غانتس يضيع فرصة حقيقية لإسقاط نتنياهو

قادة أحزاب حليفة يرفضون لقاءه

نتنياهو وغانتس شراكة لم تنسجم (أ.ف.ب)
نتنياهو وغانتس شراكة لم تنسجم (أ.ف.ب)
TT

غانتس يضيع فرصة حقيقية لإسقاط نتنياهو

نتنياهو وغانتس شراكة لم تنسجم (أ.ف.ب)
نتنياهو وغانتس شراكة لم تنسجم (أ.ف.ب)

في الوقت الذي كشف فيه أن رئيس الوزراء البديل وزير الأمن، بيني غانتس، أضاع فرصة حقيقية لإسقاط حليفه وخصمه بنيامين نتنياهو من رئاسة الحكومة قبل أربعة شهور، رفض قادة أحزاب الوسط في إسرائيل، دعوته للقائهم من أجل «توحيد الجهود ضد نتنياهو في الانتخابات القادمة».
وقال مصدر رفيع في حزب «يوجد مستقبل»، الذي كان حليفاً مع غانتس في حزب الجنرالات «كحول لفان»، إلى ما بعد الانتخابات الأخيرة، إن «غانتس مصاب بعلة عدم فهم المقروء. والجمهور يمقته بسبب نكثه الوعود ودخوله حكومة بنيامين نتنياهو. والآن يتم الكشف عن إضاعته فرصة ثانية لإسقاطه نتنياهو. فبأي وجه يأتينا طالباً أن نصدقه هذه المرة؟».
وكان غانتس قد توجه بالدعوة إلى قادة 6 أحزاب سياسية، لاجتماع يعقد عن طريق تطبيق «زووم»، مساء أمس، في سبيل توحيد الجهود ورص الصفوف، من أجل الإطاحة بنتنياهو. وفي سبيل عدم تفسير دعوته على أنها تنطوي على رغبة في البقاء مرشحاً لرئاسة الوزراء، أوضح أنه شخصيا لا يطلب المكاسب، لا بل إنه أعرب عن استعداده لـ«التضحية بالكثير». وهو ما فهم على أنه تنازل عن منصب رئيس الوزراء.
وكان غانتس، قد صرح، في مؤتمر صحافي عقده، مساء الاثنين، بأنه ورغم انهيار حزبه في استطلاعات الرأي وانشقاق العديد من الشخصيات القيادية ورحيل أخرى عن حزبه، فإنه يثق بأن هذه المرة سوف تنجح المعركة، ولن يستطيع نتنياهو تشكيل حكومة. وأضاف: «أخطأت عندما صافحت نتنياهو ودخلت إلى حكومته. وأنا أدعو كل من يهمه أمر إسرائيل ومستقبل أبنائها، إلى الاتحاد. تعالوا نتخلى عن الأنا ونتحد حتى يرحل بيبي (نتنياهو) الذي خدعني وخدعكم. أنا على استعداد للتضحية كثيراً».
ودعا غانتس كلا من يائير لابيد رئيس حزب «هناك مستقبل» ورون حولداي رئيس حزب «الإسرائيليين»، ونيتسان هوروفيتس رئيس حزب «ميرتس»، وأفيغدور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وعوفير شيلح رئيس حزب «تنوفا»، والبروفسور يارون زليخة، رئيس «الحزب الاقتصادي الجديد»، إلى الاجتماع به في الثامنة من مساء أمس الثلاثاء.
وسئل غانتس إن كان يفكر في الاتصال بجدعون ساعر رئيس حزب «أمل جديد»، أو نفتالي بينت رئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف، «يمينا»، فأجاب: «ساعر وبينت يمثلان اليمين، وأنا أمثل بديلاً لنتنياهو». هذا وقد أعلن ممثلون عنهم جميعا، أنهم لن يلبوا الدعوة، بل راح بعضهم يسخر منه ويذكره بأن استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخراً، تتنبأ بأن حزبه قد يسقط في الانتخابات القادمة ولن يتجاوز حتى نسبة الحسم البالغة 3.25 في المائة من أصوات الناخبين.
من جهة ثانية، كشف رفيق غانتس السابق في حزب «كحول لفان»، وزير العلوم، يزهار شاي، أن غانتس أجهض فرصة حقيقية لإسقاط نتنياهو. وروى شاي، أنه «في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، كان لدينا أكثرية 62 - 63 نائباً (من مجموع 120) مستعدين للتصويت في الكنيست على نزع الثقة بحكومة نتنياهو، وانتخاب موشيه يعلون رئيس حكومة مؤقت. لكن غانتس طلب مني التريث. ثم أبلغني رفضه، لأنه لا يثق بأن هذا الإنجاز حقيقي. وذهبت سدى كل المحاولات لإقناعه، مع أن الخطة كانت محكمة، فلو كان يتمتع بشجاعة أكثر قليلا، لكان وجه المنطقة قد تغير».
وقال شاي إنه عمل بالشراكة مع عدد من النواب من مختلف الأحزاب، بينهم نواب في اليمين، ممن صاروا يخجلون من الاستمرار في السير وراء نتنياهو كالقطيع. وقد أوضح هؤلاء أنهم ماضون حتى النهاية في هذه الخطة. لكن غانتس أجهضها.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».