طبق شعبي يعزز النزاع الثقافي بين كوريا الجنوبية والصين

طبق من الكيمتشي من تحضير احد المطاعم في كوريا الجنوبية (رويترز)
طبق من الكيمتشي من تحضير احد المطاعم في كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

طبق شعبي يعزز النزاع الثقافي بين كوريا الجنوبية والصين

طبق من الكيمتشي من تحضير احد المطاعم في كوريا الجنوبية (رويترز)
طبق من الكيمتشي من تحضير احد المطاعم في كوريا الجنوبية (رويترز)

انتقدت كوريا الجنوبية الصين بعد تقارير عن فوزها بشهادة عالمية لإنتاجها الكيمتشي، وهو طبق شعبي مقدس عند الكوريين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
والأسبوع الماضي، نشرت المنظمة الدولية للمعايير «آيزو» لوائح جديدة لصنع «باو ساي»، وهو نوع من الخضار الصينية المملحة المخمرة.
وقالت بعض وسائل الإعلام الصينية إن ذلك أثر على الكيمتشي، مما استدعى توضيحًا من كوريا الجنوبية. ويعتبر ذلك أحدث نزاع ثقافي بين الجيران.
وهناك أنواع عديدة من الكيمتشي، وهو طبق مخلل حار يصنع عادة باستخدام الملفوف. وغالبًا ما يتم تقديم الكيمتشي في الصين تحت اسم «باو ساي».
في وقت سابق من هذا الشهر، نشرت منظمة «آيزو» قواعد جديدة لتطوير ونقل وتخزين الطبق. وضغطت السلطات في مقاطعة سيتشوان، حيث يتم إنتاج غالبية أطباق «باو ساي» في الصين، من أجل الحصول على الشهادة.
ورغم أن قائمة «آيزو» تقول بوضوح: «هذه الوثيقة لا تنطبق على الكيمتشي»، أشارت بعض وسائل الإعلام الصينية إلى خلاف ذلك. ووصفتها صحيفة «غلوبال تايمز» القومية التي تديرها الدولة بأنها «معيار دولي لصناعة الكيمتشي التي تقودها الصين».
ونفت تقارير إعلامية في كوريا الجنوبية هذه المزاعم، الأمر الذي أثار أيضًا الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي.
ثم أصدرت وزارة الزراعة في كوريا الجنوبية بيانًا جاء فيه أن المعايير الدولية للكيمتشي قد وافقت عليها الأمم المتحدة عام 2001. وقالت: «من غير المناسب الإبلاغ عن شهادة (باو ساي) دون تمييزها عن الكيمتشي في سيتشوان الصينية».
وتقليدياً، يصنع الكيمتشي عن طريق غسل الخضار وتمليحها قبل إضافة التوابل والمأكولات البحرية المخمرة ووضع المنتج في أوعية طينية قابلة للتنفس تحت الأرض. وقد أُدرجت طقوس صنع الطبق السنوية، المعروفة باسم «كيمجانغ»، على أنها تراث ثقافي غير مادي من جانب منظمة اليونيسكو الثقافية التابعة للأمم المتحدة.
وبسبب ارتفاع الطلب على الطبق في البلاد، تستورد كوريا الجنوبية كميات كبيرة من الكيمتشي من المنتجين في الصين. وفي الوقت نفسه، فإن صادرات الكيمتشي الكورية إلى الصين تكاد تكون معدومة بسبب اللوائح الصينية الصارمة على السلع المخللة.
وكان الطبق بمثابة نقطة محورية في الاشتباكات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة. جاء التدوين الدولي لوصفة الكيمتشي عام 2001 بعد نزاع مع جار آخر محب للمخللات، اليابان.
والخلاف هو الأحدث بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الصين وكوريا الجنوبية هذا العام.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.