صدمة في دمشق بعد دهس «امرأة ذات سطوة» رجال شرطة ومدنيين

تقارير أشارت إلى أنها زوجة هانيبال معمر القذافي

صورة لحادثة السير في دمشق نشرتها مواقع تواصل اجتماعي أمس
صورة لحادثة السير في دمشق نشرتها مواقع تواصل اجتماعي أمس
TT

صدمة في دمشق بعد دهس «امرأة ذات سطوة» رجال شرطة ومدنيين

صورة لحادثة السير في دمشق نشرتها مواقع تواصل اجتماعي أمس
صورة لحادثة السير في دمشق نشرتها مواقع تواصل اجتماعي أمس

لم يكشف عن هوية الشخصية السورية المتنفذة التي تدخلت ليل الأحد لفض تجمع لرجال قوى الأمن الداخلي وأجهزة الأمن الأخرى إثر قيام امرأة تقود سيارة بدهس ثلاثة من الشرطة ومدنيين في حي الشيخ سعد في منطقة المزة ليل الأحد/ الاثنين.
ولم تعلق أي جهة رسمية على ذكر الحادثة، لا سيما صفحة وزارة الداخلية السورية التي اعتادت نشر أخبار الجريمة والحوادث، في وقت نشر موقع «صوت العاصمة» الإخباري المعارض عدداً من الصور لموقع الحادث الذي هز ليل دمشق، وأن «فتاة دهست عناصر شرطة ومدنيين اثنين ودراجات نارية خلال قيادة رعناء في حي المزة، بالقرب من ابنية الـ14» دون أي تفاصيل أخرى. وقالت مصادر محلية من الأهالي، إن سيارة نوع رانج تقودها سيدة، وتتبعها سيارة مرافقة، أوقفتها شرطة المرور عند مستشفى المواساة بسبب مخالفتها السير، فغضبت السيدة وبدأت بتوجيه شتائم للشرطي بينما تجري مكالمات هاتفية طالبة العون من معارفها.
ومع تشدد الشرطي قامت بمتابعة سيرها برعونة ودهس كل ما كان في طريقها، بما في ذلك ثلاثة من الشرطة ومدنيان قبل أن يتم توقيفها مرة أخرى عند بنايات «الـ14» بعد حضور دوريات الشرطة والأمن ومحاصرتها. وبعدما حاول المرافقة استخدام السلاح لفتح طريق، شدد الطوق الأمني وأوقفت بالقوة سيارة المرأة التي راحت تصرخ وتشتم بحالة هستيرية. أثناء ذلك حضر «شخص مهم» لم يعرف من هو. وقال للمتجمعين «اتركوها. هي تخصني». وأخذها ومضى، بحسب ما ذكرته مصادر أهلية قالت إنها كانت قريبة من الحادث. والتي أكدت جهلها بهوية المرأة وهوية الشخص المسؤول الذي خلّصها وقالت «واضح أنه شخص مهم».
وتداولت العديد من الصفحات السورية صباح أمس، خبر الحادثة التي أسفرت عن دهس ثلاثة رجال من الشرطة ومدنيين تم نقلهم إلى مشفى المواساة للعلاج، وقالت مصادر سورية معارضة، إن السيدة هي ألين سكاف زوجة «هانبيال معمر القذافي»، وهي لبنانية الجنسية ولاجئة سياسية في دمشق وقد جاءتها مع زوجها بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا عام 2012. وفي عام 2015 نقل هانبيال معمر القذافي إلى لبنان ليقبع في سجن فرع المعلومات التابع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني على خلفية اتهام نظام القذافي بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين عام 1978.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».