بريطانيا ترخص لقاح «أكسفورد» لتسريع السيطرة على «السلالة الجديدة»

TT

بريطانيا ترخص لقاح «أكسفورد» لتسريع السيطرة على «السلالة الجديدة»

تعول السلطات البريطانية على لقاح ضد فيروس «كورونا» المستجد طورته شركة «أسترازينيكا» بالتعاون مع جامعة «أكسفورد»، وحصل على ترخيص هيئة الأدوية أمس (الأربعاء)، لتسريع حملة التلقيح التي بدأت في مطلع الشهر، على أمل القضاء بأسرع ما يمكن على فورة إصابات نُسبت إلى سلالة جديدة للفيروس.
وبريطانيا هي أول دولة ترخص لهذا اللقاح المنتظر بترقب شديد لأسباب عملية، إذ إنه أقل كلفة بكثير من لقاح «فايزر- بيونتيك» الذي بدأ توزيعه، ويمكن الحفاظ عليه في درجات حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية تؤمنها البرادات العادية، ما يسهل عملية التلقيح على نطاق واسع، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وتسجل بريطانيا التي تعتبر من أكثر الدول تأثراً جراء فيروس «كورونا» المستجد، مع تخطي عدد الوفيات 71500، مستويات قياسية جديدة من الإصابات، في وقت باتت فيه مستشفياتها على شفير استنفاد طاقاتها، وأعادت السلطات فرض الحجر المنزلي على قسم كبير من السكان.
وأعلنت وزارة الصحة في بيان أن ترخيص وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية «أعقب تجارب سريرية صارمة وتحليلاً معمقاً للبيانات من قبل خبراء الوكالة، أفضت إلى أن اللقاح يستوفي معاييرها الصارمة المتعلقة بالسلامة والجودة والفاعلية».
وسيبدأ استخدام اللقاح بدءاً من 4 يناير (كانون الثاني) في المملكة المتحدة التي أوصت بمائة مليون جرعة.
وأثنى رئيس الوزراء بوريس جونسون على «انتصار للعلم البريطاني»، معلناً على «تويتر»: «سنلقح الآن أكبر عدد ممكن من الناس بأسرع ما يمكن».
ولتحصين أكبر شريحة ممكنة من السكان، سيُعتمد فارق زمني كبير بين الجرعتين الضروريتين من اللقاح، يصل إلى 12 أسبوعاً.
وأوضح وزير الصحة مات هانكوك عبر شبكة «سكاي نيوز» أن «العلماء ومسؤولي الهيئات الناظمة درسوا البيانات، وخلصوا إلى أنه يتم الحصول على ما يعرف بحماية عالية الفعالية منذ الجرعة الأولى». وتتركز حملة التلقيح البريطانية على تسع فئات تمثل 99 في المائة من الوفيات، تضم المقيمين في دور المسنين والعاملين الصحيين والبالغين أكثر من خمسين عاماً والأشخاص المعرضين.
إلى ذلك، أعلنت شركتا الأدوية: الأميركية «فايزر»، والألمانية «بيونتيك»، مساء أول من أمس (الثلاثاء) اعتزامهما توريد 100 مليون جرعة إضافية من لقاحهما المضاد لفيروس «كورونا»، إلى دول الاتحاد الأوروبي خلال العام المقبل.
جاء هذا الإعلان نتيجة قرار المفوضية الأوروبية تفعيل بند حق شراء 100 مليون جرعة إضافية من اللقاح، كجزء من العقد السابق لشراء كمية من لقاح «فايزر- بيونتيك» ليصل إجمالي الكمية المتعاقد عليها إلى 300 مليون جرعة، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت المفوضية الأوروبية قد وافقت في الأسبوع الماضي على تداول لقاح «فايزر- بيونتيك» المعروف أيضاً باسم «بي إن تي 162 بي 2» للوقاية من فيروس «كورونا» للأشخاص الذين لا يقل عمرهم عن 16 عاماً.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».