«حرب الصلب» على أبواب شرق آسيا

TT

«حرب الصلب» على أبواب شرق آسيا

فرضت فيتنام وماليزيا رسوم إغراق على وارداتهما من الصلب الصيني، وذلك في خطوة قد تشعل حرب الرسوم الجمركية في شرق آسيا، قبل نهاية عام 2020، الذي يحلو للبعض تسميته «عام الأزمات».
وقالت وزارة الصناعة والتجارة في فيتنام، إن هانوي تعتزم فرض رسوم إغراق تتراوح بين 4.43 في المائة و25.22 في المائة على واردات البلاد من الصلب من 16 شركة صينية.
ومن المقرر فرض رسوم الإغراق على بعض منتجات الصلب المدلفن على البارد من الصين، اعتباراً من الثامن والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري ولمدة خمسة أعوام، بحسب القرار الذي نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني أمس.
وأشار القرار إلى إغراق واردات الصلب الصينية للسوق الفيتنامية، والإضرار بصناعة الصلب في البلاد. كذلك ماليزيا التي ستفرض رسوماً لمكافحة الإغراق، تتراوح نسبتها بين 2.2 في المائة إلى 37.1 في المائة على الواردات من منتجات الصلب المدلفن المسطح غير السبائكي من الألواح المطلية، أو المطلي بالألمنيوم والزنك القادمة من الصين وفيتنام وكوريا، وفقاً لبيان صادر عن وزارة التجارة الدولية.
وهذا الإجراء سيظل سارياً لمدة خمس سنوات تحتسب بداية من 12 ديسمبر الجاري وحتى 11 ديسمبر 2025.
يشار إلى أن صندوق النقد الدولي كان قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أنه يتوقع أن تحقق ماليزيا انتعاشاً اقتصادياً قوياً في عام 2021، في ظل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 7 في المائة.
وأفاد الصندوق بأنه يتعين مواصلة سياسات التيسير النقدي والمالي الملائمة، حتى يتم التعافي الاقتصادي بشكل آمن.
في الأثناء، خفضت الصين رسوم الاستيراد على 883 سلعة، بدءاً من أول يناير (كانون الثاني)، منها بعض معدات الطيران ومنتجات الورق والأخشاب.
وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني إنها ستخفض أيضاً رسوم استيراد بعض منتجات تكنولوجيا المعلومات، بدءاً من أول يوليو (تموز) المقبل.
وخفضت الوزارة رسوم استيراد ما يربو على 850 سلعة منذ أول يناير 2020.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قررت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فرض رسوم على منتجات لفائف ألمونيوم بقيمة 1.96 مليار دولار من 18 دولة، بعد أن توصلت إلى أن السلع تشهد حالة من الإغراق. غير أن الرسوم ستُفرض بشكل فوري على دول من بينها ألمانيا والبحرين، على الرغم من إقرار الوزارة بوجود إغراق أولي.
ومن بين الدول التي ستتأثر بالقرار أيضاً: البرازيل وكرواتيا ومصر واليونان والهند وإندونيسيا وإيطاليا وسلطنة عُمان ورومانيا وصربيا وسلوفينيا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وتايوان وتركيا.
لكن لجنة التجارة الدولية الأميركية ستصدر قرارها النهائي في فبراير (شباط) 2021.
وسيكون معدل الرسوم الأكبر بحق ألمانيا ليتراوح بين 52 في المائة و132 في المائة، وتليها البحرين بمعدلات في خانة الآحاد.



تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
TT

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى تقييم المستثمرين تأثير وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل و«حزب الله».

وبحلول الساعة 01:06 بتوقيت غرينيتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً، أو 0.38 في المائة، إلى 72.73 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً، أو 0.46 في المائة، إلى 68.62 دولار.

وهبطت أسعار الخامين القياسيين دولارين للبرميل عند التسوية الاثنين، بعد تقارير تفيد بقرب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، وهو ما أدى إلى عمليات بيع للنفط الخام.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه سيوقع على أمر تنفيذي يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات المقبلة إلى بلده من المكسيك وكندا. ولم يتضح ما إذا كان هذا يشمل واردات النفط، أم لا.

وأثّر إعلان ترمب، الذي قد يؤثر على تدفقات الطاقة من كندا إلى الولايات المتحدة، على السلع الأساسية المقومة بالدولار. وتذهب الغالبية العظمى من صادرات كندا من النفط الخام البالغة 4 ملايين برميل يومياً إلى الولايات المتحدة، واستبعد محللون أن يفرض ترمب رسوماً جمركية على النفط الكندي، الذي لا يمكن استبداله بسهولة، لأنه يختلف عن الأنواع التي تنتجها بلاده.

وقالت 4 مصادر لبنانية رفيعة المستوى، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفاً لإطلاق النار في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل خلال 36 ساعة.

وقال محللون في «إيه إن زد»: «وقف إطلاق النار في لبنان يقلل من احتمالات فرض الإدارة الأميركية المقبلة عقوبات صارمة على النفط الخام الإيراني». وإيران، التي تدعم «حزب الله»، عضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يومياً، أو 3 في المائة من الإنتاج العالمي.

وقال محللون إن الصادرات الإيرانية قد تنخفض بمقدار مليون برميل يومياً، إذا عادت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى حملة فرض ضغوط قصوى على طهران، وهو ما سيؤدي إلى تقليص تدفقات النفط الخام العالمية.

وفي أوروبا، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم بطائرات مسيرة روسية في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وفقاً لما قاله رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وتصاعدت حدة الصراع بين موسكو، المنتج الرئيسي للنفط، وكييف هذا الشهر، بعد أن سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا، في تحول كبير في سياسة واشنطن إزاء الصراع.

من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شاهبازوف لـ«رويترز»، إن «أوبك بلس» قد تدرس في اجتماعها يوم الأحد المقبل، الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط الحالية بدءاً من أول يناير (كانون الثاني)، وذلك بعدما أرجأت المجموعة بالفعل زيادات وسط مخاوف بشأن الطلب.