباني فيرناندو موريانتيس ومواطنه لويس جارسيا، الفرص التي سنحت له الواحدة تلو الأخرى في ظل تألق روجيرو سيني حارس المرمى الموهوب لفريق ساو باولو.
وبدأت البطولة بنظام جديد حيث جنبت بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية اللعب في الدور الأول خاصة في ظل عدم إقبال بطلي القارتين في البداية على المشاركة في البطولة خشية إرهاق اللاعبين وسط الموسم الكروي.
ولذلك اقتصرت مشاركة بطلي القارتين على الدورين قبل النهائي والنهائي بينما شهد الدور الأول مواجهة فاصلة بين الأهلي المصري بطل أفريقيا واتحاد جدة السعودي بطل آسيا.
ونجح اتحاد جدة بقيادة مدربه الروماني آنجل يوردانيسكو في التغلب على الأهلي بقيادة مدربه البرتغالي مانويل جوزيه 1 / صفر على استاد طوكيو لتكون الهزيمة الأولى للأهلي بعد 55 مباراة حافظ فيها الفريق على سجله خاليا من الهزائم في مختلف البطولات التي شارك فيها.
وفي مواجهة أخرى فاصلة في الدور الأول للبطولة، فاز ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي على سيدني الأسترالي بنفس النتيجة على استاد تويوتا.
وبدأت الإثارة الحقيقية للبطولة مع دخول بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية في الصراع بداية من دور الأربعة. وفاز ساو باولو على الاتحاد السعودي 3 / 2 بفضل هدفين سجلهما مارسيو أموروزو وحارس المرمى المتألق روجيرو سيني من ضربة جزاء.
أما ليفربول فتأهل للمباراة النهائية بالفوز على سابريسا الكوستاريكي بثلاثة أهداف نظيفة سجل منها المهاجم بيتر كراوتش الهدفين الأول والثالث، وأضاف ستيفن جيرارد قائد الفريق الهدف الثاني.
وفي المباراة النهائية، كان ليفربول المرشح الأقوى للفوز باللقب لكن ساو باولو حافظ للبرازيل على اللقب بالفوز على بطل أوروبا الذي لم يفز من قبل بلقب كأس انتركونتننتال التي فاز بها ساو باولو مرتين. ولم يكن غريبا أن يفوز سيني بجائزة أفضل لاعب في البطولة بفضل تألقه في التصدي للعديد من الفرص الخطيرة لمنافسي فريقه والذي قاد الفريق للفوز
بالبطولة.
وتفوق سيني على جيرارد واللاعب بولانوس نجم خط وسط سابريسا، اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث في قائمة أفضل لاعبي البطولة.
واقتسم بيتر كراوتش وأموروزو والسعودي محمد نور نجم الاتحاد وألفارو سابوريو لاعب ديبورتيفو سابريسا، صدارة قائمة الهدافين في البطولة برصيد هدفين لكل لاعب.
ولم تختلف النهاية كثيرا في بطولة عام 2006 فقد كانت اليد العليا لكرة القدم البرازيلية أيضا ليتوج فريق انترناسيونال بورتو أليجري باللقب بالتغلب على برشلونة الأسباني 1 / صفر في المباراة النهائية رغم أن برشلونة كان المرشح الأقوى للفوز في هذه المباراة أيضا لتكون المباراة خطا فاصلا في تاريخ الفريق البرازيلي.
وبدأت البطولة بنفس نظام بطولة عام 2005 حيث جنبت القرعة بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية اللعب في الدور الأول الذي شهد فوز الأهلي المصري بطل أفريقيا 2 / صفر على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانوسية وفوز أميركا المكسيكي بطل كونكاكاف على تشونبوك الكوري الجنوبي بطل آسيا 1 / صفر.
وشهدت مباراة إنترناسيونال مع الأهلي في دور الأربعة قمة الإثارة لينهيها الفريق البرازيلي لصالحه 2 / 1 بصعوبة بالغة فيما سحق برشلونة فريق أميركا المكسيكي بأربعة أهداف نظيفة في المباراة الثانية بنفس الدور.
وفي المباراة النهائية، تغلب انترناسيونال على برشلونة بهدف لويز أدريانو في الدقيقة 82 وفاز الأهلي على أميركا المكسيكي 2 / 1 في مباراة مثيرة على المركز الثالث ليكون الأهلي هو المفاجأة الحقيقية لهذه البطولة التي أصبح من خلالها الفريق الوحيد في العالم الذي يشارك في البطولة مرتين، وفي عامين متتاليين.
ولم يكن سهلا على اللجنة الفنية للبطولة اختيار اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في البطولة بعد ظهور العديد من النجوم في هذه البطولة لكنها استقرت في النهاية على البرتغالي ديكو نجم فريق برشلونة. وحل خلفه اللاعب بدرو نجم انترناسيونال والبرازيلي رونالدينيو نجم برشلونة في المركزين الثاني والثالث بقائمة أفضل اللاعبين.
واعتلى محمد أبو تريكة صانع ألعاب الأهلي المصري قائمة الهدافين في البطولة برصيد ثلاثة أهداف وبفارق هدف أمام زميله الأنجولي فلافيو واحتل أدريانو نجم انترناسيونال المركز الثالث في القائمة برصيد هدف واحد بالتساوي مع عشرة لاعبين آخرين. وشاهد البطولة من المدرجات 302 ألف و142 مشجعا بمتوسط يبلغ 43 ألفا و163 مشجعا في المباراة الواحدة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».