مقتل 17 بحاراً بغرق سفينة روسية في القطب الشمالي

سفينة الصيد «أويغا» في أكتوبر الماضي (أ.ب)
سفينة الصيد «أويغا» في أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

مقتل 17 بحاراً بغرق سفينة روسية في القطب الشمالي

سفينة الصيد «أويغا» في أكتوبر الماضي (أ.ب)
سفينة الصيد «أويغا» في أكتوبر الماضي (أ.ب)

فقد 17 بحاراً، أمس (الاثنين)، بعد غرق سفينة صيد في القطب الشمالي الروسي، مع احتمالات ضئيلة لبقائهم على قيد الحياة نظراً إلى الظروف الجوية القاسية في هذه المنطقة التي يصعب الوصول إليها. ووفقاً لوزارة الحالات الطارئة الروسية، أطلق القارب «أونيغا» المتمركز في مورمانسك، وهو ميناء رئيسي في القطب الشمالي الروسي، إشارات استغاثة في الصباح الباكر قبل غرقه قبالة أرخبيل نوفايا زيمليا في بحر بارنتس، حيث كان يصطاد في وسط عاصفة.
وقالت وكالة «تاس» للأنباء، نقلاً عن الوزارة، إن «طاقم المركب يتألف من 19 شخصاً، تم إنقاذ شخصين منهم». وبين العاصفة والرياح القوية ودرجات الحرارة ذات البرودة القارسة في المنطقة التي غرق فيها المركب، يكون احتمال بقاء الطاقم على قيد الحياة منخفضاً جداً. وفي ظل هذه الظروف القاسية، من المستحيل استخدام المروحيات لعمليات الإنقاذ.
وقال المتحدث باسم وزارة الطوارئ في مورمانسك، أليكسي بارينوف، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ثمة عاصفة ثلجية قوية، وأمواج تبلغ 4 أمتار، ودرجات حرارة تتراوح بين (-20) و(-25) درجة مئوية». ووفقاً له، فإن العثور على ناجٍ في ظروف كهذه بمثابة «المعجزة». وقال مصدر آخر للوكالة: «لا يمكن لأي شخص أن يعيش أكثر من 15 دقيقة في مثل هذه الظروف»، علماً بأنه لم يتم العثور على أي جثث بعد.
وقدم رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، تعازيه إلى أسر البحارة، وأمر الحكومة بمدهم بالدعم اللازم، مشيراً إلى «مأساة»، وإلى «أشخاص فارقوا الحياة».
وكانت سفينة تعبر بالقرب من مكان الحادثة بعد نحو 12 دقيقة قد أنقذت حياة بحارين اثنين، وسط معاناتهما من الصقيع، وفق المسؤول في فرق الإنقاذ رسلان نزاروف.
وغرق المركب المغطى بالجليد بينما كان الطاقم يسحب شبكة من المياه. وقال المتحدث باسم وكالة النقل البحري والنهري الروسية، أليكسي كرافشينكو، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «السفينة فقدت توازنها، وانقلبت على الفور».
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر أن البحارة كانوا يرتدون بزات خاصة، لكن لم يكن لديهم الوقت لاستخدام معدات النجاة، لأن المركب غرق بسرعة كبيرة. وأشار المصدر إلى أن «البحارة جرفوا حرفياً من ظهر المركب إلى البحر». وبحسب السلطات الإقليمية، فإن السفينة «أونيغا» تابعة لشركة «كالينين» للصيد التي تدعي أنها «أحد المصدرين الرئيسيين للمنتجات السمكية من روسيا»، بحسب موقعها الإلكتروني.
وفي يناير (كانون الثاني) 2018، غرقت سفينة صيد روسية على متنها 21 شخصاً في بحر اليابان، ولم يتم العثور على ناجين بعد 5 أيام من عمليات البحث في درجات حرارة شديدة البرودة ورياح عاتية. وفي أبريل (نيسان) 2015، أدى غرق سفينة صيد روسية مزودة برادار في المنطقة نفسها إلى وفاة 56 شخصاً على الأقل.
وفي بحر بارنتس، قتل 14 عنصراً في البحرية الروسية في يوليو (تموز) 2019، بعدما تعرضت غواصتهم لحريق، وهو حادث لم تكشف السلطات عن ملابساته، بصفته مرتبطاً بـ«سرية الدولة».
ولدى روسيا طموحات كبيرة في القطب الشمالي، حيث تأمل في أن تصبح القوة الاقتصادية والعسكرية الرائدة، مع الاستفادة من الاحتباس الحراري وذوبان الجليد الذي سيفتح طرقاً تجارية جديدة في القطب الشمالي. وإضافة إلى الصيد، تستغل الشركات الروسية رواسب كبيرة من النفط والغاز والفحم والمعادن الثمينة.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.