التحالف: «اتفاق الرياض» ينعش الاستقرار والاقتصاد وينهي المظاهر العسكرية

المالكي أكد لـ «الشرق الأوسط» مضي عملية فصل القوات في أبين وخروجها من عدن

جنود سعوديون خلال عملية الإشراف على فصل القوات بمحافظة أبين أمس (أ.ف.ب)
جنود سعوديون خلال عملية الإشراف على فصل القوات بمحافظة أبين أمس (أ.ف.ب)
TT
20

التحالف: «اتفاق الرياض» ينعش الاستقرار والاقتصاد وينهي المظاهر العسكرية

جنود سعوديون خلال عملية الإشراف على فصل القوات بمحافظة أبين أمس (أ.ف.ب)
جنود سعوديون خلال عملية الإشراف على فصل القوات بمحافظة أبين أمس (أ.ف.ب)

أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أن تطبيق الشق العسكري لاتفاق الرياض يمثل جسر عبور لمرحلة مقبلة ينتظرها اليمنيون، تحمل في طياتها وحدة الصف وعودة الحياة الطبيعية، وتحرك العجلة الاقتصادية.
وأوضح العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية باليمن في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن جهوداً كبيرة بذلت خلال الفترة الماضية من فريق التنسيق والارتباط السياسي وقيادة التحالف في عدن، توجت بعملية فصل القوات في أبين وخروجها من عدن.
وأضاف: «لا شك أن تنفيذ الشق العسكري باتفاق الرياض والمتمثل في فصل القوات العسكرية في محافظة (أبين) وخروجها من (عدن) يمثل جسر العبور لمرحله مقبلة ينتظرها اليمنيون، تحمل في طياتها واقعية مثالية بوحدة الصف وعودة الحياة الطبيعية، وإنهاء المظاهر العسكرية، وتحرك العجلة الاقتصادية، وكذلك الأمن والاستقرار».
وأكدت القوات المشتركة للتحالف أن عملية تنفيذ الشق العسكري تسير وفقاً للخطط العسكرية الموضوعة، وأن هنالك التزاماً وجدية من الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في تنفيذ الاتفاق.
وبحسب المالكي، فإن «جهوداً كبيرة بذلت خلال الفترة الماضية من فريق التنسيق والارتباط السياسي وقيادة التحالف في عدن، توجت بعملية فصل القوات في أبين وخروجها من عدن وبإشراف مباشر من قوات التحالف على الأرض في أجواء من التآخي والمسؤولية من الطرفين»، مثمناً «التزام الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في تنفيذ الشق العسكري بحسب الخطط العسكرية».
وكان التحالف الذي تقوده السعودية أعلن الخميس الماضي موافقة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي على تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض خلال أسبوع، يليها إعلان الحكومة الجديدة المكونة من 24 وزيراً من جميع المكونات السياسية اليمنية بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي.
وتواصل قوات التحالف الإشراف المباشر على عملية فصل القوات في محافظة أبين (جنوب البلاد)، وإخراج القوات العسكرية من العاصمة المؤقتة عدن وفقاً للتفاهمات والخطط العسكرية الموضوعة.
وقوبل البدء في تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض وقرب إعلان الحكومة الجديدة بترحيب يمني وإقليمي ودولي، مع آمال في انعكاس ذلك على تحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان، وعودة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وبقية المناطق اليمنية.
ومن المنتظر أن تشكل عودة الحكومة اليمنية الجديدة في غضون الأيام المقبلة مرحلة جديدة في إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في المناطق المحررة تحديداً، وعلى امتداد خريطة الجغرافيا اليمنية عموماً.
وأثمرت الجهود السعودية الأسبوع الماضي عن موافقة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي على تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض الذي بدأ فعلياً على أرض الواقع وانسحبت واحدت عسكرية من الجانبين خلال اليومين الماضيين.
ويتنظر أن تعلن الحكومة الجديدة 24 وزيراً، التي اكتمل تشكيلها برئاسة معين عبد الملك خلال اليومين المقبلين، على أن تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني قبل عودتها مباشرة للعاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامها بشكل رسمي.
ويعتقد همدان العليي الكاتب السياسي اليمني أن عودة الحكومة للبلاد في هذا التوقيت سيمثل أحد أهم الإنجازات في إطار المعركة التي يخوضها اليمنيون ضد الميليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وأضاف همدان لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بحاجة لأن تعود الشرعية بكل مكوناتها الحكومة والبرلمان والرئاسة وقيادات الدولة كافة. فالعودة للأراضي اليمنية ستكون أحد أهم الإنجازات التي توقفت منذ سنوات في إطار المعركة مع الحوثية»، متابعاً: «هذا الأمر مهم إلى درجة عالية جداً خاصة مع التغيرات السياسية الدولية التي إن لم يتم الإعداد لها بشكل حقيقي ربما ستنعكس علينا بشكل سلبي».
وكان محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن أكد أن الالتزام والتعاون لتنفيذ اتفاق الرياض سيجني ثماره اليمنيون نحو السلام والأمن والاستقرار والتنمية ومستقبل واعد.
وينفذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروعات حيوية كبيرة في مختلف المحافظات المحررة كالمستشفيات والمدارس والطرق وحفر آبار المياه وغيرها، ويعول أن تدفع عودة الحكومة لعدن لأن تتضاعف مشروعات البرنامج خلال الفترة المقبلة.
على المستوى الداخلي، فإن «عودة الحكومة بشكل كامل ستسهم إلى حد كبير في حل كثير من الإشكاليات، وعلى رأسها الجانب الاقتصادي واستقرار العملة، وهذا ما يهم الناس» طبقاً للعليي الذي أضاف: «ما يهم اليمنيين بشكل عام التحديات المتعلقة بالعملة والأسعار والمرتبات، هذه مسائل يجب ألا يتأخر القائمون على الحكومة في حلها وتقديم حلول سريعة لإعادة الاستقرار المالي ومراعاة مصالح الناس».
ويقول زين عيديد، وهو رجل أعمال من عدن، إن استقرار الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والجنوب عامة مرتبط بشكل مباشر بتشكيل الحكومة وعودتها لممارسة مهامها، وانعكاس ذلك على عودة الأعمال التجارية ونهضتها.
وأضاف عيديد في لـ«الشرق الأوسط»: «كما يقال رأس المال جبان، والتاجر يبحث عن الاستقرار لتطوير تجارته وتحقيق الأرباح، ولا يتحقق ذلك في المناطق غير المستقرة اقتصادياً وأمنياً».
وتابع: «غياب الحكومة ساهم بشكل كبير بتدهور العملة والتلاعب بها، وأضرّ أصحاب رؤوس الأموال، وعودتها رسالة طمأنة واضحة وقوية للتجار لفرض النظام وعودة الاستقرار لما كان عليه سابقاً».
من ناحيته، اعتبر البرلمان العربي تشكيل الحكومة الجديدة مطلباً أساسياً لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية والتخفيف من معاناة المواطنين، مثمناً في الوقت ذاته الجهود المُقدَّرة التي تبذلها السعودية في هذا الشأن. ورحب البرلمان العربي، في بيان أمس، ببدء تنفيذ الترتيبات المنصوص عليها في اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي وآلية تسريعه.


