جدل مغربي حول «قانونية» اعتقال ناشط حقوقي

المعطي منجب (رويترز)
المعطي منجب (رويترز)
TT

جدل مغربي حول «قانونية» اعتقال ناشط حقوقي

المعطي منجب (رويترز)
المعطي منجب (رويترز)

يشهد المغرب جدلا حول قانونية اعتقال الناشط الحقوقي المعطي منجب في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما كان داخل مطعم في مدينة الرباط، وإحالته على قاضي التحقيق بشأن تهمة تتعلق «بغسل الأموال»، والذي قرر مواصلة التحقيق معه وهو رهن الاعتقال.
وعبر بيان لوكيل الملك (النائب العام) لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، مساء أول من أمس، عن الأسف على اتهامات وجهتها «اللجنة الوطنية للتضامن مع المعطي منجب» للسلطات، معتبرا أن منجب تعرض لاعتقال «تعسفي»، وأن الاعتقال تم «خارج مقتضيات المسطرة الجنائية». وجاء في البيان «وإذ تأسف النيابة العامة على مثل هذه الأحكام، التي لا تستند إلى القانون، ولا إلى العقل والمنطق، فإنها تتساءل عن العناصر، التي أدت إلى وصف عملية التوقيف بالاعتقال التعسفي، الخارج عن نطاق قانون المسطرة الجنائية».
وتساءل وكيل الملك: «هل يتجلى التعسف ومخالفة قانون الإجراءات في كون الاعتقال تم الساعة الثالثة زوالا؟ أم لأنه كان يوم ثلاثاء معين؟ أم لأنه حصل داخل مطعم؟ أم لأن المطعم يقع بمدينة الرباط؟ أو لأن الشخص الذي تم توقيفه كان يتناول طعامه؟ أم لأن التوقيف تم من طرف عدة عناصر أمنية؟ أم لأن هذه العناصر كانت ترتدي زياً مدنياً؟ أو لأنها حضرت على متن سيارتين للشرطة؟».
واعتبرت النيابة العامة أن محرري البيان «نصبوا أنفسهم محكمة تقيِّم صحة الإجراءات القضائية»، على أساس «قانونهم الخاص»، بحيث اعتبروا أن الاعتقال القانوني «هو الذي يجب أن يكون في محل الإقامة»، ويتم فقط في حالة التلبس، وأن انتهاء البحث التمهيدي «لا يتيح للنيابة العامة بأي شكل من الأشكال اعتقال شخص من أجل تقديمه قسراً أمام قاضي التحقيق»، وأن النيابة العامة لها الحق فقط في تقديم ملتمس بفتح تحقيق، دون إمكانية إحالة المتهم على قاضي التحقيق.
في السياق ذاته، أوضحت النيابة العامة أن هذه «الملاحظات» لا علاقة لها بالتطبيق السليم للقانون، وأن القضاء «وحده مؤهل للبت في مدى قانونيتها». كما عبرت النيابة العامة عن أسفها «على استعمال هذه الأساليب للإساءة لمؤسسات وطنية»، تسعى باستمرار إلى «التقيد بالضوابط القانونية»، مؤكدة أن المكان الملائم لمناقشة مثل هذه المعطيات هو مكاتب قضاة التحقيق، وقاعات المحاكم.
وكانت اللجنة الوطنية للتضامن مع المعطي منجب قد وصفت في بيان لها، صدر في 30 ديسمبر الماضي، اعتقال منجب بأنه «اعتقال تعسفي» لأنه جرى «من داخل مطعم بمدينة الرباط، أي ليس في عنوان له معروف لدى السلطات»، ودون أن يكون في حالة «تلبس بارتكاب فعل جرمي». وأيضا لكون البحث التمهيدي، الذي أجرته النيابة العامة معه، انتهى مما «لا يتيح لها بأي شكل من الأشكال اعتقال شخص من أجل تقديمه قسرا أمام قاضي التحقيق».
كما اعتبرت اللجنة أن النيابة العامة لها الحق فقط في تقديم «ملتمس من أجل فتح تحقيق»، مع التماس الإيداع في السجن. منتقدة استنطاق منجب من طرف قاضي التحقيق «وهو في حالة اعتقال تعسفي»، حيث أحضر أمامه «قسرا»، قبل توجيه أي استدعاء أو أمر بالحضور له من طرفه. كما استنطق «في غياب محاميه».
واعتبرت اللجنة أيضا أن «كل الإجراءات التي تعرض لها المؤرخ والحقوقي المعطي منجب تعسفية وباطلة بطلانا مطلقا»، وطالبت بإطلاق سراحه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.