سلالة جديدة من «كورونا»... هل يجب أن نقلق؟

امرأة ترتدي الكمامة تسير إلى جانب عمل فني يرتبط بفيروس «كورونا» رُسم على حائط في أسكوتلندا (د.ب.أ)
امرأة ترتدي الكمامة تسير إلى جانب عمل فني يرتبط بفيروس «كورونا» رُسم على حائط في أسكوتلندا (د.ب.أ)
TT

سلالة جديدة من «كورونا»... هل يجب أن نقلق؟

امرأة ترتدي الكمامة تسير إلى جانب عمل فني يرتبط بفيروس «كورونا» رُسم على حائط في أسكوتلندا (د.ب.أ)
امرأة ترتدي الكمامة تسير إلى جانب عمل فني يرتبط بفيروس «كورونا» رُسم على حائط في أسكوتلندا (د.ب.أ)

تبدو فكرة الفيروس المتحور مخيفة بشكل كبير، لكن التحور والتغيير هو ما تفعله الفيروسات. في معظم الأوقات، يكون الأمر إما تعديلاً لا معنى له، وإما أن الفيروس يغير نفسه بطريقة تجعله أسوأ فيما يرتبط بإصابتنا بالعدوى، وفقاً لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».
ولا يوجد دليل واضح على أن السلالة الجديدة لفيروس «كورونا»، التي اكتُشفت في جنوب شرقي إنجلترا، قادرة على الانتقال بسهولة أكبر، أو التسبب في أعراض أكثر خطورة أو جعل اللقاح عديم الفائدة.
ومع ذلك؛ فهناك أمران يراقبهما العلماء من كثب:
الأول أن مستويات المتغير قد تكون أعلى في الأماكن التي تكون فيها أعداد الحالات أكثر.
إنها علامة تحذير، رغم أنه يمكن تفسيرها بطريقتين؛ يمكن أن يتحور الفيروس لينتشر بسهولة ويسبب مزيداً من العدوى. لكن يمكن أيضاً أن تحصل المتغيرات على استراحة عن طريق إصابة الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب. كان أحد تفسيرات انتشار «السلالة الإسبانية» خلال الصيف هو ببساطة أن الناس يصابون به خلال العطلة ثم ينقلونه إلى بلادهم.
القضية الأخرى التي تثير الدهشة العلمية هي كيف تحور الفيروس.
قال البروفسور نيك لومان: «إنه يحتوي على عدد كبير بشكل مدهش من الطفرات، أكثر مما نتوقع، ويبدو أن القليل منها مثير للاهتمام».
وهناك مجموعتان بارزتان من الطفرات، كلتاهما موجودة في «سبايك بروتين»؛ أي «بروتين السنبلة» المهم، وهو المفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم.
وقال البروفسور ألان ماكنالي من جامعة برمنغهام: «نعلم أن هناك متغيراً، ولا نعرف شيئاً عمّا يعنيه ذلك من الناحية البيولوجية. من السابق لأوانه إجراء أي استنتاج حول مدى أهمية هذا الأمر أو عدمها».
وتؤدي الطفرات في «بروتين السنبلة» إلى أسئلة حول اللقاح؛ لأن اللقاحات الثلاثة الرائدة؛ «فايزر» و«موديرنا» و«أكسفورد»، كلها تدرب الجهاز المناعي على مهاجمة هذا البروتين.
ومع ذلك، يتعلم الجسم مهاجمة أجزاء متعددة من «السنبلة». لهذا السبب يظل مسؤولو الصحة مقتنعين بأن اللقاح سيعمل ضد هذا المتغير.
ولا يزال فيروس «كورونا» يجرب توليفات مختلفة من الطفرات لإصابة البشر بشكل صحيح.
وسرعان ما سيضع التطعيم الجماعي نوعاً مختلفاً من الضغط على الفيروس؛ لأنه سيتعين عليه التغيير من أجل إصابة الأشخاص الذين جرى تحصينهم. لذلك، قد نضطر إلى تحديث اللقاحات بانتظام، كما نفعل مع الإنفلونزا.


مقالات ذات صلة

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

يختلف متابعون حول مدى صحة استخدام الملاعق الخشبية في الطهي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اشتعل وجهه خلال جراحة... عائلة مريض تطالب مستشفى أميركياً بتعويض قدره 900 ألف دولار

كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
TT

اشتعل وجهه خلال جراحة... عائلة مريض تطالب مستشفى أميركياً بتعويض قدره 900 ألف دولار

كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)

تطالب عائلة رجل في ولاية أوريغون الأميركية بتعويض قدره 900 ألف دولار من أحد المستشفيات، بعدما اشتعلت النيران في وجه المريض في أثناء خضوعه لعملية جراحية بينما كان مستيقظاً، بحسب صحيفة «الغارديان».

تَرِد هذه المزاعم في دعوى قضائية مرفوعة من قبل زوجة جون مايكل مردوخ ضد جامعة أوريغون للصحة والعلوم. وتؤكد الدعوى أن الحادث وقع في أثناء خضوعه لعملية جراحية في عام 2022، وسط علاجه من سرطان الخلايا الحرشفية، وهو سرطان في اللسان. وفقاً للدعوى، فشل الطاقم الطبي في ترك الكحول الذي تم مسحه على وجهه يجف بشكل صحيح، مما تسبب باشتعال جلده.

تروي الدعوى كيف كانت جراحة مردوخ عبارة عن فتحة في القصبة الهوائية، أو إجراء لإدخال أنبوب تنفس في حلقه. لتعقيمه للعملية، تم مسحه بالكحول الأيزوبروبيلي. لكن الكحول لم يجف بشكل صحيح، وأشعل شرارة من أداة جراحية مما تسبب بحريق في وجهه، وفقاً للدعوى.

وذكرت تقارير صحافية أن مردوخ كان «مستيقظاً وواعياً» عندما بدأ الحريق، وكان يتغذى بالأكسجين، بالإضافة إلى الكحول الذي لم يتبخر.

عاش مردوخ لمدة ستة أشهر بعد الجراحة، لكنه توفي في يونيو (حزيران) 2023. وذكر نعيه أنه كان يبلغ من العمر 52 عاماً.

وقال المحامي رون تشنغ، الذي يمثل أرملة مردوخ، توني، ورفع الدعوى القضائية في ديسمبر (كانون الأول): «هذا أمر لا يحدث أبداً... لم يكن يجب أن يحدث أبداً».

وعلى الرغم من أن الحادث الجراحي لمردوخ لم يقتله، فإنه عانى من ندوب مشوهة وتورم وجروح لم تلتئم، كما قال تشنغ.

وأشار إلى أنه على الرغم من عدم قدرة مردوخ على التحدث بوضوح في ذلك الوقت، فإنه كان لا يزال قادراً على نقل الصدمة التي تعرض لها من الحروق إلى زوجته.

في العام الماضي، لاحظت كلية الجراحين الأميركية أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» بسبب مصادر الاشتعال والأكسجين والوقود. تتسبب الأجهزة الجراحية الكهربائية في نحو 70 في المائة من الحرائق الجراحية في الولايات المتحدة، وفقاً للكلية. وفي 75 في المائة من الحالات، كانت البيئات الغنية بالأكسجين متورطة بالحوادث. وكانت مستحضرات الجلد القائمة على الكحول أيضاً «مصادر وقود شائعة في أثناء الحرائق الجراحية عندما لا يُسمح لها بالتبخر تماماً».