شركات التقنية تتبارى في كشف ابتكاراتها لـ2021

هواتف تلف شاشاتها وروبوتات تؤدي المهام المنزلية مدعمة بتقنيات الذكاء الصناعي ومركبات تطير وأحمر شفاه «ذكي»

شركات التقنية تتبارى في كشف ابتكاراتها لـ2021
TT
20

شركات التقنية تتبارى في كشف ابتكاراتها لـ2021

شركات التقنية تتبارى في كشف ابتكاراتها لـ2021

بدأت شركات التقنية بالكشف عن أحدث ما بجعبتها من الأجهزة المقبلة للعام الجاري، التي تشمل هواتف «تلتف» بشكل يشابه المخطوطات الورقية، وتلفزيونات ضخمة تعرض الصورة بدقة 8K وبسماكة منخفضة، إلى جانب مركبات تطير لنقل الركاب وطاولات رقمية «ترفيهية».
كما استعرضت الشركات مجموعة من الأجهزة المنزلية التي تعقم نفسها والبيئة المحيطة من البكتيريا وروبوتات تساعد في أداء المهام المنزلية اليومية، وكومبيوترات محمولة بشاشتين ومعالجات وبطاقات رسومات متقدمة، وأحمر شفاه وعطر يمكن تغيير لونها ورائحتها من خلال تطبيق على الهاتف الجوال. وتم استعراض هذه التقنيات عبر مؤتمرات رقمية في مرحلة انعقاد معرض إلكترونيات المستهلكين Consumer Electronics Show CES، ونذكر أبرز التوجهات والنزعات المقبلة.

هواتف وتلفزيونات ذكية
كشفت «إل جي» عن هاتف «إل جي رولابل» LG Rollable المقبل الذي تلتف شاشته تلقائياً ليتغير قطرها وفقاً للحاجة بشكل يشابه سحبها مثل المخطوطة الورقية. واستعرضت «تي سي إل» TCL الصينية تصميمين لأجهزة تحاكي الفكرة نفسها، الأول بقطر 6.7 بوصة في الوضع الطبيعي لتتسع شاشته إلى 7.8 بوصة بعد لفها بضغطة واحدة، أما الجهاز الثاني فهو شاشة مرنة بقطر 17 بوصة تدعم تقنيتي المرونة والسحب Printed Flexible OLED Scrolling Display، التي ستطلقها الشركة للاستخدام في التلفزيونات المرنة والشاشات المنحنية والشاشات التجارية الشفافة.
وشهد المعرض جولة جديدة من المعارك بين «سامسونغ» و«إل جي» فيما يتعلق بتقنيات التلفزيونات، حيث استعرضت «إل جي» سلسلة تلفزيوناتها «إيفو» Evo بـ4 طرز (A1 وC1 وG1 وZ1)، حيث يقدم طراز Z1 شاشات بقطر 77 أو 88 بوصة تدعم عرض الصورة بدقة 8K. ومن جهتها كشفت «سامسونغ» عن تلفزيون بقطر 110 بوصات يعرض الصورة بدقة 4K، مع توفير طرز بقطر 98 و88 بوصة أيضاً. وطورت الشركة من تلفزيونها «الإطار» The Frame الذي كشفت عنه في السابق، حيث أصبحت سماكته 24.9 مليمتر فقط، أي أنه بسماكة أطر لوحات الرسومات. وكشفت TCL عن تلفزيون يدعم عرض الصورة بدقة 8K، وبسعر أقل من الشركات المنافسة، دون ذكره.

أجهزة منزلية
وبالنسبة للأجهزة المنزلية، قدمت «إل جي» ثلاجة تستخدم الأشعة فوق البنفسجية لإزالة 99.9 في المائة من البكتيريا الموجودة في صنبور المياه الباردة في الثلاجة، التي يمكن التفاعل معها صوتياً دون أي لمس. وعرضت الشركة كذلك منقي هواء محمول يمكن وضعه في حقيبة الظهر، من طراز Puriview Mini، إلى جانب تقديمها قناع وجه يعمل بالبطارية المدمجة (تكفيه للعمل لنحو 8 ساعات) لتنقية نحو 99.97 في المائة من الجزيئات في الهواء لغاية قطر 0.3 ميكرون. وكشفت Razer عن قناع وجه ذكي اسمه Project Hazel يحتوي على وحدات تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية ويمكن استبدال وحدات تقنية الهواء فيه بسهولة، إلى جانب تقديمه لجوانب مضيئة بألوان تدل على درجة شحنة البطارية المدمجة التي يمكن معاودة شحنها بسهولة. القناع مقاوم للمياه والخدش، إلى جانب استخدامه ميكروفونات مدمجة لرفع درجة وضوح الصوت خلال ارتداء القناع.
وبالحديث عن منقيات الهواء، تم استعراض CleanAirZon الذي يستخدم إنزيمات طبيعية لخفض النفايات التصنيعية، إلى جانب منقي هواء Luftqi Luft Duo صغير الحجم الذي يمكن حمله مع المستخدم إلى أي مكان. وتم عرض Ubtech Adibot الذي يسير على عجلاته في المدارس والمكاتب ويستخدم الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم الغرف. ويمكن الحصول على جرس من «ألارم دوت كوم» Alarm dot com يُقرع من دون لمس، ذلك أنه يعتمد على تقنيات التصوير والميكروفون المدمج للتعرف على اقتراب الزوار من الباب، ليقوم بقرع الجرس ذاتيا أو السماح لصاحب المنزل بمشاهدة الزوار والتحدث معهم عن بُعد.

تقنيات طريفة
ومن المنتجات الطريفة التي تم الكشف عنها طاولة Infinity Game Table الرقمية التي تعتبر شاشة بقطر 24 بوصة تعرض الألعاب العائلية رقمياً وتسمح لأكثر من شخص باللعب سويا، تماما وكأنهم يستخدمون الألعاب الحقيقية، ولكن مع توفير القدرة على اللعب مع الآخرين عبر الإنترنت وحفظ التقدم والإكمال لاحقاً. وستُطلق هذه الطاولة في شهر مارس (آذار) المقبل بسعر 600 دولار أميركي.
وكشفت «سامسونغ» عن 3 روبوتات مقبلة، الأول JetBot 90 AI Plus يقوم بكنس الأرضية ويراقب المنزل بفضل الكاميرات المدمجة فيه، وستطلقه في منتصف العام الجاري. أما روبوت Bot Care، فيقوم بالإجابة على أسئلة المستخدم ويذكره بمهامه اليومية. ويبقى Bot Handy الذي يستطيع حمل الكؤوس وصب السوائل من القوارير، مع قدرته على ترتيب الغرف والأطباق.
وطرحت شركة «جي إم» GM تصورها لسيارات المستقبل بعرض حول مركبة «إي في تول» Electronic Vehicle TakeOff and Landing eVTOL الكهربائية التي تستطيع التحليق ونقل الركاب والهبوط.
وكشفت شركة Yves Saint Laurent عن قلم أحمر شفاه ذكي من طراز Perso يقدم 3 ألوان سائلة يمكن مزجها للحصول على درجة اللون المرغوبة باستخدام تطبيق على الهواتف الجوالة. وقدمت شركة Ninu منتجا مشابها يقدم خلاصات للروائح يمكن موجها عبر تطبيق على الهاتف الجوال، مع تقديم مساعد ينصح المستخدم بعدم مزج نسب معينة لتفادي الحصول على رائحة غير لطيفة.

