الجانب الإنساني ارتبط بشخصية الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز طيلة مسيرة حياته العملية والاجتماعية، وهذا واضح في كثير من أعمال الملك الراحل، ولا ينسى السعوديون مواقف ظلت راسخة في الأذهان، كما حدث في زيارته التاريخية أثناء شغله منصب ولي العهد لبعض الأحياء الفقيرة والشعبية في العاصمة الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002. وكذلك يستذكر أهالي منطقة جازان زيارته -رحمه الله- لهم، بعد أنه قطع زيارته لفرنسا عندما سمع عن زيادة حالات مرض حمى الوادي المتصدع بجازان. ولم يكتف، رحمه الله، بقطع زيارته فقط، بل زار المرضى بمستشفى الملك فهد بجازان وأراد الأطباء أن يضعوا له قفازات وكمامات خوفا عليه من العدوى فرد عليهم: «ليست روحي بأغلى من أرواح أهالي جازان».
ويذكر الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني أن «الملك عبد الله عندما كان في زيارة لمدينة كان بفرنسا قرر العودة إلى جازان مباشرة عندما انتشرت فيها حمى الوادي المتصدع، ورفض أن يتلقى أي لقاح أو مصل قبل هبوط طائرته في جازان».
الجوانب الإنسانية كثيرة في حياة الراحل، ولها من الشواهد كثير، وقد باتت جزءا من الصورة الذهنية للسعوديين عن مليكهم الراحل. ولأن الجانب الإنساني جزء من تركيبة وشخصية الملك الراحل، فإن أعماله الإنسانية لم تتوقف، حتى في آخر أيامه ورغم وضعه الصحي الصعب. ونستشهد هنا في «الشرق الأوسط» باثنين من أبرز آخر أعماله التي أمر بها قبل وفاته بأيام.
وكان آخر أعمال ملك الإنسانية الراحل، قبل وفاته بـ4 أيام عندما صدرت موافقته، رحمه الله، على تقديم مساعدة مقطوعة للجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر»، قدرها 10 ملايين ريال ورفع الإعانة السنوية للجمعية إلى مبلغ 7 ملايين ريال، لتتمكن الجمعية من أداء مهامها في رعاية أبناء الأسر السعودية المنقطعة في الخارج والعائدين منهم إلى أرض الوطن. وسبق ذلك بأيام أمره باستعجال بدء تشغيل مركز غسيل الكلى بمدينة مكة المكرمة، الذي يندرج ضمن مشروع مؤسسة خادم الحرمين الشريفين لرعاية مرضى الكلى، بعد أن تم إطلاق خدمات المراكز المتخصصة لغسيل الكلى في كل من الرياض وجدة ضمن المرحلة الأولى لتشغيل هذا المشروع الإنساني المهم. ولم يكتف بذلك، بل سيتبعه إطلاق باقي المراحل في عدد من مدن المملكة، كأحد المشاريع الخيرية لمؤسسة خادم الحرمين الشريفين العالمية للخدمات الإنسانية، لاستشعاره، رحمه الله، أهمية تقديم هذه الخدمة لكل المواطنين ومساهمة المؤسسة في التخفيف من آلامهم وتقديم أوفر رعاية صحية لهم.
ويعلق على مشاريع مراكز غسيل الكلى، النجل الأكبر للملك الراحل، الأمير خالد بن عبد الله رئيس مجلس إدارة مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية، بقوله: «هذا المشروع الإنساني يأتي تأكيدا جديدا على أولوية صحة المواطن، حيث أولى الملك عبد الله، رحمه الله، صحة أبنائه من مواطني هذا البلد الغالي اهتمامه ورعايته، وبتوجيه مباشر منه على تأسيس مراكز خيرية ومجانية لمرضى الفشل الكلوي».
في المقابل كانت جمعية «أواصر» التي صدرت موافقة الملك عبد الله، يرحمه الله، قبل وفاته بأربعة أيام بدعمها بمبلغ 10 ملايين، ورفع أعانتها سنويا بـ7 ملايين، ستسهم في تطوير خدمات الجمعية والارتقاء بها إلى المستوى المأمول، بعد أن قدمت مساعدة في الفترة الماضية من 2000 أسرة في 31 دولة حول العالم وحصر ما يقارب من 7600 سعودي في الخارج تشملهم خدمات الجمعية المالية والاجتماعية والصحية، بحسب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور توفيق بن عبد العزيز السويلم.
دعم السعوديين في الخارج والاستعجال بتجهيز مركز غسيل الكلى.. آخر أعمال الملك عبد الله
الجانب الإنساني لم يتوقف حتى قبل وفاته بأيام
دعم السعوديين في الخارج والاستعجال بتجهيز مركز غسيل الكلى.. آخر أعمال الملك عبد الله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة