سلّط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء الضوء على إيران بوصفها «المقر الجديد» لقيادة تنظيم «القاعدة»، لتحل بذلك محل الحدود الأفغانية - الباكستانية التي كانت لوقت طويل المخبأ الأساسي لقيادات هذا التنظيم الإرهابي. وفي كلمته أمام المركز الصحافي الوطني في واشنطن، أكد بومبيو مقتل الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» عبد الله أحمد عبد الله بعملية يُعتقد أن عملاء إسرائيليين نفذوها في طهران في أغسطس (آب) العام الماضي، وذلك في نفس اليوم الذي حلت فيه ذكرى تفجير السفارتين الأميركيتين في دار السلام ونيروبي في 7 أغسطس 1998. وتتهم واشنطن هذا القيادي بالتورط في تلك التفجيرات التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص بينهم 12 أميركياً.
وقال الوزير الأميركي في كلمته أيضاً: «على عكس أفغانستان، عندما كانت (القاعدة) مختبئة في الجبال، فإن (القاعدة) اليوم تعمل تحت حماية النظام الإيراني»، مشيراً إلى أن قيادة «القاعدة» تعمل حالياً بحماية الاستخبارات الإيرانية، معلناً فرض عقوبات على قادة بارزين في هذا التنظيم ينشطون من داخل إيران، عارضاً مكافآت مغرية لمن يقود إليهم. ولكن ماذا نعرف عن هؤلاء القياديين المفترض أنهم يأتون مباشرة تحت زعيم «القاعدة» الحالي الدكتور أيمن الظواهري:
سيف العدل - مكافأة تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار:
يفيد موقع جوائز من أجل العدالة الأميركي بأن سيف العدل «قائد بارز» في منظمة «القاعدة» وعضو في مجلس قيادة (القاعدة - مجلس الشورى)، كما يرأس العدل أيضاً اللجنة العسكرية لمنظمة (القاعدة)». ويوضح أنه تم اتهام سيف العدل من قبل هيئة محلفين فيدرالية كبرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 1998 لدوره في تفجيرات السفارات الأميركية في دار السلام، تنزانيا، ونيروبي، كينيا يوم 7 أغسطس 1998. ويشير إلى أن سيف العدل «كان ضابطاً برتبة مقدم في القوات المصرية الخاصة حتى اعتقاله عام 1987» عقب محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري و«منذ عام 1990 قدم العدل وغيره من ناشطي منظمة (القاعدة) التدريب العسكري وتدريب المخابرات في عدة بلاد، بما في ذلك أفغانستان، وباكستان، والسودان، لاستخدام منظمة القاعدة والجماعات المرتبطة بها، بما في ذلك الجهاد الإسلامي المصري».
محمد أباتي (عبد الرحمن المغربي) - مكافأة تصل قيمتها إلى 7 ملايين دولار:
يقول موقع جوائز من أجل العدالة إن «محمد أباتي، المعروف بعبد الرحمن المغربي، قائد رئيسي في تنظيم القاعدة يتخذ إيران مقراً له. يعمل المغربي منذ زمن طويل مدير (السحاب)، المكتب الإعلامي التابع لـ(القاعدة)»، وهو صهر أيمن الظواهري، قائد «القاعدة» الأعلى، ومستشاره الرئيسي. وتشير وثائق مأخوذة خلال العملية ضد القائد السابق للقاعدة أسامة بن لادن (في أبوت آباد) بأن نفوذ المغربي في «القاعدة» كان ينمو منذ سنوات كثيرة. يشغل المغربي منصب القائد العام للقاعدة في أفغانستان وباكستان منذ 2012. وبعد أعوام من ضغط دولي ضد الإرهاب انتقل إلى إيران حيث يستمر في الإشراف على عمليات «القاعدة» في كل أنحاء العالم، كما ينسق العمليات مع شركاء «القاعدة» كمدير مكتب الاتصالات الخارجية لها.
ياسين السوري - مكافأة تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار:
ويوضح موقع جوائز من أجل العدال أيضاً أن «عز الدين عبد العزيز خليل، ويعرف أكثر باسم ياسين السوري، هو أحد كبار ميسري تنظيم (القاعدة) ومقره إيران. ألقت السلطات الإيرانية القبض على ياسين السوري في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2011 بعد الإعلان عن مكافأة العدالة بمبلغ 10 ملايين دولار، ولكنه استأنف قيادة شبكة (القاعدة) الموجودة في إيران. كرئيس ميسر لتنظيم (القاعدة) في إيران، فإن ياسين السوري مسؤول عن الإشراف على جهود تنظيم (القاعدة) لنقل عملاء ذوي خبرة وقادة من باكستان إلى سوريا، وتنظيم وصيانة الطرق التي يستخدمها المجندون الجدد للسفر إلى سوريا عن طريق تركيا، والمساعدة في تحريك عناصر خارجية لتنظيم (القاعدة) إلى الغرب».
ويضيف الموقع: «يقوم السوري بنقل الأموال وتجنيد أشخاص من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى إيران، ثم إلى باكستان، لدعم قيادة (القاعدة) العليا. تحتفظ السلطات الإيرانية بعلاقة مع السوري، وسمحت له بالعمل داخل حدود إيران منذ عام 2005. يسهل السوري حركة المجندين لتنظيم (القاعدة) من الخليج إلى باكستان وأفغانستان عن طريق إيران. وهو أيضاً شخص هام لجمع التبرعات لتنظيم (القاعدة) وجمع الأموال من الجهات المانحة وجهات جمع التبرعات في جميع أنحاء الخليج. يقوم السوري بنقل أموال كثيرة عن طريق إيران إلى قيادة التنظيم في أفغانستان والعراق. يعمل السوري مع الحكومة الإيرانية، ويقوم بترتيب الإفراج عن أفراد تنظيم (القاعدة) من السجون الإيرانية. وبعد أن يتم إطلاق سراح أفراد تنظيم (القاعدة) من السجون تقوم الحكومة الإيرانية بنقلهم إلى السوري الذي يقوم بتسهيل سفرهم إلى باكستان».