ترمب يرفض الانضمام لـ«نادي الرؤساء السابقين»... وكذلك أسلافه

الرؤساء الأميركيون السابقون باراك أوباما وبوش الابن وبيل كلينتون (إندبندنت)
الرؤساء الأميركيون السابقون باراك أوباما وبوش الابن وبيل كلينتون (إندبندنت)
TT

ترمب يرفض الانضمام لـ«نادي الرؤساء السابقين»... وكذلك أسلافه

الرؤساء الأميركيون السابقون باراك أوباما وبوش الابن وبيل كلينتون (إندبندنت)
الرؤساء الأميركيون السابقون باراك أوباما وبوش الابن وبيل كلينتون (إندبندنت)

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لم يبدِ اهتماماً بالانضمام إلى ما يعرف بـ«نادي رؤساء الولايات المتحدة الأميركية السابقين»، وهو نادٍ فخم ويقتصر حصرياً على الرؤساء الأحياء الذين انتهت فتراتهم الرئاسية، حيث ينحون خلافاتهم السياسية جانباً، بل إنهم قد ينضمون معاً خلف قضية مشتركة.
وذكرت الصحيفة أن كيت أندرسن بروير، التي أجرت مقابلة مع ترمب في عام 2019 عن كتابها «فريق الخمسة: نادي الرؤساء في عصر ترمب»، قال إن ترمب «ضحك من فكرة أنه سيتم قبوله في نادي الرؤساء قائلاً: لا أعتقد أنه سيتم قبولي».
وأضافت بروير: «قد يكون لدى ترمب الوقت لبناء علاقته مع أسلافه، يمكن أن يرى نفسه ودوداً مع بيل كلينتون مرة أخرى»، مشيرة إلى أنهما اعتادا لعب الغولف معاً.
ولكنها استبعدت احتمالات أن يصبح ترمب رئيساً تقليدياً بعد التقاعد، حيث إنه لم يكن كذلك أثناء توليه منصبه، وقالت بروير: «أعتقد أن ترمب قد تجاوز الأمر كثيراً، ولا أعتقد أن هؤلاء الرؤساء السابقين سيرحبون به في أي وقت».
وقالت «إندبندنت» من الواضح أيضاً أن أعضاء النادي الآخرين لا يريدونه كثيراً على الأقل في الوقت الحالي.
وذكر جيفري إنجل مدير المؤسس لمركز التاريخ الرئاسي في جامعة ساوثرن ميثوديست في دالاس، أن ترمب ليس مناسباً للانضمام لنادي الرؤساء السابقين، «لأنه مختلف سلوكياً عنهم، لأن أعضاء النادي تاريخياً كانوا يحظون باحترام الرؤساء التالين».
وأوضح إنجل أن «حتى ريتشارد نيكسون كان يحظى باحترام بيل كلينتون ورونالد ريغان وما إلى ذلك، بسبب سياسته الخارجية، ولست متأكداً من أنني أرى كثيراً من الأشخاص يطلبون من ترمب نصائحه الاستراتيجية».
وقالت الصحيفة إن أعضاء النادي بالفعل نادراً ما ينتقد بعضهم بعضاً ويميلون إلى استعمال كلمات قليلة القسوة عن خلفائهم في البيت الأبيض ومع ذلك، مثل كثير من التقاليد الرئاسية الأخرى، يبدو أن هذا أمر من المرجح أن يستهين به ترمب بعدما ترك منصبه.
ولفتت إلى أن الرؤساء باراك أوباما وبوش الابن وبيل كلينتون سجلوا مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق من مقبرة أرلينغتون الوطنية بعد تنصيب جو بايدن أشادوا فيه بتسليم السلطة سلمياً باعتباره جوهر الديمقراطية الأميركية ولم يتضمن الفيديو أي ذكر لترمب بالاسم، لكنه كان بمثابة توبيخ لسلوكه منذ خسارة الانتخابات الرئاسية.
وقد قال بوش الابن: «أعتقد أن وقوفنا نحن الثلاثة هنا نتحدث عن انتقال سلمي للسلطة، يدل على التكامل المؤسسي لبلدنا»، فيما وصف أوباما التنصيب بأنه «تذكير بأنه يمكن أن تكون لدينا خلافات شديدة ومع ذلك نعترف بالإنسانية المشتركة لبعضنا، وأننا كأميركيين لدينا قواسم مشتركة أكثر مما يفرقنا».
وكان ترمب أمضى شهوراً في تقديم مزاعم لا أساس لها من أن الانتخابات الرئاسية قد سرقت منه عن طريق الاحتيال، وهو ما ساعد في التحريض على اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول)، وقد غادر البيت الأبيض دون أن يحضر أداء بايدن اليمين الدستورية، وهو بذلك أول رئيس يتخلف عن تنصيب خليفته منذ 152 عاماً.
وقالت الصحيفة إن انفصال ترمب عن التقاليد بدأ حتى قبل رئاسته فبعد فوزه في انتخابات 2016، استضافه أوباما في البيت الأبيض ووعد بـ«بذل كل ما في وسعه لمساعدته في النجاح»، وأجابه ترمب: «أتطلع إلى أن أكون معك عدة مرات في المستقبل»، لكن هذا لم يحدث أبداً، وبدلاً من ذلك، اتهم ترمب أوباما زوراً بالتنصت عليه وأمضى سنوات حكمه في تحطم إرث سلفه.
وذكرت «إندبندنت» أمثلة لتعاون مشترك بين الرؤساء مثل بوش الابن وكلينتون في عام 2005 من أجل إطلاق حملة تحث الأميركيين على مساعدة ضحايا إعصار كاترينا، حيث دعا بوش الابن سلفه كلينتون لجمع التبرعات.
وكذلك اختار أوباما كلينتون وبوش الابن لتعزيز جهود جمع التبرعات لهايتي بعد زلزال عام 2010 المدمر، وأصبح بوش الابن صديقاً مقرباً للسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.
وكذلك عندما توفي بوش الأب في عام 2018، وصف كلينتون صداقته بأنها «إحدى أعظم هدايا حياتي»، رغم أن كلينتون أطاح ببوش الأب من البيت الأبيض وجعله الرئيس صاحب الولاية الوحيدة في العقود الثلاثة الماضية باستثناء ترمب.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن بعض الرؤساء انتقد بعضهم بعضاً مثل انتقاد جيمي كارتر لسياسات الإدارات الجمهورية التي تبعته، وكذلك وبخ أوباما ترمب أثناء حملته الانتخابية لبايدن وحاول ثيودور روزفلت إقالة خليفته، الجمهوري ويليام هوارد تافت، من خلال تأسيس حزب والترشح للرئاسة مرة أخرى ضده.


مقالات ذات صلة

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

الولايات المتحدة​ أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

قال مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب إن رصد طائرات مسيرة في ولاية نيوجيرسي سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، و«حرب غزة»، واتفاق الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)

لغز المسيّرات الغامضة في سماء أميركا مستمر... وترمب يدعو إلى إسقاطها

لا تزال مُسيّرات مجهولة تظهر في السماء فوق شمال شرقي الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.