واشنطن تفرض عقوبات على 5 من كبار قادة الأجهزة الأمنية الحوثية

مسؤول أميركي: انتهاكات الجماعة قد تقود إلى تصنيفها حركة إرهابية

واشنطن تفرض عقوبات على 5 من كبار قادة الأجهزة الأمنية الحوثية
TT

واشنطن تفرض عقوبات على 5 من كبار قادة الأجهزة الأمنية الحوثية

واشنطن تفرض عقوبات على 5 من كبار قادة الأجهزة الأمنية الحوثية

فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على خمسة أفراد لهم صلة بوكالات أمن ومخابرات يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بينهم نائب وزير داخلية الجماعة السابق عبد الحكيم الخيواني الذي يشغل حاليا منصب رئيس ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للجماعة، بعد أن اتهمتهم بارتكاب «انتهاكات جسيمة» لحقوق الإنسان.
وقال بيان وزارة الخزانة إنه في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يستهدف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في العديد من البلدان في نصف الكرة الغربي والشرق الأوسط وأوراسيا، وتقف الولايات المتحدة إلى جانب المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء العالم الذين وقعوا ضحايا للعنف والقمع. وأشار البيان إلى أنه في اليمن ارتكبت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المختلفة التي يسيطر عليها الحوثيون انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، حيث شاركت في الممارسة السائدة المتمثلة في الاحتجاز التعسفي والتعذيب لمواطنيها.
واتهم البيان الجماعة الانقلابية باستهداف الطلاب والنساء ونشطاء حقوق الإنسان والصحافيين والعاملين في المجال الإنساني والمعارضين السياسيين وأعضاء الطائفة البهائية والاعتقال بشكل غير قانوني وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز التي تديرها هذه الأجهزة المختلفة، مثل مكتب الأمن الوطني، وجهاز الأمن السياسي، وإدارة التحقيقات الجنائية، وبتوجيه من قيادات الحوثيين تم ارتكاب هذه الانتهاكات بنشاط منذ أواخر عام 2014، في حين أن إدارة البحث الجنائي في صنعاء تقوم بذلك على الأقل منذ عام 2018. ولفت البيان إلى أن الأشخاص الذين تم ضمهم في العقوبات هم سلطان زبن بصفته المدير الحالي لإدارة التحقيقات الجنائية في صنعاء، وعبد الحكيم الخيواني كعضو حوثي ونائب وزير الداخلية (يقود حاليا جهاز الأمن والمخابرات)، وعبد الرب جرفان الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي، ونائبه مطلق عامر المراني وعبد القادر الشامي المدير السابق لجهاز الأمن السياسي الخاضع للجماعة.
في هذا السياق، كشف مسؤول أميركي أن أحد أهم الأسباب التي تنظر فيها الولايات المتحدة الأميركية مع تداول أنباء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أنهم استهدفوا المدنيين في اليمن وخارجها، وعمدوا إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مما أكسبهم سمعة سيئة دولية، وقلل من فرصهم في التمثيل السياسي الداخلي اليمني، متهماً إيران بتأجيج الصراع اليمني ودعم الحوثيين بالسلاح مما يطيل أمد الأزمة.
وقال تيموثي لندركينغ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج العربي، خلال إجابته عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أمس إن السبب في إثارة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، هو لأنهم استهدفوا المدنيين في اليمن والبنى التحتية وطالت انتهاكاتهم دول خارج اليمن، واختطفوا الناس وسلّحوا الأطفال وعرقلوا المساعدات الانسانية لليمنيين. وأفاد ليندركينغ بأن هذه الأفعال والانتهاكات مجتمعة تكلف الحوثي سمعة سيئة في المجتمع الدولي، وفي الوقت ذاته تضعف من موقفهم في الداخل اليمني من الوصول إلى المشاركة السياسية، مؤكداً أن الولايات المتحدة تريد منهم وقف كل هذه الأنشطة إذا أرادوا أن يكون لهم موقع قدم في الحل السياسي.
وأضاف: «معظم دول الخليج تريد من الحرب اليمنية أن تنتهي والوصول إلى الاستقرار وألا تكون مرتعاً للإرهابيين، ونريد في أميركا أن نحقق السلام هناك، وأن يكون اليمن بلداً مستقراً ولا يضم الإرهابيين، وألا يكون عاملاً مضطرباً على دول المنطقة. الحوثيون ليس لديهم الرغبة الحقيقية في تحقيق السلام والحرص على الحلول السلمية والسياسية لإنهاء الحرب في اليمن، ولكننا لا نزال نؤكد على أن الحالة اليمنية لا يمكن أن تنتهي إلا بالحل السياسي السلمي وليس العسكري».
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن بلاده رصدت العديد من الانتهاكات والضربات الحوثية على اليمن والسعودية، والتي استهدفت المنشآت المدنية مثل المطارات والمدارس وغيرها، معتبراً أن هذه الأمور التي تستهدف المدنيين خارج النطاق العسكري هي تقلق أميركا، «وإيران لا تزال مستمرة في دعم الحوثي بالسلاح وتأجيج الصراع، وتدريب الحوثي في استخدام السلاح وتقويتهم في عمليات على الحدود السعودية وداخل اليمن، وفي نهاية الأمر الصراع اليمني لن ينتهي بالسلاح ولابد لهذه الحرب أن تنتهي بالسلم والحل السياسي، ولكن إيران تعرقل ذلك بدعم الحوثي بالسلاح وتأجيج الصراع».
وأكد ليندكينغ أن علاقات واشنطن مع دول الخليج استراتيجية، وتطورت خلال السنوات والأحداث المهمة التي قاما بها معاً، كما أن الحوارات الاستراتيجية الأخيرة بين دول المنطقة وأميركا، منحت الفرصة في تقوية هذه العلاقة ومناقشة العديد من الأمور التي تشترك فيها واشنطن مع دول منطقة الخليج، وهي الأمور الأمنية والعسكرية والاقتصادية والعلاقة الشعبية كذلك، «ونريد الإشارة إلى التطور في برامج حقوق الإنسان في دول الخليج، وكذلك الحقوق العمالية وغيرها من التطورات وندعو إلى المزيد من هذه الجهود أن تتطور». وبيّن أن دول الخليج مستمرة مع أميركا في مواجهة إيران وأنشطتها الخبيثة في المنطقة، وتتشارك الأهداف نفسها في مواجهة العدوان الإيراني والميليشيات التابعة له، متوقعاً أن تستمر هذه العلاقة مع الإدارة الأميركية الجديدة، «والرئيس جو بايدن ليس غريباً على هذه الدول».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.