كومبيوترات شخصية
كشفت شركة «إنفيديا» عن بطاقات رسومات جديدة متقدمة خاصة بالكومبيوترات المحمولة، تشمل GeForce RTX 3080 وRTX 3070 وRTX 3060 لرفع مستويات الرسومات في هذه الفئة من الأجهزة بنحو 30 في المائة أعلى من جهاز «بلايستيشن 5». وتقدم بطاقة RTX 3080 6144 نواة تعمل بسرعات تتراوح بين 1245 و1710 غيغاهرتز، مستخدمة 16 غيغابايت من الذاكرة المتخصصة. وتقدم بطاقة RTX 3070 5120 نواة تعمل بسرعات تتراوح بين 1290 و1620 غيغاهرتز مستخدمة 8 غيغابايت من الذاكرة، بينما تقدم بطاقة RTX 3060 3840 نواة تعمل بسرعات تتراوح بين 1283 و1703 غيغاهرتز مستخدمة 6 غيغابايت من الذاكرة. وستكون هذه البطاقات متضمنة في الكومبيوترات المحمولة المقبلة من العديد من الشركات (مثل Alienware m15 وAsus Zephyrus G15 وLenovo Legion Slim 7) بأسعار تبدأ من 999 دولارا أميركيا، وفقا للمواصفات المرغوبة.
وعرضت بعض الشركات كومبيوترات محمولة بأكثر من شاشة، منها Asus Zephyrus Duo 15 SE بشاشة رئيسية بقطر 15.6 بوصة وأخرى إضافية بقطر 14.1 بوصة تعمل باللمس وتسمح للمستخدم بتغيير الإعدادات المعقدة بسهولة وسرعة. وقدمت «لينوفو» كومبيوتر ThinkBook Plus Gen 2 بشاشة خلفية إضافية تعرف التنبيهات وجداول الأعمال وتدوين الملاحظات دون الحاجة لفتح الكومبيوتر. كما عرضت شركة «أسوس» كومبيوترا محمولا من طراز Strix Scar يقدم شاشة تعمل بتردد 360 هرتز، الأسرع بين جميع الكومبيوترات المحمولة إلى الآن.
واستعرضت «إيه إم دي» معالجات Ryzen 5000 للكومبيوترات المحمولة تعمل بتقنية التصنيع 7 نانومتر ومبنية على تقنية Zen 3 الخاصة بالشركة، ووعدها بأن بعض هذه المعالجات يستطيع تشغيل الكومبيوتر لنحو 21 ساعة من مشاهدة عروض الفيديو أو 17 ساعة ونصف من الاستخدام العادي، وبشحنة واحدة للبطارية. ومن جهتها، أطلقت «إنتل» الجيل 11 من معالجاتها التي تستهدف لاعبي الكومبيوترات المحمولة في تصاميم أقل سماكة من السابق (تصل سماكتها إلى نحو 18 مليمترا) ويمكن نقلها أثناء السفر بسهولة كبيرة. وتصل سرعات المعالجات الجديدة إلى 5 غيغابايت عبر 6 أو 8 أنوية، وهي أسرع بنحو 15 في المائة مقارنة بمعالجات الجيل السابق.
أما شركة HyperX المتخصصة بملحقات التقنيات الشخصية، فكشفت عن مجموعة من الملحقات تشمل لوحة مفاتيح ميكانيكية من طراز Alloy Origins 60 الأصغر حجما بنحو 60 في المائة مقارنة بلوحات المفاتيح التقليدية إلى جانب استخدام مجموعة من المصابيح المضيئة التي يمكن تخصيص إضاءتها عبر برنامج خاص بها. والملحق الثاني هو منصة شحن ذاتي التحكم بالألعاب ChargePlay Duo Controller Charging Station لأجهزة «إكس بوكس سيريز إس وإكس»، مع تقديم بطاريتين مدمجتين لأداتي التحكم. نذكر أيضاً فأرة Pulsefire Haste ذات التصميم السداسي التي تتحمل أزرارها 60 مليون نقرة، إلى جانب سماعات Cloud II Wireless اللاسلكية التي تقدم تجسيماً متقدماً للألعاب بتقنية 7.1 ولغاية 30 ساعة في الشحنة الواحدة ولغاية 20 مترا بعيدا عن مصدر الصوت. وستطلق الشركة هذه الملحقات خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي وفبراير (شباط) المقبل.



«غوغل كلاود»: السيادة أولاً... الابتكار محلياً... والذكاء الاصطناعي للجميع

توكد «غوغل» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حِكراً على الخبراء بل متاح للجميع عبر أدوات بسيطة ودون كود (غوغل)
توكد «غوغل» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حِكراً على الخبراء بل متاح للجميع عبر أدوات بسيطة ودون كود (غوغل)
TT
20

«غوغل كلاود»: السيادة أولاً... الابتكار محلياً... والذكاء الاصطناعي للجميع

توكد «غوغل» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حِكراً على الخبراء بل متاح للجميع عبر أدوات بسيطة ودون كود (غوغل)
توكد «غوغل» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حِكراً على الخبراء بل متاح للجميع عبر أدوات بسيطة ودون كود (غوغل)

في مؤتمر «غوغل كلاود نكست 25» (Google Cloud Next) الذي يعُقد هذا العام في لاس فيغاس، كانت الرسالة واضحة: «الشرق الأوسط لم يعد مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل أصبح شريكاً محورياً في صناعتها».

