تركيا ترسّخ تبعية مناطق شمال سوريا بـ«هيئة بريد»

احتجاجات شعبية في الذكرى الثالثة لـ«غصن الزيتون»

الأمن الكردي يحرس مظاهرة في القامشلي ضد الاجتياح التركي لشمال سوريا (أ.ف.ب)
الأمن الكردي يحرس مظاهرة في القامشلي ضد الاجتياح التركي لشمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

تركيا ترسّخ تبعية مناطق شمال سوريا بـ«هيئة بريد»

الأمن الكردي يحرس مظاهرة في القامشلي ضد الاجتياح التركي لشمال سوريا (أ.ف.ب)
الأمن الكردي يحرس مظاهرة في القامشلي ضد الاجتياح التركي لشمال سوريا (أ.ف.ب)

واصلت تركيا سياستها لترسيخ تبعية المناطق التي سيطرت عليها مع الفصائل السورية الموالية لها، من خلال 3 عمليات عسكرية في الشمال السوري خلال عامي 2018 و2019، عبر تثبيت وجود هيئات إدارية تركية تحت ستار مساعدة السوريين في مناطق سيطرتها.
وفي أحدث خطوة في هذا الاتجاه، افتتحت مؤسسة البريد التركية فرعا لها بمدينة تل أبيض، الواقعة ضمن منطقة «نبع السلام» شمال شرقي سوريا، بحضور والي شانلي أورفا، عبد الله أران، ومدير مؤسسة البريد مصطفى كارغين، ورئيس المجلس المحلي لمدينة تل أبيض، وائل حمدو. وقال الوالي، خلال افتتاحه المكتب، إن مشاريع المؤسسات العامة في مدينتي تل أبيض ورأس العين، تتواصل دون انقطاع بدعم تركي وبالتعاون مع وحدة تنسيق الدعم السورية (مستقلة)، في منطقة عملية نبع السلام.
وتخضع المنطقة، التي حملت اسم عملية عسكرية أطلقتها تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، للسيطرة التركية عسكريا وإداريا وهي واحدة من عدة مناطق في الشمال السوري تتعامل بالليرة التركية، وتتلقى احتياجاتها من سلع ومواد غذائية من تركيا، على غرار منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» في حلب.
واعتبر أران أن تل أبيض أصبحت من بين المناطق السورية الأكثر أمنا وسلاما، بفضل انتصارات القوات المسلحة التركية وتعاون «الجيش الوطني السوري» (يضم فصائل مسلحة معارضة موالية لتركيا)، والمؤسسات الحكومية (التابعة للحكومة السورية المؤقتة) التي تبذل جهدا لتقديم الخدمة فيها، مضيفا أن تركيا ستواصل «مكافحة الإرهاب وحماية الشعب السوري المظلوم».
كما وضع الوالي حجر الأساس لمستشفى النساء والولادة الجديد، الذي سيتم إنشاؤه في تل أبيض. وكانت الفرق التابعة لمديرية صحة ولاية شانلي أورفا، العاملة في شمال شرقي سوريا، قد افتتحت وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة بتل أبيض في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي. وتواصل تركيا تقديم الدعم في مجالات متعددة، تشمل المواصلات والبنية التحتية والتعليم والأمن والصحة، لمدينة تل أبيض التي تم انتزاع السيطرة عليها من يد قوات «قسد».
في هذه الأثناء، عمت مناطق غرب الفرات، (الأربعاء)، احتجاجات من الأهالي بمناسبة الذكرى الثالثة لعملية «غصن الزيتون»، التي شنتها تركيا والفصائل الموالية لها في عفرين عام 2018 لانتزاع السيطرة من وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد). ونشرت وزارة الدفاع التركية مقطعا مصورا بمناسبة مرور 3 أعوام على عملية «غصن الزيتون» عبر حسابها على «تويتر»، أرفقته بعبارة: «نستذكر بالخير والرحمة شهداءنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في عملية غصن الزيتون، التي قامت من أجل تدمير الممر الإرهابي في الشمال السوري». في غضون ذلك، قصفت القوات التركية مناطق انتشار القوات الكردية في ريف حلب الشمالي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.