السيسي يسعى إلى تعزيز دور مصر الأفريقي في «قمة الاتحاد» بأديس بابا

تهتم بتمكين المرأة الأفريقية والتعامل مع التغير المناخي والنزاعات الإقليمية والإيبولا

وزير الخارجية الإثيوبي تواضروس ادهانوم لدى استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة أديس أبابا أمس قبل إنطلاق قمة الاتحاد الأفريقي ({الشرق الاوسط})
وزير الخارجية الإثيوبي تواضروس ادهانوم لدى استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة أديس أبابا أمس قبل إنطلاق قمة الاتحاد الأفريقي ({الشرق الاوسط})
TT

السيسي يسعى إلى تعزيز دور مصر الأفريقي في «قمة الاتحاد» بأديس بابا

وزير الخارجية الإثيوبي تواضروس ادهانوم لدى استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة أديس أبابا أمس قبل إنطلاق قمة الاتحاد الأفريقي ({الشرق الاوسط})
وزير الخارجية الإثيوبي تواضروس ادهانوم لدى استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة أديس أبابا أمس قبل إنطلاق قمة الاتحاد الأفريقي ({الشرق الاوسط})

تتقدم مصر إلى الدورة العادية الرابعة والعشرين لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، التي تبدأ فعالياتها اليوم الجمعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعدد من المبادرات والمقترحات الهادفة إلى دعم ودفع العمل والتعاون الأفريقي المشترك، بما يحقق طموحات وتطلعات كل شعوب القارة نحو مستقبل أفضل.
صرح بذلك أمس السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، وقال إن مشاركة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الأفريقي تأتي في إطار حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية الشقيقة، وكذلك استعادة الزخم الذي ميز تلك العلاقات التاريخية، فضلا عن مساندة مصر لجهود التنمية في القارة الأفريقية.
وذكر يوسف أن قمة الاتحاد الأفريقي الحالية ستشهد بحث القادة الأفارقة عددا كبيرا من القضايا المهمة وذات الأولوية للقارة الأفريقية، لا سيما ما يتعلق بتمكين المرأة الأفريقية، والتعامل مع ظاهرة التغير المناخي، إلى جانب قضايا النزاعات التي تشهدها بعض الدول الأفريقية، وكيفية التعامل معها ومواجهتها والحد منها في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في مختلف أنحاء القارة، مع إبراز خطورة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار الدول الأفريقية. كما تتطرق القمة لمناقشة سبل التعامل مع تفشي وباء الإيبولا، وكيفية حشد كل الطاقات الأفريقية والدولية من أجل مقاومة هذا المرض الخطير، فضلا عن استعراض الموقف الأفريقي من تطورات القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وصل ظهر أمس الخميس إلى أديس أبابا في إطار مشاركته في أعمال الدورة العادية الرابعة والعشرين لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي والتي تقام يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) 2015، ويرافقه وفد يضم عددا من الوزراء. وكان في استقباله لدى الوصول وزير الخارجية الإثيوبي.
وأشاد المتحدث الرئاسي المصري بالوفود الشعبية المصرية التي زارت إثيوبيا عدة مرات، منوها بدور القوة الناعمة في دعم أواصل الارتباط بين الشعبين. وأضاف أن «الرئيس السيسي وجه الدعوة لرئيس وزراء إثيوبيا للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، حيث تنظر مصر إلى الدول الأفريقية على أنها يربطها بها مستقبل واحد، ومن هنا لمست الدول الأفريقية مدى حرص مصر على العودة إلى القارة، بالإضافة إلى مساهمتها الإيجابية الكبيرة في قوات حفظ السلام». وأشار يوسف إلى أن هناك اقتراحا تقدمت به مصر لاستضافة قمة تجمع الدول الأعضاء في التكتلات الاقتصادية الثلاثة الكبرى في أفريقيا، مضيفا أن مصر حريصة كل الحرص على تعزيز التعاون مع أفريقيا لا سيما في مجالات التجارة والصحة والبنية التحتية وفتح الأسواق أمام الشركات المصرية للإسهام في تنمية وتطوير البلدان الأفريقية.
إلى ذلك، التقى الرئيس المصري نظيره السوداني عمر البشير مساء أمس بمقر إقامته بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقد تناولت المباحثات المصرية - السودانية مجمل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها والقضايا الإقليمية والأفريقية ذات الاهتمام المشترك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.