ورداً على سؤال من «الشرق الأوسط» حول كيفية تكيّف «غوغل كلاود» مع التحديات السياسية والتقنية المعقدة في منطقة الشرق الأوسط، قال توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لـ«غوغل كلاود» إن شركته تعمل كمزود تكنولوجيا عالمي داخل سياق جيوسياسي معقَّد. وأضاف: «استراتيجيتنا تتمثل في التعاون مع الحكومات، والامتثال للوائح الوطنية، وتكييف تقنياتنا محلياً لتخدم العملاء بشكل فعّال ومسؤول».

ثلاث ركائز للذكاء الاصطناعي

أشار كوريان إلى 3 ركائز تعتمد عليها «غوغل كلاود» في المملكة العربية السعودية ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، وهي البنية التحتية المطابقة للتشريعات المحلية والذكاء الاصطناعي السيادي؛ حيث تبقى البيانات والملكية الفكرية داخل الدولة. وقال إنه يتم تخصيص المنتجات بما يعكس اللغة والثقافة المحلية. وشرح كوريان أن ما قامت به «غوغل كلاود» في المملكة مع شركائها، مثل «أرامكو» و«كوغنايت» (Cognite) يُجسد «التزام شركته العميق بحلول سحابية متوافقة مع السيادة الوطنية». وشدد على أن «الأمر لا يتعلق فقط بنقل الابتكار، بل ببنائه مع الشركاء المحليين».

توماس كوريان الرئيس التنفيذي لـ«غوغل كلاود» متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (غوغل)
توماس كوريان الرئيس التنفيذي لـ«غوغل كلاود» متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (غوغل)

سيادة كاملة وتحكّم محلي

من أبرز الحلول التقنية التي تلائم احتياجات دول مثل السعودية هو نظام «سحابة غوغل الموزعة» Google Distributed Cloud (GDC)، الذي يتيح تشغيل الذكاء الاصطناعي والحوسبة دون اتصال بالإنترنت أو بخدمات غوغل مباشرة. وذكر كوريان أنه مع نظام «GDC» يمكن للجهات الحكومية أو المؤسسات الحساسة تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي محلياً مع تحكّم كامل في البيانات والبنية التحتية والأمن. واعتبر أن هذا الحل «يمثل استجابة مباشرة لمتطلبات السيادة الرقمية، دون التخلي عن قوة الحوسبة والابتكار العالمي الذي تقدمه (غوغل)».

ردم الفجوة بين التطوير والانتشار

عند سؤاله حول التفاوت بين أماكن تطوير التكنولوجيا وأماكن نشرها، أقرّ كوريان بوجود الفجوة، لكنه أكد على جهود شركته لسدها. وعدّ أن «غوغل كلاود» تستثمر باستمرار في البنية التحتية والشراكات لضمان وصول المناطق مثل الشرق الأوسط إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فوري، وبما يتماشى مع اللوائح المحلية والسياقات الثقافية.

وأوضح أن لدى «غوغل كلاود» الآن أكثر من 42 منطقة سحابية نشطة، تتضمن السعودية وقطر والعديد غيرها قيد التطوير، كالكويت؛ ما يؤكد التوسع العالمي المستمر. وقال: «الأهم من ذلك هو التوطين الحقيقي، لا مجرد الحضور».

يؤكد توماس كوريان التزام «غوغل» بالتعاون مع الحكومات وامتثالها للتشريعات الوطنية في المنطقة (غوغل)
يؤكد توماس كوريان التزام «غوغل» بالتعاون مع الحكومات وامتثالها للتشريعات الوطنية في المنطقة (غوغل)

الأمن والمرونة والذكاء الاصطناعي

ركّز تارا برادي، رئيس «غوغل كلاود» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، على 3 أولويات يطلبها العملاء في هذه المنطقة، وهي الأمن السيبراني والمرونة التكنولوجية والتجارية وميزة تنافسية عبر الذكاء الاصطناعي. وقال برادي إن «الأحداث العالمية الأخيرة جعلت العديد من المؤسسات تتحرّك بوتيرة أسرع نحو تبني الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وهذا ما نشهده بوضوح في أوروبا والشرق الأوسط».