مقالات ذات صلة

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

العالم العربي إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أظهرت الأيام الأولى من أنشطة الحوثيين لتنظيم المراكز الصيفية عزوف السكان عن إلحاق أطفالهم بها، ومنعت الضربات الأميركية قادة الجماعة من الظهور في فعاليات التدشين

وضاح الجليل (عدن)
الخليج زيارة وزير الخارجية السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية تتوّج أسبوعاً حافلاً من التنسيق رفيع المستوى بين البلدين (الخارجية السعودية)

خلال أسبوع... 5 محطات من المشاورات الثنائية تعزّز مستوى التنسيق بين الرياض وواشنطن

شهد التنسيق السعودي - الأميركي 5 محطات من المباحثات الثنائية خلال أسبوع، تضمّنت مشاورات سياسية ودفاعية إلى العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي عمار البكار الذي كان بجوار والده على الرصيف لحظة وفاته بسبب الجوع (إكس)

وفاة جائع تفضح مزاعم الحوثيين عن توزيع أموال الزكاة

كشفت وفاة شخص من الجوع في مدينة إب اليمنية مزاعم الجماعة الحوثية عن إنفاق الأموال التي تجمعها بمسمى الزكاة، في حين تواصل الجماعة جمع الجبايات لمجهودها الحربي.

وضاح الجليل (عدن)
خاص مقاتلة «إف-18» أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)

خاص وزير يمني: الضربات الأميركية تفقد الحوثيين 30 في المائة من قدراتهم العسكرية

تواجه الجماعة المدعومة من إيران حالة من الارتباك العميق، وفقاً لمسؤول يمني رفيع، كشف عن أن الجماعة خسرت ما يقارب 30 % من قدراتها العسكرية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي أتباع الحوثيين بجوار لوحة إعلانية تظهر صورة مفبركة لسفينة تحترق وهي ترفع العلم الأميركي (غيتي)

ضربات واشنطن تستنزف الحوثيين رغم التكتم على الخسائر

تواجه الجماعة الحوثية مأزقاً غير مسبوق بعد استهداف الولايات المتحدة الواسع لقدراتها العسكرية وقادتها الميدانيين، وعجزها عن الرد عليها أو إحداث توازن بالمواجهة.

وضاح الجليل (عدن)

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في غزة

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في غزة

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن «مستشفى الشفاء» في مدينة غزة، اليوم الاثنين، مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في المدينة.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، قال عاملون في «مستشفى الشفاء» في مدينة غزة إن جثث 6 رجال، وهم من أفراد عائلة واحدة، تم انتشالها من تحت حطام المنزل الواقع في حي التفاح، شرق غزة، بعد الهجوم الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي رداً على استفسار حول هذا الهجوم، إنه سينظر في التقرير.

وبدأت الحرب على غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد أن شنت حركة «حماس» والفصائل المتحالفة معها أسوأ هجوم على إسرائيل في تاريخها، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة عن مقتل أكثر من 50 ألفاً و983 شخصاً، وفقاً للسلطات الصحية التي تديرها «حماس» في قطاع غزة.