«الحرس الثوري» يعتقل متطوعين محليين تغيّبوا عن تأبين سليماني في البوكمال

أقامت ميليشيات موالية لإيران احتفالات تأبين في ذكرى مقتل قاسم سليماني في أكثر من دولة عربية في 3 يناير الحالي (أ.ف.ب)
أقامت ميليشيات موالية لإيران احتفالات تأبين في ذكرى مقتل قاسم سليماني في أكثر من دولة عربية في 3 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

«الحرس الثوري» يعتقل متطوعين محليين تغيّبوا عن تأبين سليماني في البوكمال

أقامت ميليشيات موالية لإيران احتفالات تأبين في ذكرى مقتل قاسم سليماني في أكثر من دولة عربية في 3 يناير الحالي (أ.ف.ب)
أقامت ميليشيات موالية لإيران احتفالات تأبين في ذكرى مقتل قاسم سليماني في أكثر من دولة عربية في 3 يناير الحالي (أ.ف.ب)

أفيد أمس بأن «الحرس الثوري» الإيراني في مدينة البوكمال، التابعة لمحافظة دير الزور شرق سوريا، اعتقل خمسة عناصر محليين متطوعين في صفوفه على خلفية عدم مشاركتهم في فعاليات الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس» قاسم سليماني والتي أقيمت في البوكمال.
وذكر موقع «عين الفرات»، السوري الإخباري المعارض، أن دوريات من «الحرس الثوري» دهمت، مساء أول من أمس الثلاثاء، مقرات تابعة له في حي الجمعيات وعند أطراف قرية السكرية المجاورة، واعتقلت 5 من العناصر المحليين المتطوعين لدى «الحرس»، وذلك على خلفية تغيبهم عن الفعاليات والاحتفالات التي أقامتها إيران بالمدينة، خلال الأيام الأولى من الشهر الحالي، بمناسبة مرور سنة على مقتل قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد. وأضاف الموقع أنَّ العناصر المعتقلين جرى نقلهم للمربع الأمني التابع لـ«الحرس الثوري» في منطقة المعري بالمدينة.
وكان «الحرس الثوري» قد أقام العديد من الفعاليات والأنشطة في دير الزور والميادين والبوكمال بمناسبة ذكرى مقتل سليماني، بمشاركة مسؤولين عسكريين إيرانيين وسوريين وشخصيات مدنية محلية.
من جانبه، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادره في البوكمال أن «الحرس» عمد إلى اعتقال «عناصر محليين» موجودين ضمن صفوفه في المدينة، بسبب تغيبهم عن الفعاليات والاحتفالات التي أقيمت في ذكرى سليماني. وأشار «المرصد» إلى احتفالية جرت أمس الأربعاء في ساحة الفيحاء بالبوكمال، في ذكرى مقتل سليماني، والتي بدأت تحضيراتها في الساحة يوم الثلاثاء، حيث جرى فرض طوق أمني ونشر للقناصة والعناصر الأمنية مع إغلاق بعض الطرقات، وتزيين الساحة بصور سليماني والأعلام الإيرانية والسورية، استعداداً لوصول المشاركين في الحفل من قيادات الميليشيات الموالية لإيران في محافظة دير الزور، بالإضافة إلى عدد من الأمنيين والعسكريين السوريين.
وخلال أشهر القليلة الماضية تعرض عناصر «الحرس» الإيراني لعدد من عمليات الاغتيال والاعتداءات. فقد عثر الشهر الماضي على جثث 5 عناصر تابعين لميليشيات من «الحرس» داخل مقراتهم في حي الكتف بالبوكمال. كما استهدفت طائرة مسيّرة موكب سيارات «لجنة مراقبة وتفتيش» قدمت من العراق، وعلى متنها نحو 15 خبيراً عسكرياً. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة خبراء إيرانيين وعراقيين. وتسيطر إيران على مدينة البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية وتنتشر ميليشياتها شرق سوريا، في مدينة البوكمال وحتى معدان والسبخة بين مدينتي الرقة ودير الزور.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».