الذكاء الاصطناعي وكفاءة الطاقة

ورداً على سؤال حول التأثير البيئي لتوسّع الذكاء الاصطناعي، شارك كوريان مجموعة من الحقائق اللافتة. ذكر أنه تم خفض تكلفة تشغيل النماذج (inference) بأكثر من 20 ضعفاً منذ يناير (كانون الثاني) 2023 وأن الرقائق الجديدة «Trillium v7» المبرّدة بالماء تقلّل استهلاك الطاقة بنسبة 35 - 40 في المائة. ونوه بأن «غوغل» تمتلك الآن أكبر عدد من أنظمة الذكاء الاصطناعي المبرّدة بالماء عالمياً، وأن بعض مراكز البيانات تعمل الآن بنسبة تفوق 95 في المائة بالطاقة المتجددة. ولفت إلى أن «غوغل» تريد «أن يرى الناس الذكاء الاصطناعي كتقنية تساعد في تعزيز كفاءة الطاقة، لا استنزافها».

الذكاء الاصطناعي للجميع

أكد كوريان أن الذكاء الاصطناعي «لم يعد حكراً على الخبراء أو المؤسسات الكبرى، بل هو للجميع». وقال: «اليوم، يمكن لمطعم صغير استخدام نفس تقنيات جيميناي (Gemini) التي تستخدمها (غوغل) في بحثها وخدماتها دون كتابة سطر واحد من الكود». هذه الفلسفة تُجسد رؤية «غوغل»: «دمقرطة الذكاء الاصطناعي ليكون في متناول الجميع».

دمج الأنظمة وفتح البروتوكولات

من بين الابتكارات التي تم الكشف عنها أيضاً منصة «أيجنت سبايس» (AgentSpace) التي تمكّن الشركات من دمج الذكاء الاصطناعي عبر أنظمتها المختلفة، مثل «أوراكل» و«مايكروسوفت» و«سايليزفورس». وأردف كوريان أن «هذا ليس بروتوكول (غوغل)، بل بروتوكول مفتوح صممناه وشاركناه مع المجتمع التقني لدعم بيئة متعددة الوكلاء (multi - agent ecosystem). وقد تم بالفعل تطوير أكثر من 100 موصل، وهناك 300 أخرى قيد التنفيذ، مما يسهِّل عملية الدمج دون الحاجة لإعادة بناء الأنظمة.

وأردف توماس كوريان: «بإمكانك دمج الذكاء الاصطناعي في أعمالك دون أن تعيد بناء كل شيء من الصفر». وذكر أن هذا هو المعنى الحقيقي للجاهزية المؤسسية.

تعزز «غوغل» الذكاء الاصطناعي المتعدد الاستخدامات من خلال وحدات «Ironwood TPU» المصممة للاستدلال الفوري (غوغل)
تعزز «غوغل» الذكاء الاصطناعي المتعدد الاستخدامات من خلال وحدات «Ironwood TPU» المصممة للاستدلال الفوري (غوغل)

بنية تحتية ذكية لعصر الذكاء الاصطناعي

في مؤتمر «Google Cloud Next 2025» بلاس فيغاس، عرضت الشركة رؤية جريئة وشاملة للجيل المقبل من الذكاء الاصطناعي المؤسسي رؤية لا تعتمد فقط على قوة النماذج، بل على بنية تحتية متكاملة من حيث الأداء، التوافق، والانفتاح. من وحدات TPUs المصمَّمة خصيصاً للتعامل مع عمليات الاستدلال، إلى الشبكات المحسنة للذكاء الاصطناعي، والتوسُّع في السحابة الموزعة، وصولاً إلى أنظمة الوكلاء الذكية، برهنت «غوغل كلاود» على أنها لم تعد تُخطط للمستقبل فحسب بل تبنيه بالفعل.

