وقف ممثلَين مصريين عن العمل بسبب «التراشق الإعلامي»

النقابة عدت تلاسن سمرة والجمل «أمراً مرفوضاً»

باسم سمرة ورحاب الجمل
باسم سمرة ورحاب الجمل
TT

وقف ممثلَين مصريين عن العمل بسبب «التراشق الإعلامي»

باسم سمرة ورحاب الجمل
باسم سمرة ورحاب الجمل

بعد ساعات من «التراشق الإعلامي» والتلاسن الحاد بين الفنان المصري باسم سمرة والفنانة رحاب الجمل، أعلن الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، مساء أمس (السبت)، وقف الممثلَين عن مزاولة المهنة، سواء داخل مصر أو خارجها، بعد إبلاغ النقابات الفنية بالخارج بهذا القرار. وأكد في تصريحات تلفزيونية أنه طالب الفنانين بالتوقف عن التراشق تلفزيونياً وبمواقع «السوشيال ميديا»، واللجوء إلى النقابة.
ووصف زكي ما حدث بأنه «عبث غير مقبول»، ومرفوض شكلاً وموضوعاً، خصوصاً بعد عدم التزام الفنانين بتصريحاته التي دعاهم فيها إلى التوقف عن التراشق الإعلامي وفي السوشيال ميديا، واللجوء إلى النقابة لحل الأزمة ومعرفة أسبابها.
وأكد: «سوف نحقق في الأمر عبر مراجعة كل كاميرات الفندق لاستبيان الحقيقة»، لافتاً إلى أن «هذا أمر يعيب الوسط الفني والأسرة الفنية بالكامل»، مشيراً إلى عدم لجوء النقابة للنيابة العامة للتحقيق في القضية.
واتهمت الفنانة رحاب الجمل، عبر منشور لها على صفحتها الشخصية على «فيسبوك»، فناناً لم تسمه في البداية بـ«السُكر وتوجيه الشتائم» لزملائه خلال تجمعهم لأداء بروفات فيلم جديد بأحد فنادق القاهرة.
لكن الجمل حذفت منشورها استجابة لطلب نقيب الممثلين الذي طالبها بتقديم شكوى رسمية للنقابة لإجراء تحقيق في الواقعة، قبل أن تقرر النقابة وقف سمرة والجمل عن مزاولة المهنة لحين الانتهاء من التحقيق، وقبل أن تؤكد الجمل في تصريحات لاحقة أن الفنان الذي تقصده هو باسم سمرة الذي يشاركها بطولة فيلم مع نضال الشافعي، وسهر الصايغ، وبيومي فؤاد، وصلاح عبد الله، وعمر كمال، وعفاف شعيب.
ويتصدر التراشق الإعلامي والتلاسن بين الفنانين المصريين اهتمام الجمهور في مصر. ورغم انتهاء معظم هذه المعارك بجلسات صلح ودية بنصائح من الأصدقاء والمنتجين الفنيين، فإنها تترك أثراً لافتاً في سجلات معارك الفنانين المصريين.
وشهدت الساحة الفنية المصرية وقائع مشابهة خلال الشهور الماضية، كان من أبرزها المعارك الافتراضية بين الفنان محمد رمضان من جهة، والفنانين أحمد الفيشاوي وباسم سمرة وبشرى وأحمد فهمي والملحن عمرو مصطفى من جهة أخرى.
ويرى نقاد مصريون، من بينهم الناقد الكاتب محمد رفعت، أن هذه الحالات ليست جديدة على الوسط الفني المصري أو العربي، بل هي قديمة ممتدة منذ انطلاق السينما في مصر بالقرن الماضي، حيث كان يشهد زمن «الفن الجميل» كثيراً من مثل هذه الأزمات والوقائع التي يذكرها الجمهور، على غرار أزمات تحية كاريوكا وهند رستم أو سامية جمال، بالإضافة إلى أزمات رشدي أباظة مع آخرين.
ويضيف رفعت لـ«الشرق الأوسط»: «ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة في إذكاء المعارك الجارية بين الفنانين، إذ يستطيع كل منهم قول ما يريده على الهواء عبر حساباته التي يتابعها الملايين».
في المقابل، أصدر الفنان باسم سمرة، مساء أمس (السبت)، بياناً للرد على الفنانة رحاب الجمل، قال فيه: «فوجئت اليوم بإحدى الفنانات تنشر قصة عارية تماماً عن الصحة، وتختلق وقائع غير حقيقية. واحتراماً لنقابة المهن التمثيلية، فقد تقدمت بشكوى إلى السيد نقيب المهن التمثيلية، منتظراً نتيجة التحقيق، مع احتفاظي الكامل بالرد القانوني على كل من شهر بي وبسمعتي».
ونفى في مداخلة تلفزيونية إحضار أي ممنوعات خلال الاجتماع، طالباً تفريغ كاميرات المراقبة للتأكد مما حدث.
ودخل باسم سمرة في تلاسن حاد مع الفنان محمد رمضان في شهر فبراير (شباط) من العام الماضي، على خلفية تصريحات رمضان التلفزيونية التي عدها سمرة «مُسيئة»، حيث رد سمرة عليه قائلاً: «رمضان يقول إنه نمبر وان، وأنا أدعوه لمناظرة سينمائية، وفيلم 10 دقائق نمثل فيها بطولة مشتركة لنرى من الأكثر موهبة، ويحكم الناس بيننا».
ويشير رفعت إلى أن «بعض الفنانين في مصر يفتعلون الأزمات بشكل مستمر ليتصدروا الترند».


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.