توقعات مصرية بتركيز إدارة بايدن على «قضايا الحريات»

استبعاد «تغيير جذري» في السياسة الخارجية الأميركية

الرئيس دونالد ترمب مستقبلاً في البيت الأبيض العاملة في مجال المساعدات آية حجازي، وهي أميركية - مصرية، بعد نيلها البراءة والإفراج عنها في مصر في أبريل (نيسان) 2017. ويتوقع دبلوماسيون مصريون أن تركز الإدارة الجديدة في البيت الأبيض على ملفات الحريات والحقوق في منطقة الشرق الأوسط. (أ.ف.ب)
الرئيس دونالد ترمب مستقبلاً في البيت الأبيض العاملة في مجال المساعدات آية حجازي، وهي أميركية - مصرية، بعد نيلها البراءة والإفراج عنها في مصر في أبريل (نيسان) 2017. ويتوقع دبلوماسيون مصريون أن تركز الإدارة الجديدة في البيت الأبيض على ملفات الحريات والحقوق في منطقة الشرق الأوسط. (أ.ف.ب)
TT

توقعات مصرية بتركيز إدارة بايدن على «قضايا الحريات»

الرئيس دونالد ترمب مستقبلاً في البيت الأبيض العاملة في مجال المساعدات آية حجازي، وهي أميركية - مصرية، بعد نيلها البراءة والإفراج عنها في مصر في أبريل (نيسان) 2017. ويتوقع دبلوماسيون مصريون أن تركز الإدارة الجديدة في البيت الأبيض على ملفات الحريات والحقوق في منطقة الشرق الأوسط. (أ.ف.ب)
الرئيس دونالد ترمب مستقبلاً في البيت الأبيض العاملة في مجال المساعدات آية حجازي، وهي أميركية - مصرية، بعد نيلها البراءة والإفراج عنها في مصر في أبريل (نيسان) 2017. ويتوقع دبلوماسيون مصريون أن تركز الإدارة الجديدة في البيت الأبيض على ملفات الحريات والحقوق في منطقة الشرق الأوسط. (أ.ف.ب)

تباينت تقديرات دبلوماسيين مصريين بشأن انعكاس بدء عمل الإدارة الأميركية الجديدة على العلاقات بين واشنطن والقاهرة وعلى الملفات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط. ففيما ذهب وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي، إلى أن الرئيس جو بايدن سيركز على الأرجح على «قضايا الحقوق والحريات بالمنطقة»، رأى دبلوماسي مصري سابق عمل في سفارة بلاده بواشنطن أن مؤسسات أميركية أخرى، بخلاف الإدارة، ستتولى متابعة هذه الملفات عبر آليات عدة منها عقد جلسات استماع في المؤسسات التشريعية (الكونغرس).
وتوقع الوزير الأسبق محمد العرابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «ينصبّ اهتمام بايدن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عهده على ترتيب البيت الأبيض والشؤون الأميركية الداخلية، خصوصاً في ظل (تداعيات) تفشي فيروس (كورونا) المستجد» وجهود التصدي له. وقال العرابي الذي مارس العمل الدبلوماسي سابقاً في سفارة بلاده في واشنطن، إن بايدن ستكون له «سياسة خاصة مختلفة عن سلفه دونالد ترمب، وكذلك عن باراك أوباما. سيركز في سياسته بالمنطقة على حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية».
لكن مصدراً دبلوماسياً مصرياً سابقاً عمل في سفارة بلاده في واشنطن، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الملف الحقوقي لن يتم تحريكه من خلال إدارة بايدن نفسها، ولكن عبر آليات مثل مجلسي النواب والشيوخ». ومع ذلك لم يستبعد المصدر أن «ينعكس ذلك على الإدارة الأميركية في صورة ضغوط تدفعها لاتخاذ مواقف».
وذكّر المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، بأن «وسائل الإعلام الأميركية صاحبة المواقف ضد ترمب والتي دعمت مجيء بايدن، لديها مواقف واضحة تجاه مصر تحديداً، وربما تقوم بدور في هذا الشأن، ومن ثم يمكن أن تُظهر الإدارة الأميركية قدراً من الاستجابة».
ودلل المصدر على إمكانية اتخاذ ردود أفعال من إدارة بايدن تجاه مصر في الملف الحقوقي بناءً على ما تثيره وسائل الإعلام، بالقول: «لدينا ما جرى خلال واقعة توقيف ثلاثة نشطاء من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ قدمت كريستيان آمانبور الإعلامية الشهيرة في (سي إن إن) حلقة كاملة عن الموضوع، وأعقب هذا قيام أنتوني بلينكن (مساعد بايدن حينها، والمرشح حالياً لتولي وزارة الخارجية الأميركية) بنشر تغريدة انتقد فيها حبس النشطاء الثلاثة».
أما على صعيد العلاقات الثنائية، فقد استبعد العرابي «أن يكون هناك تغيير جذري في السياسة الخارجية الأميركية، بما يؤدي إلى أن تخسر واشنطن حلفاءها الاستراتيجيين ومن بينهم مصر التي تنظر إليها كمحور لاستقرار المنطقة»، مشككاً بالوقت نفسه في إمكانية زيارة بايدن لمنطقة الشرق الأوسط «خلال الشهور الأولى من ولايته».
وقدّر الدبلوماسي المصري السابق أن «شكل الإدارة الجديدة يعكس قدراً من التفاهم ويوحي بتغيير (مقبل) في ملفات مثل إيران وأوروبا والصين»، مستدركاً: «أما فيما يتعلق بالمنطقة العربية، فإن الرجل جاء من داخل المؤسسات السياسية التي تدرك قيمة وجذرية العلاقات مع المنطقة. وصحيح أنه يصعب توقع أن تكون بنفس حميمية العلاقات مع ترمب، لكنها لن تصل إلى درجة التناقض». واتفق العرابي مع هذا الرأي، مؤكداً أن «بايدن سيعتمد سياسات هادئة بالمنطقة، وسيترك الملفات لتفاعلاتها الدولية والإقليمية أولاً، ثم تقييم الدور الأميركي فيها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.