تركيا تؤكد استمرار جهودها لتحسين علاقاتها مع أوروبا

المحادثات الاستكشافية مع اليونان ورقة مهمة في مساعيها

TT

تركيا تؤكد استمرار جهودها لتحسين علاقاتها مع أوروبا

بحث مجلس الأمن القومي التركي في اجتماع أمس (الخميس) برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان الأوضاع الداخلية والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم تركيا وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والعلاقات مع الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الجديد جو بايدن، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والجهود المبذولة لتطويرها، والمحادثات الاستكشافية مع اليونان حول الخلافات في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط التي استؤنفت في إسطنبول الاثنين الماضي بعد جولتها 61.
وأكد المجلس ضرورة الاستمرار في جهود إزالة التوتر، والتوصل إلى حل عادل لقضية ثروات شرق البحر المتوسط، وتطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي؛ سعيا لاستئناف مفاوضات العضوية المجمدة، وحسم بعض القضايا العالقة، مثل تحديث اتفاقيتي الاتحاد الجمركي الموقعة عام 1995 والهجرة واللاجئين الموقعة عام 2018 وإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة «شنغن».
وفيما يتعلق بالمحادثات مع اليونان أعربت تركيا عن تفاؤلها بالأجواء التي أجريت فيها الجولة الـ61 والتي انتهت إلى اتفاق على عقد الجولة القادمة في أثينا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن المحادثات بين تركيا واليونان، التي استؤنفت الاثنين بعد حوالي 5 سنوات من التوقف، جرت في جو إيجابي للغاية.
وأضاف جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الآيرلندي سيمون كوفيني عقب مباحثاتهما في أنقرة أمس، أن استئناف المحادثات مهم لحل النزاعات، مشيرا إلى أن الجولة المقبلة ستعقد في اليونان، وسيتم الإعلان عن موعدها في وقت لاحق.
كانت مصادر دبلوماسية يونانية توقعت عقد الجولة المقبلة من المحادثات في أثينا خلال شهري فبراير (شباط) أو مارس (آذار) المقبلين قبل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في مارس والتي ستنظر في توسيع العقوبات على تركيا بسبب أنشطة التنقيب «غير القانونية» في مناطق متنازع عليها بين اليونان وقبرص.
ورحب الاتحاد الأوروبي بخطوة استئناف المحادثات بين تركيا واليونان وأرجأ وزراء خارجيته خلال اجتماعهم في بروكسل، الاثنين، البت في مسألة العقوبات على تركيا لما اعتبروه تطورا إيجابيا بسبب استئناف المحادثات الاستكشافية.
وترى أثينا أن تركيا تستخدم المحادثات كوسيلة لتهدئة الاتحاد وإرجاء العقوبات. وأكدت أنه في حال لم تسفر عن الانتقال إلى مفاوضات بين الجانبين ستتوجه إلى محكمة العدل الدولية.
وقال جاويش أوغلو إن التشاور حول كيفية حل هذه المشاكل سيكون مفيدا للجارتين للحد من التوتر على الأقل في الوقت الحالي، وربما لإيجاد حلول دائمة لهذه المشاكل في المستقبل.
واعتبر الوزير التركي أن هناك فرصة سانحة لبلاده لتجديد الحوار مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مرت بفترة صعبة خلال العام الماضي، حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط وقبرص وليبيا وسوريا والقوقاز تطورات مهمة أثرت في سير العلاقات.
وأضاف أن الاتحاد مد يده إلى تركيا في قمته في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأن أنقرة استجابت لذلك بشكل إيجابي، ولدينا الآن فرصة لتجديد الحوار، لافتا إلى أنه التقى نظراءه في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، وأن أغلب الأعضاء في الاتحاد يدعمون فرصة تجديد الحوار مع تركيا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الآيرلندي، سيمون كوفيني، إن تركيا تلعب دوراً نشطاً في العديد من القضايا الإقليمية، وإن ذلك كان في غاية الأهمية لفهم منظور تركيا بشكل أفضل وتطوير علاقتنا معها. وشدد على أن تركيا بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والاستفادة منها، مشيرا إلى أن العام الماضي كان مليئا بالتحديات بشأن العلاقات بين تركيا والاتحاد قائلا: «سيكون من أهدافنا في 2021 أن يكون لنا نصيب في تطوير هذه العلاقات، لقد تم اتخاذ خطوات إيجابية في الأسابيع الأخيرة أهمها استئناف المحادثات الاستكشافية بين اليونان وتركيا».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.