الجنرالات يعودون إلى بيوتهم

خوضهم السياسة مسّ بـ«هيبة» المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

الجنرال السابق غابي أشكنازي وزير الخارجية الإسرائيلي (إ.ب.أ)
الجنرال السابق غابي أشكنازي وزير الخارجية الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

الجنرالات يعودون إلى بيوتهم

الجنرال السابق غابي أشكنازي وزير الخارجية الإسرائيلي (إ.ب.أ)
الجنرال السابق غابي أشكنازي وزير الخارجية الإسرائيلي (إ.ب.أ)

تل أبيب: نظير مجلي

بعد أقل من سنتين على نزول مجموعة من الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي بشكل جماعي إلى الساحة السياسية، وتشكيل حزب جنرالات فاز في المرة الأولى بـ35 مقعداً، ليهدد بسقوط حكم بنيامين نتنياهو، بدأ الجنرالات السير في الاتجاه العكسي والعودة إلى البيت مبتعدين عن العمل السياسي، محدثين خضة جديدة في الحلبة الحزبية.
فقد أعلن وزير الخارجية، الجنرال غابي أشكنازي، أمس الأربعاء، أنه لن يترشح ضمن حزب «كحول لفان» في الانتخابات العامة القريبة التي ستجري في 23 مارس (آذار) المقبل. وأعلن الجنرال غادي آيزنكوت أنه سيضع نفسه في حجر بعيد عن هذه الانتخابات. وبدا أن وزير الأمن، بيني غانتس، سيخوض الانتخابات في قائمة تخلو من العسكريين.
جاءت هذه التطورات إثر الخلافات الحادة بين الجنرالات والشعور لدى غالبيتهم، أن خوضهم في السياسة تسبب في المساس بهيبة المؤسسة العسكرية برمتها. وقال أشكنازي، في رسالة إلى أعضاء حزبه «كحول لفان»: «قررت ألا أترشح لمعركة الانتخابات القريبة. وأنا أفعل ذلك بمشاعر مختلطة ولكن برأس مرفوع، وبالأساس بشعور بالكرامة والفخر بطريقنا المشتركة. فقد كنا وضعنا معا بديلا لحكم نتنياهو والليكود وقررنا تحمل المخاطرة، وسعينا معا من أجل التأثير من الداخل ومن خلال اعتبارات المسؤولية القومية. ولأسفي لم نجد الشريك الملائم».
واستطرد أشكنازي: «بعد تردد، أبلغت صديقي المقرب وشريك دربي، بيني غانتس، بقرار عدم ترشحي في الانتخابات القريبة. وليس سرا أنه كانت بيننا خلافات وعدم اتفاق، لكننا تمكنا دائما من حلها بحوار مباشر ومن خلال الحفاظ على الاحترام المتبادل ومن وراء أبواب مغلقة. وهذه هي الطريقة التي نعرفها، وهكذا فعلنا دائما طوال عشرات السنين من الخدمة المشتركة (في الجيش الإسرائيلي)، وهكذا سأستمر في العمل على طول الطريق. والآن، سآخذ استراحة من أجل التفكير في بقية طريقي». وعقب غانتس على رسالة أشكنازي، بالقول: «أحترم قرار صديقي وزير الخارجية أشكنازي، وأشكره من أعماق قلبي على التعاون في السنتين الأخيرتين من أجل الدولة. وأنا وغابي متعارفان منذ سنوات عديدة وتقديري له بالغ. وأعاد غابي وزارة الخارجية إلى مكانها الطبيعي كوزارة رائدة ومؤثرة بعد سنوات من الاستباحة، وساعد كثيراً في لجم خطة الضم ودفع التطبيع في المنطقة، وأنا واثق من أنه سيسهم بالكثير للحياة العامة في إسرائيل».
ومن جهة ثانية، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، لرؤساء الأحزاب الذين توجهوا إليه طالبين انضمامه إليهم، أنه قرر عدم دخول الحياة السياسية في الوقت الحاضر وعدم المشاركة في انتخابات الكنيست القادمة ضمن أي حزب، مخيباً بذلك آمالا عريضة لدى كل من تلك الأحزاب، إذ كانوا يبنون عليه كثيرا لتعزيز صفوفهم.
وعقد بيني غانتس، الخاسر الأكبر في هذه المعركة والذي تتوقع الاستطلاعات له الانهيار إلى حدود 5 مقاعد، مؤتمرا صحافيا مساء الثلاثاء، بدا فيه غاضبا جدا، وهاجم حليفه وشريكه في الحكومة، نتنياهو بكلمات حادة. وقال، إن «الانتخابات المقبلة التي جرنا إليها (بنيامين) نتنياهو، هي آخر شيء يحتاجه الشعب الإسرائيلي. النقطة المضيئة الوحيدة التي تنتظرنا في نهاية الانتخابات المقبلة هي أن نتنياهو سيضطر إلى تحرير البلاد من قبضته». وقال غانتس إن حزبه حاول منع نتنياهو من الانفراد بالقرار والسيطرة على جهاز القضاء، معتبرا أنه «استلقى على القنبلة»، في إشارة إلى ما اعتبره «تضحية على حسابه الشخصي، رغم الثمن السياسي الباهظ».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.