في خطوة كبيرة نحو الجاهزية الإنتاجية، كشفت الشركة عن «إيرون وود» (Ironwood) وهو الجيل السابع من وحدات «TPU المصممة خصيصاً لتسريع عمليات الاستدلال (Inference)، وهي العمليات التي تُشغِّل التطبيقات الذكية التفاعلية في الوقت الفعلي. ويقول أمين فهدات، نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والأنظمة إنه «مع (Ironwood)، نعيد تصميم العتاد بالكامل ليتوافق مع متطلبات الاستدلال واسع النطاق، مما يتيح للعملاء تقديم تجارب ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً وسرعة. تمثل أيرون وود (Ironwood) حجر الأساس في البنية التحتية الحديثة للذكاء الاصطناعي، حيث إنها مُصمَّمة ليس فقط للتدريب، بل لتشغيل النماذج بفعالية في بيئات الإنتاج».

منصة ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً

تشكل «إيرون وود» (Ironwood) جزءاً من منصة «AI Hypercomputer» المتكاملة من «غوغل كلاود»، التي تضم المعالجات والتخزين والشبكات والبرمجيات في نظام واحد لتدريب وتشغيل النماذج المتقدمة بكفاءة عالية. وقال مارك لوهمير، نائب رئيس قسم البنية التحتية إن «غوغل كلاود» قامت بتحسين البنية بأكملها؛ من سرعة التخزين إلى زمن استجابة الشبكة لتوفر بيئة سلسة للذكاء الاصطناعي الحديث، وتشمل التحسينات تخزيناً محسّناً للذكاء الاصطناعي لتسريع تحميل البيانات وإدارة فعالة للمجموعات السحابية لدعم البيئات متعددة المستخدمين وشبكات منخفضة الكمون تُسرّع عمليات التدريب والاستدلال.

تستمر «غوغل» في التوسع الجغرافي عبر أكثر من 42 منطقة سحابية نشطة تشمل السعودية وقطر ومناطق قيد التطوير كالكويت (غوغل)
تستمر «غوغل» في التوسع الجغرافي عبر أكثر من 42 منطقة سحابية نشطة تشمل السعودية وقطر ومناطق قيد التطوير كالكويت (غوغل)

شبكات ذكية لعصر الذكاء الاصطناعي

وخلال المؤتمر، أعلنت «غوغل» عن تحديثات كبيرة لشبكة «Cloud WAN» والبنية التحتية العالمية، مما يوفر شبكة سحابية محسّنة للذكاء الاصطناعي بأدنى زمن استجابة وأعلى موثوقية.

تشمل التحسينات توجيهاً ذكياً لحركة البيانات حسب احتياجات النماذج ومؤشرات أداء لحظية لإدارة الشبكة. كما كشفت عن نهج يركّز على التطبيقات في تصميم السحابة، مع تحسينات في تحليل البيانات وبناء التطبيقات الذكية. أبرز التحديثات شملت أدوات جديدة في «BigQuery» و«Looker» لتوليد تحليلات فورية وواجهات برمجة «APIs» و«SDKs» مُحدَّثة لبناء تطبيقات مدمجة بالذكاء الاصطناعي.

أمن مدمج مع الذكاء الاصطناعي

لم تغفل «غوغل كلاود» جانب الأمن؛ حيث أعلنت عن تحديثات لمنصتها الموحدة للأمن، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير تحكّم سياقي في الوصول والكشف عن التهديدات عبر السحابة والمواقع المحلية. فبينما تنتقل المؤسسات من مرحلة الاختبار إلى النشر واسع النطاق، تقدم «غوغل كلاود» البنية التحتية والمرونة والنظام البيئي لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس. تقول «غوغل كلاود» إنها تبني بنية الذكاء الاصطناعي التحتية لتجعل منه واقعاً حقيقياً ومسؤولاً وعالمياً.

كمبيز أغييلي نائب الرئيس لقسم السحابة متعددة المزودين في «أوراكل» متحدثا إلى «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)
كمبيز أغييلي نائب الرئيس لقسم السحابة متعددة المزودين في «أوراكل» متحدثا إلى «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)

جولة في جناح الشركاء

ضمن جولتنا في «جناح شركاء غوغل كلاود»، خلال المؤتمر، التقت «الشرق الأوسط» بقيادات تقنية من شركاء استراتيجيين للشركة، من بينهم «أوراكل» و«فولكسفاغن» و«سيرفس ناو» (ServiceNow) لاكتشاف كيف يتم الاستفادة من أحدث ابتكارات «غوغل كلاود» لدفع عجلة التحول الرقمي وتقديم قيمة ملموسة لعملائهم.

