تركيا تتجاهل العقوبات الأوروبية... وتعلن استئناف التنقيب شرق المتوسط

إردوغان يطالب أوروبا بالتخلي عن «العمى الاستراتيجي»

سفينة التنقيب التركية «أوروتش رئيس» في ميناء أنطاليا سبتمبر الماضي (أ.ب)
سفينة التنقيب التركية «أوروتش رئيس» في ميناء أنطاليا سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

تركيا تتجاهل العقوبات الأوروبية... وتعلن استئناف التنقيب شرق المتوسط

سفينة التنقيب التركية «أوروتش رئيس» في ميناء أنطاليا سبتمبر الماضي (أ.ب)
سفينة التنقيب التركية «أوروتش رئيس» في ميناء أنطاليا سبتمبر الماضي (أ.ب)

استأنفت سفينة الأبحاث والمسح السيزمي التركية «أوروتش رئيس» عملها في شرق البحر المتوسط، في إعلان صريح من أنقرة لعدم الاعتداد بقرار قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة بتوسيع العقوبات على أفراد أتراك، بسبب أنشطة التنقيب غير القانونية في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص.
في الوقت ذاته، طالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي بالتخلي عما سماه «العمى الاستراتيجي» الذي يبعده عن تركيا، وجدد استعداد بلاده لفتح صفحة جديدة في العلاقات. وأصدرت تركيا إخطار «نافتكس» جديداً، ليل الثلاثاء- الأربعاء، أعلنت فيه أن السفينة «أوروتش رئيس» عادت لاستئناف عملها في شرق المتوسط رفقة سفينتي الدعم «أطامان» و«جنكيز خان»، وستواصل مهامها حتى 15 يونيو (حزيران) المقبل. وجاء الإعلان عقب اجتماع للحكومة التركية برئاسة إردوغان.
وأبحرت السفينة التركية من ميناء أنطاليا جنوب البلاد، في 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بعد 3 أيام فقط من انتهاء القمة الأوروبية التي اعتمدت عقوبات رمزية «مؤجلة» على تركيا، بسبب أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص، العضوين بالتكتل، ينتظر أن يناقشها الاتحاد في قمته القادمة في مارس (آذار)، وتتضمن توسيع العقوبات التي فرضها الاتحاد في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 على اثنين من الموظفين الأتراك بسبب أنشطة التنقيب في شرق المتوسط قبالة سواحل قبرص.
وكانت تركيا قد سحبت السفينة إلى ميناء أنطاليا في 29 نوفمبر الماضي، بعدما واصلت أنشطة البحث قرب سواحل اليونان الجنوبية منذ 12 أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك قبل أقل من أسبوعين من قمة الاتحاد الأوروبي في 10 و11 ديسمبر الجاري.
وقوبل القرار الأوروبي، على الرغم من رمزيته، بالرفض من جانب أنقرة التي عبرت عن عدم تقبلها نهج التلويح بالعقاب. وتوقع الرئيس التركي ألا تسفر القمة الأوروبية المقبلة في مارس عن جديد بشأن بلاده. وترجمت خطوة إعادة السفينة للعمل في المنطقة عدم اكتراث أنقرة بالعقوبات الأوروبية والمحدودية الشديدة لتأثيرها.
واستفزت تركيا اليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي ودولاً إقليمية بإرسالها سفينة «أوروتش رئيس» في 10 أغسطس (آب) الماضي للتنقيب قبالة سواحل اليونان؛ لكنها عادت وسحبتها في 13 سبتمبر (أيلول) بدعوى إفساح المجال للمبادرات الدبلوماسية.
وبعد فشل مبادرات من ألمانيا، الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في إقناع تركيا واليونان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، أعادت تركيا سفينتها إلى المنطقة في 12 أكتوبر، ومددت عملها هناك 6 مرات رغم تلويح «الاتحاد» بعقوبات قاسية. وفي 23 نوفمبر، قالت تركيا إن السفينة ستعمل في المنطقة حتى 29 نوفمبر. وأعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، عبر «تويتر» في مطلع ديسمبر، أن السفينة أكملت مهمة بدأت في 10 أغسطس، وغطت 10995 كيلومتراً من البيانات السيزمية ثنائية الأبعاد، وعادت إلى ميناء أنطاليا. وتطالب أنقرة بعقد مؤتمر موسع يضم جميع الدول المعنية بشرق المتوسط لبحث التوصل إلى تقاسم عادل للموارد الهيدروكربونية (النفط والغاز) في المنطقة. كما تبدي استعداداً لاستئناف غير مشروط للمفاوضات مع اليونان التي تتهمها في الوقت نفسه بالتصعيد ومحاولة الاستقواء بالاتحاد الأوروبي، بدلاً عن الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأعربت أثينا مراراً عن استعدادها للتفاوض شريطة سحب تركيا سفنها والتوقف عن التهديد بالحرب وفرض الشروط.
وفي هذا الإطار، اتهم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، خلال حضوره الثلاثاء، مناورات «مخلب النمر- 2020» التي تنفذها القوات التركية في ولاية موغلا، جنوب غربي البلاد، اليونان بمواصلة تحريف الحقائق، والمماطلة في بدء محادثات جادة لحل الخلافات القائمة مع تركيا.
وأجرت تركيا الأحد قبل الماضي تدريبات بالذخيرة الحية في البحر المتوسط، في الوقت الذي كانت سفينة «أوروتش رئيس» تتجه إلى منطقة عملها.
وقال بيان للجيش اليوناني، إن طائرتين تركيتين من طراز «إف 16» حلقتا دون سابق إنذار فوق جزيرتين يونانيتين في شرق بحر إيجه، وتم اعتراضهما من قبل مقاتلات يونانية، وفقاً لقواعد الاشتباك الدولية.
في السياق ذاته، طالب إردوغان الاتحاد الأوروبي بالتخلي عما سماه «العمى الاستراتيجي» الذي يبعده عن تركيا، قائلاً إن أنقرة تأمل بفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة خلال العام الجديد 2021.
وأضاف إردوغان، في كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» بمقر البرلمان التركي في أنقرة أمس (الأربعاء) أن تركيا ليست بلداً ينصاع للغة «العقوبات والابتزاز»، وأنها لا يمكن أن تدير ظهرها لا للشرق ولا للغرب، وأن التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري متعدد الجوانب ليس بديلاً عن الروابط المتجذرة مع الولايات المتحدة، متمنياً أن يتخلص الاتحاد الأوروبي في أقرب فرصة من «العمى الاستراتيجي» الذي يبعده عن تركيا.
في المقابل، أكدت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، أن تركيا تتعرض للعقوبات بسبب سياسات إردوغان. وقالت في كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبها، إنه «بفضل إردوغان ومستشاريه الجهلة، أصبحت تركيا تعاقب حتى عند ممارستها حقوقها السيادية». وانتقدت أكشنار تعيين المقربين من إردوغان ومسؤولين في حكومته سفراء لتركيا في الخارج، قائلة: «قلنا من قبل إن الشؤون الدبلوماسية يجب أن تدار بشكل منظم، وليس بتعيين الأصدقاء والأقارب سفراء في الخارج. اتركوا هذا العمل لأهله ومن يليق به، رتبة السفير يجب ألا تعطى كجائزة لشخص ما، هي مهمة تحتاج لتجربة وعلم».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.