الملك سلمان والرياضيون.. 50 عاما من العلاقة المتجذرة

لم يبخل على الأندية بالتحفيز والدعم بعد كل منجز

الملك سلمان بن عبد العزيز لدى رعايته أحد سباقات الفروسية
الملك سلمان بن عبد العزيز لدى رعايته أحد سباقات الفروسية
TT

الملك سلمان والرياضيون.. 50 عاما من العلاقة المتجذرة

الملك سلمان بن عبد العزيز لدى رعايته أحد سباقات الفروسية
الملك سلمان بن عبد العزيز لدى رعايته أحد سباقات الفروسية

تتميز علاقة الملك سلمان بن عبد العزيز بالوسط الرياضي السعودي، بجذورها العميقة، ومنذ سنين، لم يبخل على الأندية السعودية الالتقاء بأعضائها ولاعبيها لتهنئتهم بعد كل منجز محليا كان أو إقليميا أو عالميا.
ونشأت العلاقة الحميمة بين الرياضيين والملك سلمان بن عبد العزيز منذ فترة زمنية طويلة خلال وجوده في إمارة الرياض، التي قضى فيها وقتا طويلا زاد عن نصف قرن ورافق الملوك في تشريف المباريات النهائية للعبة كرة القدم أو حتى مسابقات الفروسية.
وكانت بطولة «خليجي 15» التي استضافتها السعودية حظيت بمتابعة واهتمام من الملك سلمان بن عبد العزيز «أمير الرياض آنذاك»، من خلال استقباله للوفود وانتهاء بحضوره للمواجهة النهائية وتتويجه للمنتخب السعودي الفائز باللقب في المباراة النهائية.
وليست هذه البطولة فحسب من حظيت باهتمام الملك سلمان، بل كان يحظى بثقة الملوك السابقين من خلال تكليفه برعاية الاستحقاقات الإقليمية والقارية والدولية ومنها نهائي كأس «خليجي 9» التي جرت في العاصمة الرياض عام 1988 حينما توج الفائزين بالبطولة في يوم لا ينسى وسط حضور جماهيري قارب الـ60 ألف متفرج.
وجرت العادة على أن يستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز كافة فرق العاصمة الرياض عند تحقيقها للألقاب المحلية أو الخارجية، وذلك إبان توليه منصب أمير الرياض لفترة طويلة إضافة لاستقباله للمنتخبات السعودية، حيث استقبل فرق الهلال والشباب والنصر عند تحقيقهم الألقاب المحلية ويلتقي برئيس النادي والجهازين الفني والإداري واللاعبين ليقوم بتكريمهم ماديا وحثهم معنويا بكلمات مشجعة تحفزهم لمواصلة الإنجازات وحصد الألقاب، وإيصال الرسالة السامية للرياضة بعيدا عن التعصب ومساعدة الشباب السعودي للابتعاد عن مواطن الفتن والأفكار الضالة المنحرفة.
وامتدت هذه العلاقة بوجود الملك سلمان بن عبد العزيز في الفترة الماضية كولي عهد يشرف الرياضيين بالحضور في المسابقات الرياضية إلى جوار الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، إضافة لحضوره الدائم لنهائي مسابقة كأس ولي العهد وتتويج الفريق الفائز باللقب.
ولا تقتصر علاقة الملك سلمان بن عبد العزيز بالرياضة على مجال كرة القدم فحسب، بل تمتد لرياضات أخرى كالفروسية وبقية الألعاب المختلفة من خلال حضوره ودعمه المتواصل لهذه الرياضات أو حتى استقباله للأبطال الرياضيين الحائزين على جوائز وميداليات مختلفة وكان آخرها استقباله للسائق السعودي ياسر السعيدان بطل العالم للراليات الصحراوية 2013 وتتويجه بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
وللملك سلمان بن عبد العزيز مواقف خاصة مع لاعبي كرة القدم كان أبرزها عندما طلب منه رئيس نادي الهلال السابق الأمير محمد بن فيصل ثني قائد الفريق الحارس محمد الدعيع عن الاعتزال بعد فوز الهلال بلقب كأس ولي العهد 2008 ليشير إليه بذلك ويؤجل الحارس الدعيع اعتزاله لبعد موسمين، إضافة لاستقباله قائد المنتخب السعودي ياسر القحطاني في 2007 بعد ما توج الأخير بجائزة أفضل لاعب آسيوي حينها، وقام الملك سلمان بن عبد العزيز حينما كان أميرا لمنطقة الرياض بتكريم القحطاني نظير المنجز الكبير الذي حققه، كما كانت له مواقف ملموسة مع نجوم المنتخب السعودي عند اعتزالهم، حيث قام باستقبال اللاعب نواف التمياط الذي طلبه تشريف حفل اعتزاله ورعايته، والحال ذاته للاعب سامي الجابر الذي حظي باستقبال وتكريم من الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان أميرا للرياض بعد قيام الجابر بالتبرع بنسبة 25 في المائة من مداخيل حفل اعتزاله للجمعيات الخيرية.
ويتطلع الرياضيون في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز إلى زمن زاخر بالمجد وحافل بالإنجازات ومليء بالمشاريع التي تعود بنفعها على الشباب السعودي وحمايته من التوجهات الفكرية المنحرفة والأفكار الضالة التي تساعد هذه الأندية الرياضية على القيام بذلك.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».