تقدّم «أوراكل» في المؤتمر نقلة نوعية في استراتيجيتها السحابية متعددة المزودين؛ حيث أبرزت شراكتها المتوسعة مع «غوغل كلاود» لتقديم قاعدة بيانات «أوراكل» بشكل أصلي داخل مراكز بيانات «غوغل كلاود». وأوضح كمبيز أغييلي، نائب الرئيس لقسم السحابة متعددة المزودين في «أوراكل» في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هذا التعاون يتيح للمؤسسات استخدام تقنيات شركته بنفس مستوى الأداء وضمانات الخدمة والامتثال التي اعتادت عليها، ولكن مع الاستفادة من بنية «غوغل كلاود» التحتية ونظامها البيئي في الذكاء الاصطناعي.

تستخدم فولكسفاغن "Vertex AI " و "جيمناي برو" لتحويل دليل المستخدم إلى مساعد ذكي داخل تطبيق الهاتف في السيارة ( الشرق الأوسط)
تستخدم فولكسفاغن "Vertex AI " و "جيمناي برو" لتحويل دليل المستخدم إلى مساعد ذكي داخل تطبيق الهاتف في السيارة ( الشرق الأوسط)

تحسين تجربة القيادة باستخدام «Vertex AI» و«جيمناي»

استعرضت «فولكسفاغن» كيف تستخدم «Vertex AI» و«Gemini Pro» لإعادة تصوُّر تجربة القيادة. وشارك بن سينورا، نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات للمبيعات والتسويق في «فولكسفاغن - أميركا»، كيف تم تحويل دليل المستخدم الخاص بالسيارة إلى مساعد ذكي داخل تطبيق الهاتف باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الناس لا يقرأون دليل المستخدم، لذلك قمنا بدمجه في التطبيق بطريقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي المربوط بمصادر البيانات الأصلية لضمان الدقة والملاءمة».

هذه الميزة أصبحت فعلياً في الخدمة على طرازات محددة مثل «فولكسفاغن أطلس»، وسيتم تعميمها قريباً على جميع الطرازات في أميركا الشمالية. تم تنفيذ المشروع خلال 8 أسابيع فقط، وهو مثال عملي على كيفية تحسين تجربة العملاء عبر الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط. وأكد سيمور أن الأمان والخصوصية شكَّلا ركيزة أساسية، مع تطبيق معايير حوكمة البيانات من البداية. وأضاف: «هذا ليس مشروعاً تجريبياً - بل منتج فعلي يغير نظرتنا لكيفية تقديم القيمة بعد البيع».

بن سينورا نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات للمبيعات والتسويق في «فولكسفاغن - أميركا» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)
بن سينورا نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات للمبيعات والتسويق في «فولكسفاغن - أميركا» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)

منصة قيادة مركزية لوكلاء الذكاء الاصطناعي

سلّطت «ServiceNow» الضوء على دورها كمركز قيادة ذكي للذكاء الاصطناعي في المؤسسات، من خلال استعراض كيف تقوم منصتها بتمكين وكلاء الذكاء الاصطناعي عبر الأنظمة المختلفة، بالشراكة مع «غوغل كلاود». وأظهرت الشركة كيف تتكامل أدواتها مع «AgentSpace» وتدعم بروتوكول «Agent2Agent» الجديد، مما يسمح بتعاون الوكلاء من منصات مختلفة لحل المهام المعقدة عبر واجهة موحدة مبنية على الحوار الطبيعي. في تجربة مباشرة، تعاون وكلاء «ServiceNow» مع أدوات مراقبة «غوغل كلاود» و«BigQuer» لحل مشكلة حرجة، والوصول إلى بيانات الحوادث، واقتراح حلول، وحتى تنفيذ تغييرات على النظام كل ذلك من خلال واجهة واحدة. أبرز الابتكارات شملت دعم الوكلاء الخاضعين أو غير الخاضعين للإشراف؛ حيث يمكن تخصيص درجة التدخل البشري حسب الحاجة.