قمة «إيقاد» تبحث التوتر السوداني ـ الإثيوبي والنزاع الصومالي ـ الكيني

حمدوك التقى آبي أحمد... ودعوة إلى الحوار لحل الخلافات

حمدوك وآبي أحمد خلال لقائهما في جيبوتي أمس (أ.ف.ب)
حمدوك وآبي أحمد خلال لقائهما في جيبوتي أمس (أ.ف.ب)
TT

قمة «إيقاد» تبحث التوتر السوداني ـ الإثيوبي والنزاع الصومالي ـ الكيني

حمدوك وآبي أحمد خلال لقائهما في جيبوتي أمس (أ.ف.ب)
حمدوك وآبي أحمد خلال لقائهما في جيبوتي أمس (أ.ف.ب)

انطلقت أمس، في العاصمة الجيبوتية، القمة الاستثنائية لدول الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد - IGAD) التي تبحث في عدد من القضايا الخلافية، على رأسها الحرب في إقليم تيغراي بإثيوبيا، والاعتداءات الإثيوبية على السودان، إلى جانب التوترات الأخيرة بين كينيا والصومال.
كما تناقش القمة «عملية السلام والأمن الجارية في السودان وجنوب السودان»، وفق ما نقلت الرئاسة الكينية، في بيان، عن كلمة ألقاها قبل الجلسة المغلقة، رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الرئيس الحالي للهيئة.
ويشارك في القمة، إضافة إلى حمدوك، رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، ورئيس كينيا أوهورو كينياتا، ورئيس الصومال محمد عبد الله، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد. ويمثل جنوب السودان نائبة الرئيس ريبيكا قرنق، وأوغندا السفيرة ريبيكا أوتينغو.
والتقى حمدوك مع آبي أحمد على هامش القمة، في وقت تصاعدت فيه التوترات بين إثيوبيا والسودان على حدودهما المشتركة، لكن تمت الدعوة لوقف إطلاق النار بعد اشتباكات سابقة، حسبما أفادت تقارير.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية لوكالة الأنباء الألمانية أن «هناك عدداً من التحركات من الجيش السوداني في المناطق الحدودية المتاخمة للحدود الإثيوبية بولاية القضارف ومن بينها منطقتا جبل أبو طيور الكبرى والصغرى». وقال إن القوات المسلحة تلقت تقارير عن وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية والميليشيات الإثيوبية. وقال: «نحتاج إلى ساعات لتحديد المناطق التي حررها الجيش السوداني».
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، الذي يحضر القمة أيضاً، أعضاء «إيقاد» إلى مساعدة إثيوبيا في التعامل مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع الأخير في إقليم تيغراي الانفصالي، وفق ما ذكر بيان الرئاسة الكينية.
أرسل آبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام، العام 2019، الجيش إلى تيغراي لفرض سلطة «المؤسسات الشرعية» وتقديم قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، الذين واجهوا السلطة المركزية لعدة أشهر، إلى العدالة.
وعلى الرغم من انتهاء العملية العسكرية التي أعلنتها أديس أبابا في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) بالسيطرة على العاصمة الإقليمية ميكيلي، فإن القتال مستمر في تيغراي، وفق الأمم المتحدة، التي أعربت عن أسفها لقيام السلطات الإثيوبية بتقييد وصولها إلى المنطقة.
كما دعا موسى فقي محمد كينيا والصومال إلى إجراء حوار لتخفيف حدة التوتر بينهما، بحسب البيان. وقطع الصومال في 15 ديسمبر (كانون الأول) علاقاته الدبلوماسية مع كينيا، لاتهامها بالتدخل في شؤونه، بعد أشهر من التوتر المتزايد بين البلدين.
وكينيا مساهم رئيسي في قوة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم)، التي تحارب «حركة الشباب» المتطرفة المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة»، وتدعم الحكومة الصومالية الهشة التي لا تسيطر إلا على جزء من الأراضي الصومالية.
ونقاط الخلاف كثيرة بين البلدين، أبرزها في ولاية جوبالاند، جنوب الصومال، على الحدود مع كينيا. وتعتبر كينيا هذه المنطقة عازلة بين أراضيها و«جماعة الشباب» المتطرفة وتدعم الرئيس الإقليمي أحمد مادوبي.
وتضم هيئة الإيقاد 7 دول، هي جيبوتي (المقر)، وكينيا، وأوغندا، والسودان، وإثيوبيا، وجنوب السودان، والصومال، بالإضافة إلى إريتريا التي علقت عضويتها في عان 2007.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».