سجن زعيم «قلب تونس» بتهم «فساد مالي»

نبيل القروي (رويترز)
نبيل القروي (رويترز)
TT

سجن زعيم «قلب تونس» بتهم «فساد مالي»

نبيل القروي (رويترز)
نبيل القروي (رويترز)

أصدر القطب القضائي المالي في تونس، أمس، أمراً بسجن نبيل القروي، رئيس حزب «قلب تونس» حليف حركة «النهضة» في البرلمان، ورجل الأعمال المرشح السابق للانتخابات الرئاسية التي خسرها في الدور الثاني أمام الرئيس الحالي قيس سعيد.
وكان القضاء التونسي قد قرر في يوليو (تموز) الماضي منع سفر القروي إلى الخارج، وتجميد التصرف في ممتلكاته، قبل أن يودع سجن المرناقية (غرب العاصمة) لمدة شهر تقريباً، ويتقرر بعدها خروجه من السجن لخوض الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وقال محسن الدالي، المتحدث باسم القطب القضائي المالي، إن قرار السجن الذي صدر بحق القروي يتعلق بقضية فساد وتبييض أموال. ودامت جلسة الاستماع الأولى، أمس، حوالي 10 ساعات أمام قاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي، في جلسة تتعلق بشبهات تبييض أموال، وعلى أثرها تم إصدار قرار إيداعه بالسجن.
وكانت هيئة الدفاع عن القروي قد أكدت قبل بدء الجلسات القضائية أنها أزالت الشبهة التي كانت موجودة في الوشاية التي قدمتها منظمة «أنا يقظ» (منظمة حقوقية مستقلة) ضد القروي، مبرزة أن المعطيات التي قدمتها المنظمة المذكورة «مبنية على مغالطة وتجنٍّ».
من جانبه، قال القروي إثر خروجه من جلسة أول من أمس، إن ثقته كبيرة في القضاء التونسي، واتهم بعض الأطراف السياسية بـ«اللجوء إلى مثل هذه الأساليب، عوض التنافس السياسي القائم على البرامج والأفكار في هذه الفترة الانتخابية»، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن التشكيك في مؤسسات الدولة.
على صعيد غير متصل، أكد جابر الغنيمي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بسوسة (وسط شرق)، أن النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق في ملف استيراد 72 طناً من مادة غذائية فاسدة من الهند، منذ أول من أمس؛ مشيراً إلى أن الفرقة المختصة باشرت التحقيقات الأولية بسماع ممثل الجمارك، في انتظار استكمال الأبحاث التي ستشمل صاحب الشركة، وكل من له علاقة بهذه الصفقة التجارية المشبوهة التي كانت ستوزع للاستهلاك المحلي.
وتأتي هذه الصفقة التجارية المشبوهة بعد أيام قليلة من توقيف وسجن ثمانية متهمين في صفقة «النفايات الإيطالية» المستوردة إلى تونس بصفة غير ملائمة للمعايير الدولية، من بينهم وزير البيئة.
في غضون ذلك، قالت عبير موسي، رئيسة الحزب «الدستوري الحر» المعارض، إن مبادرة اتحاد الشغل (نقابة العمال) المطروحة حالياً على الساحة السياسية «عبارة عن إطار لتدوير النفايات السياسية، وتثمينها لتشارك فيما يسمى الحوار الوطني»، على حد تعبيرها.
وأضافت موسي في مؤتمر صحافي، عقدته أمس بمقر البرلمان التونسي، أن المبادرة المقدمة من قبل حزبها، تحت اسم «ثورة التنوير»، تتشارك مع مبادرة اتحاد الشغل في عديد من الأهداف، مبرزة أنه سيتم عرضها على جميع الأطراف السياسية التي تؤمن بالديمقراطية، على حد قولها.
كما أوضحت موسي أن المبادرة السياسية التي عرضتها على التونسيين موجهة لـ«دحر حركة (الإخوان) وكسر شوكة التيارات الظلامية»، واتهمت حركة «النهضة» الممثلة للإسلام السياسي في تونس بأنها تمثل غطاء التطرف، ولا تؤمن بنبذ العنف على حد قولها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.